مازن جميل المناف - هل يمكن تصنيف الكاتب والشاعر والقاص (مثقفاً)

ثمة جدليات أثيرت مؤخراً ضمن محادثات ونقاشات لأدباءنا أستمعت اليها في منتهى الأهمية عندما تتبلور الأشياء بشكلها النقدي الصحيح وهذه دعوة من خلال هذه المقالة ومفهومها .
السؤال هو كيف نميز بين المثقف والمتعلم ؟ ومن هو الجدير بلقب المثقف ؟
الجميع يعرف ان المثقف لابد أن تتوفر لديه قابلية الوعي الاجتماعي الذي يجعل منه قادراً على تفسير الأمور والأحداث تفسيراً علمياً ومنطقياً صحيحاً , وهذا يأتي نتيجة اهتمامه بالثقافة الاجتماعية التي تعنى الاهتمام بجملة من المشاكل الحياتية والمجتمعية محاولاً حلها وفق أسس وطرق سليمة , ويبقى المفهوم الجدلي ان الثقافة شيء والتعليم شيء آخر .
يبدو ان هنالك كثير من المتعلمين قد يكونوا أساتذة كبار مختصين بمنهاج وأحد من المناهج المختلفة إلا ان الثقافة هي المام في كينونة أخلاقيات الأنسان على ضوء واقعي اجتماعي رهين , لذا ظل هذا التعريف حائراً ان يأخذ اتجاه تسمية صحيحة ولعل خير ما وضعه أصحاب المصالح من القيادات في خضم هذه الفوضى الخلاقة من تعريف خاطئ أن كل من يمارس سلطان الكلمة ضمن جدلية ما يكتب ويقرأ بانهم المثقفون وأن ما لمسناه ما هو إلا تنظير لا يجدي نفعا وغير مطبق ومفعل من قبلهم تطبيقاً علمياً تحت مسؤولية مباشرة مفتقر كلامهم وكتاباتهم إلى عنصر التجربة التي تقوم على الخطأ وتحدد الصواب , وهكذا أصبحت الثقافة فقط تسمية غير مرتبطة بنظرة تطبيقية جوهرية وباتت مهمة المثقف ملفتة للأنظار لمن يحدق ويتأمل فيما يدور بمجتمعاتنا , لم تعد الثقافة واقفة على قدميها أمام تلك التساؤلات والجميع يرى أن المثقف لم يعد له دوراَ بارزاً في هذا المشهد والحراك في الوضع الراهن من تحول خطير رغم التقدم العلمي والتقني فقد أثر هذا الشيء على البعد الحياتي وعلى الصعيد الإنساني والاجتماعي لا سيما نحن في مرحلة خطيرة واجب على المثقف توعية جماهرية في مرحلة البناء البنيوي والإسهام في عمليات التخطيط الاستراتيجي والإيجابي الخلاق يتوخى الأسس التربوية الصحيحة وأن يؤدي دور المثقف الحقيقي في بناء مجتمع متماسك , كل ما نراه فقط تنظير وتفاخر بنتاجات أدبية لا تغني ولا تسد رمق قارئ , فاليوم نحتاج توحيد الرؤى الثقافية بقراءات تنشأ تفاهم وانسجام بين الكلمة والمنطق الواعي العلمي . فكم أفسدت عقولنا بترهات ومواضيع خارج نطاق الواقع . كيف نشبع الحاجة الروحية ضمن مشهد اكثر رعباً . فليس ما نقدمه من عروض كتابية لها القدرة على تغيير الواقع بقدر ما نلتمس من فعل ايجابي في رسم بياني متكامل واقعياَ , نحن لا نمتلك ثقافة مجتمعية أقولها ( بملء فمي ) كل ما يشغل بالنا وفكرنا هي المفردات المنمقة وميولها وفق معايير خاطئة كثر فيها التأويل واللغط وانشغلنا بالقشور الشكلية واهملنا لب وروح المعاملات والنظريات التي هي أساس عدالتنا ومساواتنا , إلا يعد هذا تطرفا وتناقضاً في أقوالنا وأفعالنا وهذا أكثر شراً من الفوضى كونك مثقف , من يريد مشروعاً للبناء المستقبلي عليه ان يترجم كل الهجائيات والكوميديات السوداء والأقوال الدكتاتورية والنعت وغيرها في ابجديات صحيحة تفزع الى حقائق ملموسة وليس ما تروق لنا , فهي سفسطات للمثقفين والباحثين وبذلك تخرج الخداع على ورق رائق مزركش في غفلة عن رؤية هذه الانقاض والخرائب ليسحرنا كل من الشعراء والكتاب والروائيين بجمال الحرف بمناظر خلابة تظلل حقيقية العمل الجمعي ضمن مؤسسات مؤهلة لذلك في بناء تنمية بشرية معطاة نحن بحاجة ماسة اليها , فليس عسل الكلام مثل طعمه ويبقى الخيال عند المثقف خداعا مثل السياسي الماكر مالم نلمسه على واقع ينتشلنا من السعير والبؤس الذي بلغ الاذى بحجمه .
اعذروني كتابنا وادباءنا عن ما طرحته من نوازع في هذه المقالة التمستها وتغلغلت بذاتي وفكري وحسي والتي أرجحتني كل الاتجاهات ان اكتب عن هكذا مواضيع اثرت همهمة هذه الظاهرة سبر اغوارها والتي غطت على غالبة ما يكتب في نتاجاتنا ضمن نطاق ضيق ملفت للنظر دون ان تترجم ضمن سخونة هذا الواقع المزري على اقل تقدير .


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى