أعلن يوم الأربعاء 13\9\2017 تشكيل جماعة شعرية تنضوي تحت مسمى «حركة شعراء نيسان». وتتكون من ثلاثة شعراء فقط، هم: د. سلطان الزغول، ومهدي نصير، ونضال القاسم. وظهر من بيانها الأول أنها تتبنى الدعوة إلى ان يمتلك الشاعر رؤية عميقة تحارب التخلف والقهر، وتتبنى قيم النهضة، والحضارة، والعدل، والمساواة. كما حمل البيان الدعوة إلى أن يحرص الشعراء على استخدام اللغة الشعرية المكثفة والموحية، واستحضار الأسطورة والإفادة من عناصرها في بنية النص الشعري، فما الشعر في الأصل ـ كما يقول البيان ــ إلا صورة من صور الأسطورة المتحركة والحية، كما ورد في البيان تمجيد قصيدة النثر التي تمثل في رأي الحركة «مستقبل الشعرية العربية القادم» وكذلك تمجيد إيروتيكية الشعر بوصفها «جوهره الفاعل»، والدعوة إلى الاهتمام بالسرد الذي ينمو في اللغة اليومية والأحداث الواقعية، والتمرد على التاريخ بالبحث عن بنياته المتحركة والمتجددة.
لا شك أن الإعلان عن حركة جديدة في هذا الوقت يشكل حدثًا ثقافيًا مهمًا؛ لأنه يوجه الاهتمام بالشعر ديوان العرب حيث بدأ ينحسر دوره، وتتقلص قيمته، لتحل محله الرواية لتكون هي ديوان العرب بدلًا منه. إن الإعلان عن ولادة هذه الحركة يأتي ــ كما يبدو لنا ــ احتجاجًا على ما آل إليه الشعر العربي، وبيانًا بأنه في مأزق، وبخاصة وهو يتوزع بين العمودي المتجمد في قوالب محددة، والتفعيلي المتهافت، وقصيدة النثر المرتبكة. ويتفاقم مأزقه بظهور نلك الكتابات على شبكة الانترنت ووسائل التواص الاجتماعي التي يدعي أصحابها بأنها نماذج شعرية متميزة. وبما جرت هذه الكتابات من إفساد الذائقة الشعرية والجمالية لدى كثير من الناس.مع هذا الترحيب الذي نستقبل به الإعلان عن هذه الحركة الولود، يدفعنا الحرص عليها ومحبتنا لمؤسسيها إلى الحديث عن عدة مخاوف تطرق الأذهان؛ فنحن نخشى (وبخاصة أن ما دعت إليه الحركة لم يكن متوافرًا ومتطابقًا مع ما جاء في بيانها الأول عند شعرائها الثلاثة) ألا تستطيع تجسيد ما جاء في هذا البيان التأسيسي على أرض الواقع، أرض الشعر، بعد مدة قصيرة من ظهورها، كما حدث لحركات ظهرت سابقًا مثل «حركة أجرا س» 1992، و»الحركة الشعرية الجديدة» 2010 وغيرهما. فلا نكاد نسمع عنهما شيئًا، وصارتا على هامش التاريخ الثقافي الشعري في الأردن. ونحن نخشى ان تتجمد هذه الحركة عند ما أنجزه مؤسسوها الثلاثة، ولا تضيف جديدًا، أو لا يكون ما تنجزه على مستوى الطموحات التي تجلت في بيانها. إذ إن على عاتق الشعراء الثلاثة يقع العبء في تقديم النموذج التطبيقي لما دعوا إليه في بيانهم.
كما نخشى على هذه الحركة من التراجع والتقصير عن بلوغ أهدافها، بسبب طموحها البعيد في تأسيس حركة شعرية عربية. ففي هذا الطموح قفز عن الواقع المحلي، فكان يجب الدعوة إلى تجديد الحياة الشعرية في الأردن قبل النظر إلى الواقع العربي. إن البداية وتقديم النموذج يجب أن يكونا من هنا، ثم يمتد التأثير إلى الحياة الثقافية العربية مثلما حدث لحركة شعر التفعيلة؛ إذ بدأت في العراق، ثم انتشرت في بقية البلاد العربية. فالشعر فعل ينتجه الشعراء إبداعًا على أرض الواقع وليس بالتنظير.إزاء هذه المخاوف، والحرص على اغتنام فرصة الإعلان عن هذه الحركة، وتقديرًا لأصحابها الشعراء فإني أرى أن يكون البيان التأسيسي للحركة مقدمة لتأسيس (كما اقترحت على الصديق نضال القاسم واكتفت الحركة بالإشارة إليه في نهاية البيان) مختبز الشعريات الأردني أسوة بالمختبرات الشعرية في بعض بلدان العالم العربي؛ وليكون في مقابل مختبر السرديات الأردني؛ فذاك يهتم بالسرد، وذا يهتم بالشعر وجمالياته في سائر الأجناس الإبداعية. إن تأسيس مختبر الشعريات الأردني ضرورة للارتقاء بالشعر، والذائقة الجمالية، واستقطاب كثير من الشعراء والنقاد الذين يهتمون بالشعرية العربية ومنجزاتها.
لا شك أن الإعلان عن حركة جديدة في هذا الوقت يشكل حدثًا ثقافيًا مهمًا؛ لأنه يوجه الاهتمام بالشعر ديوان العرب حيث بدأ ينحسر دوره، وتتقلص قيمته، لتحل محله الرواية لتكون هي ديوان العرب بدلًا منه. إن الإعلان عن ولادة هذه الحركة يأتي ــ كما يبدو لنا ــ احتجاجًا على ما آل إليه الشعر العربي، وبيانًا بأنه في مأزق، وبخاصة وهو يتوزع بين العمودي المتجمد في قوالب محددة، والتفعيلي المتهافت، وقصيدة النثر المرتبكة. ويتفاقم مأزقه بظهور نلك الكتابات على شبكة الانترنت ووسائل التواص الاجتماعي التي يدعي أصحابها بأنها نماذج شعرية متميزة. وبما جرت هذه الكتابات من إفساد الذائقة الشعرية والجمالية لدى كثير من الناس.مع هذا الترحيب الذي نستقبل به الإعلان عن هذه الحركة الولود، يدفعنا الحرص عليها ومحبتنا لمؤسسيها إلى الحديث عن عدة مخاوف تطرق الأذهان؛ فنحن نخشى (وبخاصة أن ما دعت إليه الحركة لم يكن متوافرًا ومتطابقًا مع ما جاء في بيانها الأول عند شعرائها الثلاثة) ألا تستطيع تجسيد ما جاء في هذا البيان التأسيسي على أرض الواقع، أرض الشعر، بعد مدة قصيرة من ظهورها، كما حدث لحركات ظهرت سابقًا مثل «حركة أجرا س» 1992، و»الحركة الشعرية الجديدة» 2010 وغيرهما. فلا نكاد نسمع عنهما شيئًا، وصارتا على هامش التاريخ الثقافي الشعري في الأردن. ونحن نخشى ان تتجمد هذه الحركة عند ما أنجزه مؤسسوها الثلاثة، ولا تضيف جديدًا، أو لا يكون ما تنجزه على مستوى الطموحات التي تجلت في بيانها. إذ إن على عاتق الشعراء الثلاثة يقع العبء في تقديم النموذج التطبيقي لما دعوا إليه في بيانهم.
كما نخشى على هذه الحركة من التراجع والتقصير عن بلوغ أهدافها، بسبب طموحها البعيد في تأسيس حركة شعرية عربية. ففي هذا الطموح قفز عن الواقع المحلي، فكان يجب الدعوة إلى تجديد الحياة الشعرية في الأردن قبل النظر إلى الواقع العربي. إن البداية وتقديم النموذج يجب أن يكونا من هنا، ثم يمتد التأثير إلى الحياة الثقافية العربية مثلما حدث لحركة شعر التفعيلة؛ إذ بدأت في العراق، ثم انتشرت في بقية البلاد العربية. فالشعر فعل ينتجه الشعراء إبداعًا على أرض الواقع وليس بالتنظير.إزاء هذه المخاوف، والحرص على اغتنام فرصة الإعلان عن هذه الحركة، وتقديرًا لأصحابها الشعراء فإني أرى أن يكون البيان التأسيسي للحركة مقدمة لتأسيس (كما اقترحت على الصديق نضال القاسم واكتفت الحركة بالإشارة إليه في نهاية البيان) مختبز الشعريات الأردني أسوة بالمختبرات الشعرية في بعض بلدان العالم العربي؛ وليكون في مقابل مختبر السرديات الأردني؛ فذاك يهتم بالسرد، وذا يهتم بالشعر وجمالياته في سائر الأجناس الإبداعية. إن تأسيس مختبر الشعريات الأردني ضرورة للارتقاء بالشعر، والذائقة الجمالية، واستقطاب كثير من الشعراء والنقاد الذين يهتمون بالشعرية العربية ومنجزاتها.
Bei Facebook anmelden
Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.
www.facebook.com