صديقي الدكتور حسين سرمك…
صديقي
لم أكن قد ((رأيتكَ)) تماماً، كما أنتَ متجلياً في كتاباتك الروحية ((النقدية)) البارعة والخارقة العمق.. ليسَ لأنكَ فتحتَ باباً معشباً في جدرانات شعري المتكاثرة، والتي أبهرتني بقدرتك الغامرة على الكشف.. والمماحكة المعرفية المذهلة… والتي تدلُّ بجدارة على روحكَ المغامرة والعاشقة بصدور ثقافة وتراث.. وحضارة وإبداع ودماء وآفاق وأسطورة وجنون هذا الوطن المولع بنا حد الهلاك ..لنا ..ولهُ وللجميع…
عزيزي…
أشهدُ أنكَ في الحضور المعرفي الزاهر لمرحلة خارقة في الغرابة.. والتحول..والمتناقضات المحيرة…لأيام.. لا نذكرها بعد فرط الإندهاش والعجالة وخدوش التجارب المتكاثرة وموكب العمر النازلِ في السفح الثاني من جبل المسار التراجيدي لحياتنا.. أشهدُ ثانيةً أنكَ تسمو في العطاء المضني بالحق صوب الركون الواثق بقدرةِ الإبداع المتفرد على المقاومة المضيئة لكل عوامل الفناء والجهالة..والبقاء..البقاء الراكز في الأرض.. والسماء.. والكلمة..
أودُّ أن نتحادث هكذا، كما جسرٍ واحد..يتجلى..ينفتحُ فيهِ للآخر أفواهٌ..وكلمات،أو كما تصخبُ أصواتٌ عديدة ثم تتوحّدُ في كيانٍ ضوئيٍ فرد..يتلاشى ويتكوّن ثم يرحل ويعود وهكذا كما الحلم..
من أين لنا مكان في هذه الأرض التي خلقت للتبعثر أكثر مما توحدنا…سألتُ يوماً أحد الدراويش في مقبرة النجف الشاسعة عن ((مكانه)) في الأرض فأشارَ إلى حضرة ترابية قاحلة نبتت عند حوافها أشواك قاسية ومن ثم هطلت دموعه وانحنى ليذهب…
لو يبعث لنا آلهٌ جديد..جديد تماماً أكثر ما في العالم قدامة.. ومشروع يفتح لنا ولهُ في صحراءٍ كونيةٍ نائية فراراً للتعساء والذين لهم لغةٌ غامضةٌ وفكر غريب يدعوهم لمزاره الأرضي وقد فتح فيه بابا للسماء وللإنسان كي يتحاوروا حتى يأخذهم اليأس والبكاء وجفاف الكلمة ويعودون من ثم لمدنهم البائسة كأنهم الأشباح المثقوبة!
ماذا لو جاء نبيٌ آخر.. لا دين لهُ، يلم البشر دهرا ويذبحهم من ثمَّ..ماذا لو كان ثمةَ ضوء غير هذا؟! ماذا لو تبدلت الأفكار وأنبثقت البداهة، وطفولة الفعل والنوايا الأولى للإنسان..لقد تعبنا أيها الصديق…
هم الأصدقاء هكذا..كلٌ يأخذ من ماءِكَ ساقية، أما الصديق الذي يشبهكَ تماماً فأنه يأخذك كما النهر يسحبهُ في مسارهِ حيث اليباس والغربة والتوحد..
تعبنا ولاندري ماذا نريد،..وماذا يريد منا الآخرون..(شكراً لجحيم سارتر) الإجتماعي ثمة ((وجودية)) جديدة توشك على الظهور، فيها من كلِّ فكرٍ ملعقة..من كل صوتٍ مئذنة..من كل حلم مدينة غائبة.. من…. لاأدري.
…حسين –دخيلك يالحسين-
أين مدينتي ومدينتك الفاضلة، إن كان ثمة فضيلة كما نريد…
ليس هذه (الديوانية) التي أخذت في التعفن والتشوه والفساد حد الغرابة والألم عدت فيها كما مشردٍ غريب في عالمٍ آسن ولا يفقه غير الحماسة فوق الرمادِ والإنكفاء لم تعد تلك (المدينة) التي في الروح والذاكرة..يالخيبة أصدقائي المنتشرين في بقاعِ الأرض وعواصم البرد الخاوية وفي وطننا المرعب أيضاً..
من أين لكم مدينة طيبة كما كنتم تظنون، من أين لكم فرات تأخذونه في حقائبكم أينما تذهبون وليلٍ يحظرُ في النعاس،.. من أين لكم بشاعرٍ يمضي نصف قرنهِ قرب شاطيء فراتي فيه غير العشب والنبيذ، تاريخٌ موجع..
من أينَ لي صبركم الجميل
عدتُ أصخب بحشودها المرتبكة وأنا أجهر بأفكاري الأولى الصارخة لعني أبعثفيهم مشاكسة مفتقدة..لعلني أنبش في صحراءِ التأريخ الأولى مثابة راحلة..
لعلني أبني جداراً وطنياً نبيلاً وفقيراً وحالماًبالآتي في وجه الردة الشرقيةالسوداءالكالحة..هي الممكنات كما أعتقد وكما قال بها ثوري روما نطيقي سالف (رحمه الله والماركسية)…هؤلاء البشر أحبتي وأعدائي ويأسي القائم في التأريخ متى ينهظون فوق عيوني الذابلة ويطفئون في رؤيتي خيط العتمة…متى، لاأدري.
أخي…
عدتُ أشاكس روحي..لعلهم..ذلك أن الضفة الاخرى أكثر ظلاماً وهوساً وخديعة..وأكثر مكراً في التأريخ ورداءة.
عدتُ وانا ألمسُ شيخوختي القادمة من الأسفل..(لا تضحك) وأجهشُ بالضحكِ على قلبي الذي لا يكف!؟
وشعري النزق.. وغوايتي المتعبة ورؤيتي النافذة..وغير المستقيمة في الجمال والحب.. والعلاقات.. آه.. ياكاتب الكلمات المفاتيح
يا موغلا بالصياغةِ الموغلةِ بالتأريخ.. والإنسانِ والغرابة..مالك وبغداد وأنتَ تبحثُ لها عن حارسٍ لا يكلّ!؟
لقد تعب إلهكَ منها ولم ننعب في سواحلها المجاديف إنها ترحلُ دوماً في نهرها الأبدي الدموي.. ولا تمل المجاهيل والدماء..والأسئلة.
أتذكركَ.. وأسكتُ وكم تمنيت أن يرسل لي حبيبي المبدع الكبير (طه الشبيب) روايته الجديدة..لقد كان يفعل ذلك في السابق، قل لهُ أنني مازلت مولعاً بالصداقةِ..والإخاء..وسلام الروح والعالم.
ثمة سيوله كتابية غير دقيقة يعلنها المعتوه (خضير ميري) ألا يكف..ويرتكز..لاأحب حتى الماء.. عندما يكون مهملاً..لماذا لانتعلم كيف نغلق السيلانات المتهالكة ونلتفت بجذل لقطرات الماء العراقي الهابط من سماءٍ في العراق قاحلة..أسوأ منها صحراء العرب –العارية- كم اتعبوا الإنسانية هؤلاء البشر الرمال والذين لم يجدي معهم كتاب محمد العظيم ولا شهداء الإسلام الأول والثوار الفقراء ولم…
أخي…تماماً
إشتقت لك وبحثتُ عنك في ديوانيتي المقلوبة على قفاها في زمن ((الرجال)) المخصيين.. يالهُ من قفى عفن وموبوء، لم أجد لكَ حضوراً يمنح لهفتي ضفةً أخرى ساطعة، كنت أبحث عمن يتحدث عنك كما أنا كي أصمت..إلا وكان أمامي وجه ظاهر الجنوبي الديمقراطي بطفولة جديدة ومحبة فراتية لا تبارى..رأيتك تسطع.. تبرق..وتضيء..
قبلني مرتين ونطق بكلماتٍ لم أفهمها. كانت القبلة الأولى لكَ.. لاأدري والأخرى لي ولهُ ولك مرة واحدة..عجبت لفراسته في قراءة وجوه المتعبين من الأحبة!…لهُ مني كل المحبة….
لأصدقائكَ محبة أخرى..ولك عندي كل المحبات.
أتمناك وأنت في الحاضر..في القلب من قبضةٍ إسمها العراق..هو إسم فرد ليس لهُ مشابهة في العالم.ثمة صداقة إسمها الشعر..
أتمنى اللقاء..وأنا في غضبٍ من هكذا شعر لا تكملهُ عند القراءة وكتابات سهلة كأنها تركض بإتجاه مؤسسة توزع السلع النادرة..ليس فيها طعم يلذع وجهه في الليل يرجيء وصول السحر.. والشمس والأيام..ليس فيها سماء في الذاكرة.
حسين سرمك…صديقي
دراستك تسري في الوسط الثقافي ويقرأها المتذوقون بمهابة وذهول..هي الآن لدى صديقنا المشترك ((جبار الحمداني)) وقد إقترح أن يكتب حول الكتابة موضوع جديد. أرجو منك نشرها في واحدة من الدوريات البغدادية..
كما وأرسل مع رسالتي:
• ديوان الشعر ((كتاب الصحراء)) أرجو إرساله لديوان الشرق لوجود مسابقة شعرية لديهم
،ليس رغبة في المشاركة وإنما قد يحصل النشر والطبع وهذا هو المهم..
*نص لثقافية الصباح عن ((تأريخية المكان..الديوانية)) وقصيدة أرجو إعطاءها لحمزة الحلفي لنشرها في شعبياته مع تحياتي لكل الأحبة..
كاظم غيلان
ريسان الخزعلي
رياض النعمان
والصديق
حمزة الحلفي
وتوفيق التميمي
وخضير سلطان
وكل..كل الأصدقاء
صديقك
علي الشيباني
12/3/2006
****
- رسالة من المبدع الراحل “علي الشباني”
( صديقي .. وفخري في الأيام
ايها الكاتب الفراتي الجليل .. أيها الـ (حسين سرمك) .
تنتابني الكآبة .. والخوف ، عندما أحسب بأصابعي ما ينتصب فيه الرجل / الفرد / الصوت الغريب ، والعلامة في زمن بلا أصابع ، بلا رأس ، بلا أفق .
أنت َ ، وصديقي في الأرض العراقية الطيبة ، والكلمات (طه حامد الشبيب) الروائي الشامل والساحر في عمقه وآفاقه .. وكاظم غيلان أبقاه الزمن لي ، وله وللأحلام المذبوحة ، والتي أوشكت الهرب ، وضوء العين والسانحة.
وريسان الذي ينتصب في روحي ودربي ، ومحبتي ، ومن ثم لا توشك أصابع اليد الأخرى على النفاذ . وتنهض الكآبة ملاذي الصعب .
عزيزي .. أحبتي..
كنت ُ قد طُعنت بداء السكري عام 93 بمؤامرة نسائية ، هي المرأة من تحاول الخراب دائما .
وتريّثت ُ قليلا ، لا غير ، ثم جاء الإندفاع ، واللاجدوى .. والهيام
وقبل أيام أوشك جسدي على الذبول ، وروحي على الغياب . بعد كل هذا الإهمال (أكثر من خمس سنين ) وعندما ذهبت بإلحاح من بعض الأصدقاء للتأكد صحيا ، ذُهلت فقد كان القياس 395 ، عندها ترثيت حقا .. بصيام – صعب – رحيل العزيز عبد سماوي أوجعني حد الخاصرة .. ويباس الدم .. وحريق الأصابع .
يبدو أننا بدأنا نرحل أخيرا .. كقبضة من البدو الغرباء ، أوشكت الصحراء بهم ، فراودوا المدن / المقابر .
وصلت كتب ريسان ، سوف أنشر له مقطع كان قد أهداه لك وآخر للدرويش …
قالوا في البصرة ِ قلت جنوبا لابأس فالشمس هناك ملأ الكف
والقلب . ونار الهاجرة .
الحزن يكبلني جنوبا .. وأصمتُ
طبعوا لي (أيام الشمس) كما علمت من رسالة أخيرة . وعلى وشك أن يطبعوا (الدفاتر العراقية)
علامات
——–
• منذ بداية هذا العام وصلتني دعوة من (إتحاد أدباء الأردن) وبعد أن أكملت الإجراءات للسفر ، قررت ُ عدم السفر .
• أرجو من صديقي العزيز (ريسان) جمع مادة ثقافية منوعة لأغراض النشر في جريدتنا
• لريسان نسخة من الكتاب
• وللصديق الروائي (طه حامد الشبيب)
• على الموسم القادم لنشاط الإتحاد سأحاول دعوتكم للحضور بأمسية رائعة . (مع زوال حريق الشمس القاتل) نتفق سوبة حول الأمر .
المخطوط (دفاتر عراقية) معكم إلى أن تنتهوا منه وتعيدوه لي مع ملاحظاتكم . سوف نتحدث عن هذا العمل المنجز بجنون متواصل لخمسة أيام كاملة بلياليها ونهاراتها المتوقدة .. قرأه الكثير من الأصدقاء . قرأناه بليال باكية .
إكتبوا لي أيها الأصدقاء حقا .
المحب
علي الشباني
18 / 9
صديقي
لم أكن قد ((رأيتكَ)) تماماً، كما أنتَ متجلياً في كتاباتك الروحية ((النقدية)) البارعة والخارقة العمق.. ليسَ لأنكَ فتحتَ باباً معشباً في جدرانات شعري المتكاثرة، والتي أبهرتني بقدرتك الغامرة على الكشف.. والمماحكة المعرفية المذهلة… والتي تدلُّ بجدارة على روحكَ المغامرة والعاشقة بصدور ثقافة وتراث.. وحضارة وإبداع ودماء وآفاق وأسطورة وجنون هذا الوطن المولع بنا حد الهلاك ..لنا ..ولهُ وللجميع…
عزيزي…
أشهدُ أنكَ في الحضور المعرفي الزاهر لمرحلة خارقة في الغرابة.. والتحول..والمتناقضات المحيرة…لأيام.. لا نذكرها بعد فرط الإندهاش والعجالة وخدوش التجارب المتكاثرة وموكب العمر النازلِ في السفح الثاني من جبل المسار التراجيدي لحياتنا.. أشهدُ ثانيةً أنكَ تسمو في العطاء المضني بالحق صوب الركون الواثق بقدرةِ الإبداع المتفرد على المقاومة المضيئة لكل عوامل الفناء والجهالة..والبقاء..البقاء الراكز في الأرض.. والسماء.. والكلمة..
أودُّ أن نتحادث هكذا، كما جسرٍ واحد..يتجلى..ينفتحُ فيهِ للآخر أفواهٌ..وكلمات،أو كما تصخبُ أصواتٌ عديدة ثم تتوحّدُ في كيانٍ ضوئيٍ فرد..يتلاشى ويتكوّن ثم يرحل ويعود وهكذا كما الحلم..
من أين لنا مكان في هذه الأرض التي خلقت للتبعثر أكثر مما توحدنا…سألتُ يوماً أحد الدراويش في مقبرة النجف الشاسعة عن ((مكانه)) في الأرض فأشارَ إلى حضرة ترابية قاحلة نبتت عند حوافها أشواك قاسية ومن ثم هطلت دموعه وانحنى ليذهب…
لو يبعث لنا آلهٌ جديد..جديد تماماً أكثر ما في العالم قدامة.. ومشروع يفتح لنا ولهُ في صحراءٍ كونيةٍ نائية فراراً للتعساء والذين لهم لغةٌ غامضةٌ وفكر غريب يدعوهم لمزاره الأرضي وقد فتح فيه بابا للسماء وللإنسان كي يتحاوروا حتى يأخذهم اليأس والبكاء وجفاف الكلمة ويعودون من ثم لمدنهم البائسة كأنهم الأشباح المثقوبة!
ماذا لو جاء نبيٌ آخر.. لا دين لهُ، يلم البشر دهرا ويذبحهم من ثمَّ..ماذا لو كان ثمةَ ضوء غير هذا؟! ماذا لو تبدلت الأفكار وأنبثقت البداهة، وطفولة الفعل والنوايا الأولى للإنسان..لقد تعبنا أيها الصديق…
هم الأصدقاء هكذا..كلٌ يأخذ من ماءِكَ ساقية، أما الصديق الذي يشبهكَ تماماً فأنه يأخذك كما النهر يسحبهُ في مسارهِ حيث اليباس والغربة والتوحد..
تعبنا ولاندري ماذا نريد،..وماذا يريد منا الآخرون..(شكراً لجحيم سارتر) الإجتماعي ثمة ((وجودية)) جديدة توشك على الظهور، فيها من كلِّ فكرٍ ملعقة..من كل صوتٍ مئذنة..من كل حلم مدينة غائبة.. من…. لاأدري.
…حسين –دخيلك يالحسين-
أين مدينتي ومدينتك الفاضلة، إن كان ثمة فضيلة كما نريد…
ليس هذه (الديوانية) التي أخذت في التعفن والتشوه والفساد حد الغرابة والألم عدت فيها كما مشردٍ غريب في عالمٍ آسن ولا يفقه غير الحماسة فوق الرمادِ والإنكفاء لم تعد تلك (المدينة) التي في الروح والذاكرة..يالخيبة أصدقائي المنتشرين في بقاعِ الأرض وعواصم البرد الخاوية وفي وطننا المرعب أيضاً..
من أين لكم مدينة طيبة كما كنتم تظنون، من أين لكم فرات تأخذونه في حقائبكم أينما تذهبون وليلٍ يحظرُ في النعاس،.. من أين لكم بشاعرٍ يمضي نصف قرنهِ قرب شاطيء فراتي فيه غير العشب والنبيذ، تاريخٌ موجع..
من أينَ لي صبركم الجميل
عدتُ أصخب بحشودها المرتبكة وأنا أجهر بأفكاري الأولى الصارخة لعني أبعثفيهم مشاكسة مفتقدة..لعلني أنبش في صحراءِ التأريخ الأولى مثابة راحلة..
لعلني أبني جداراً وطنياً نبيلاً وفقيراً وحالماًبالآتي في وجه الردة الشرقيةالسوداءالكالحة..هي الممكنات كما أعتقد وكما قال بها ثوري روما نطيقي سالف (رحمه الله والماركسية)…هؤلاء البشر أحبتي وأعدائي ويأسي القائم في التأريخ متى ينهظون فوق عيوني الذابلة ويطفئون في رؤيتي خيط العتمة…متى، لاأدري.
أخي…
عدتُ أشاكس روحي..لعلهم..ذلك أن الضفة الاخرى أكثر ظلاماً وهوساً وخديعة..وأكثر مكراً في التأريخ ورداءة.
عدتُ وانا ألمسُ شيخوختي القادمة من الأسفل..(لا تضحك) وأجهشُ بالضحكِ على قلبي الذي لا يكف!؟
وشعري النزق.. وغوايتي المتعبة ورؤيتي النافذة..وغير المستقيمة في الجمال والحب.. والعلاقات.. آه.. ياكاتب الكلمات المفاتيح
يا موغلا بالصياغةِ الموغلةِ بالتأريخ.. والإنسانِ والغرابة..مالك وبغداد وأنتَ تبحثُ لها عن حارسٍ لا يكلّ!؟
لقد تعب إلهكَ منها ولم ننعب في سواحلها المجاديف إنها ترحلُ دوماً في نهرها الأبدي الدموي.. ولا تمل المجاهيل والدماء..والأسئلة.
أتذكركَ.. وأسكتُ وكم تمنيت أن يرسل لي حبيبي المبدع الكبير (طه الشبيب) روايته الجديدة..لقد كان يفعل ذلك في السابق، قل لهُ أنني مازلت مولعاً بالصداقةِ..والإخاء..وسلام الروح والعالم.
ثمة سيوله كتابية غير دقيقة يعلنها المعتوه (خضير ميري) ألا يكف..ويرتكز..لاأحب حتى الماء.. عندما يكون مهملاً..لماذا لانتعلم كيف نغلق السيلانات المتهالكة ونلتفت بجذل لقطرات الماء العراقي الهابط من سماءٍ في العراق قاحلة..أسوأ منها صحراء العرب –العارية- كم اتعبوا الإنسانية هؤلاء البشر الرمال والذين لم يجدي معهم كتاب محمد العظيم ولا شهداء الإسلام الأول والثوار الفقراء ولم…
أخي…تماماً
إشتقت لك وبحثتُ عنك في ديوانيتي المقلوبة على قفاها في زمن ((الرجال)) المخصيين.. يالهُ من قفى عفن وموبوء، لم أجد لكَ حضوراً يمنح لهفتي ضفةً أخرى ساطعة، كنت أبحث عمن يتحدث عنك كما أنا كي أصمت..إلا وكان أمامي وجه ظاهر الجنوبي الديمقراطي بطفولة جديدة ومحبة فراتية لا تبارى..رأيتك تسطع.. تبرق..وتضيء..
قبلني مرتين ونطق بكلماتٍ لم أفهمها. كانت القبلة الأولى لكَ.. لاأدري والأخرى لي ولهُ ولك مرة واحدة..عجبت لفراسته في قراءة وجوه المتعبين من الأحبة!…لهُ مني كل المحبة….
لأصدقائكَ محبة أخرى..ولك عندي كل المحبات.
أتمناك وأنت في الحاضر..في القلب من قبضةٍ إسمها العراق..هو إسم فرد ليس لهُ مشابهة في العالم.ثمة صداقة إسمها الشعر..
أتمنى اللقاء..وأنا في غضبٍ من هكذا شعر لا تكملهُ عند القراءة وكتابات سهلة كأنها تركض بإتجاه مؤسسة توزع السلع النادرة..ليس فيها طعم يلذع وجهه في الليل يرجيء وصول السحر.. والشمس والأيام..ليس فيها سماء في الذاكرة.
حسين سرمك…صديقي
دراستك تسري في الوسط الثقافي ويقرأها المتذوقون بمهابة وذهول..هي الآن لدى صديقنا المشترك ((جبار الحمداني)) وقد إقترح أن يكتب حول الكتابة موضوع جديد. أرجو منك نشرها في واحدة من الدوريات البغدادية..
كما وأرسل مع رسالتي:
• ديوان الشعر ((كتاب الصحراء)) أرجو إرساله لديوان الشرق لوجود مسابقة شعرية لديهم
،ليس رغبة في المشاركة وإنما قد يحصل النشر والطبع وهذا هو المهم..
*نص لثقافية الصباح عن ((تأريخية المكان..الديوانية)) وقصيدة أرجو إعطاءها لحمزة الحلفي لنشرها في شعبياته مع تحياتي لكل الأحبة..
كاظم غيلان
ريسان الخزعلي
رياض النعمان
والصديق
حمزة الحلفي
وتوفيق التميمي
وخضير سلطان
وكل..كل الأصدقاء
صديقك
علي الشيباني
12/3/2006
****
- رسالة من المبدع الراحل “علي الشباني”
( صديقي .. وفخري في الأيام
ايها الكاتب الفراتي الجليل .. أيها الـ (حسين سرمك) .
تنتابني الكآبة .. والخوف ، عندما أحسب بأصابعي ما ينتصب فيه الرجل / الفرد / الصوت الغريب ، والعلامة في زمن بلا أصابع ، بلا رأس ، بلا أفق .
أنت َ ، وصديقي في الأرض العراقية الطيبة ، والكلمات (طه حامد الشبيب) الروائي الشامل والساحر في عمقه وآفاقه .. وكاظم غيلان أبقاه الزمن لي ، وله وللأحلام المذبوحة ، والتي أوشكت الهرب ، وضوء العين والسانحة.
وريسان الذي ينتصب في روحي ودربي ، ومحبتي ، ومن ثم لا توشك أصابع اليد الأخرى على النفاذ . وتنهض الكآبة ملاذي الصعب .
عزيزي .. أحبتي..
كنت ُ قد طُعنت بداء السكري عام 93 بمؤامرة نسائية ، هي المرأة من تحاول الخراب دائما .
وتريّثت ُ قليلا ، لا غير ، ثم جاء الإندفاع ، واللاجدوى .. والهيام
وقبل أيام أوشك جسدي على الذبول ، وروحي على الغياب . بعد كل هذا الإهمال (أكثر من خمس سنين ) وعندما ذهبت بإلحاح من بعض الأصدقاء للتأكد صحيا ، ذُهلت فقد كان القياس 395 ، عندها ترثيت حقا .. بصيام – صعب – رحيل العزيز عبد سماوي أوجعني حد الخاصرة .. ويباس الدم .. وحريق الأصابع .
يبدو أننا بدأنا نرحل أخيرا .. كقبضة من البدو الغرباء ، أوشكت الصحراء بهم ، فراودوا المدن / المقابر .
وصلت كتب ريسان ، سوف أنشر له مقطع كان قد أهداه لك وآخر للدرويش …
قالوا في البصرة ِ قلت جنوبا لابأس فالشمس هناك ملأ الكف
والقلب . ونار الهاجرة .
الحزن يكبلني جنوبا .. وأصمتُ
طبعوا لي (أيام الشمس) كما علمت من رسالة أخيرة . وعلى وشك أن يطبعوا (الدفاتر العراقية)
علامات
——–
• منذ بداية هذا العام وصلتني دعوة من (إتحاد أدباء الأردن) وبعد أن أكملت الإجراءات للسفر ، قررت ُ عدم السفر .
• أرجو من صديقي العزيز (ريسان) جمع مادة ثقافية منوعة لأغراض النشر في جريدتنا
• لريسان نسخة من الكتاب
• وللصديق الروائي (طه حامد الشبيب)
• على الموسم القادم لنشاط الإتحاد سأحاول دعوتكم للحضور بأمسية رائعة . (مع زوال حريق الشمس القاتل) نتفق سوبة حول الأمر .
المخطوط (دفاتر عراقية) معكم إلى أن تنتهوا منه وتعيدوه لي مع ملاحظاتكم . سوف نتحدث عن هذا العمل المنجز بجنون متواصل لخمسة أيام كاملة بلياليها ونهاراتها المتوقدة .. قرأه الكثير من الأصدقاء . قرأناه بليال باكية .
إكتبوا لي أيها الأصدقاء حقا .
المحب
علي الشباني
18 / 9