محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - فوضت اشياء واشياء

اذا غابت عن الموعد
لا تُسيء الظن بها ، وتفترض الأسواء
لا تقل لقد خذلتني
أحسن الظن في القدر
وافترض انها ماتت
دهستها نجمة تُسابق الضوء
قبل ان يكشف جسدها للسحاب
مفضوح الزُرقة
والغيوم الحُبلى بالبحر والطمي والاسماك الثلجية
اذا سرت على الطريق ولم تصل
لا تفترض أن الخطأ كان في خطواتك الهشة
قد يكون الشارع
هو من ابتلع الوجهة
وترك لك الفراغ
اذا بحثت في الحبيبة
عن كلمة السر لوجهها ، لشفتيها
لقبلة عالقة في ذهنك
تشتهي الكتابة
ولم تجد شيئا
لعلها لم تعد بحاجة لكلمة سر
فقد مسحت احلامها الماجنة
استبدلتها بخنجر
و اذا وجدتها عارية وخالية من اي شيء
حتى من الظلال
صدقني هي لم تترك اشياءها وتاتي اليك مُتعمدة
لعل السلطة اوقفتها
وصادرت اشياءها
بتهمة الحمولة الزئدة
فالسلطة الحمقاء لا تسمح لك بحمل اكثر من الذاكرة
واقل من جرح
اذا وقفت امام نفسك في المرآة
ورأيت ضبابا ذكر
يُقبل عينيك
ارنبة اذنك
فمك
لا تغضب منه
ضمه
فحين يصطدم باضلاع فارغة من الدفء
سيعرف اي خطأ نصي سقط فيه
وسيعتذر لك من داخل المرآة
اذا ايقظك والدك للصلاة فجراً
صلي
لعل الرب
حين يرى عينيك المُنهكة
حلمك الممزق
والنعاس الذي يتساقط من وجهك على ارضية العتمة
وعلى سجادة الخوف
وعلى ابريق الخمرة المغشوشة
وعلى كل شيء
سيفهم اي جرح انساني
احدثه صمته
بازخ الوقار
واذا صعدت قطار
اياك ان تنتظر المحطة التالية
اصعد القطار
لتقراء كتاباً
لتسمع بعض قصائد درويش
او فرقتك المفضلة (عقد الجلاد )
عاكس الفتاة التي بجوارك
ضاجعها في ذهنك
تخيل انك تنزع نظارتها الطبية ببطء
تقبل احمر الخوف بين شفتيها
تفك مُشبك الجرح عن البستان لتقطف العطر العالق
بين تقاطعها
تُعريها
تُضاجعها
لا تنتظر المحطة
لن تصل ابداً
فنصيبك في القطار رفاهية البقاء على قيد الرحلة
اقفز عندما تمل
قد تنجو
وقد يبتلعك الغبار
اذا وجدت احصنة
مُدججة بالفرسان والسيوف العربية
يجرون المنجنيق
ويأمرون مدينتك في القرن الواحد وعشرين
يامرونها بالتسليم
لا تضحك
فاولئك فرسان التاريخ
عادو ليفتحو الخراب في ازمان اخرى
مدينتك ستسلم نفسها بكامل الحلمات التي حرمتك حليبها
بكامل العرق
والسُمرة الافريقية الداكنة
بكامل الطبول
والرقص الشهي امام الهة الرقص القديمة
مدينتك الداعرة
ستُسلم نفسها مجاناُ
كم تُحب مدينتك الغبية الاساطير التاريخية
اسأل والدك
عن الرجل الذي هزم اسداً
واضحك بكل بكاء مجروح
وامضي الى سخطك
امضي فحسب
فالاشياء هنا ، مُزورة بالكامل

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى