• لقاء:
قابلتُها خفية؛ لأخبرها أني ساكتب عن (ينبوعِ ماءٍ) جمعني بها بلا ملامح.
لم تلتفت لي...؛
فقد كانت تشربُ ماءً لتنقله لملكوتِ النوم..! وكأنها نملة خائفة من عوائد الزمن.
...
..
• تذكّر:
ما كانَ لهذا اللقاء أن يكون؛ لولا هذه المرأة العجيبة؛ فقد كانت تجدل (الحلم) كما تجدل شعرها..، بل إنَّ المسافة بين انسراحِ شعرها والظفيرة، هو انعقاد الحلم كما رأته.
..
..
• فلاش باك:
أتيتُ لبيتها في يومٍ من أيامِ كانونِ الثاني؛ فاسترقتُ النظرَ من نافذةٍ مهملة؛ فرأيتها تفكّ ظفيرتها... ؛ربما تفاديًا لموجاتِ البرد القارس.
لكن...
أخذت تُمسِّد شَعرها؛ خصلةً خصلهْ...بماءٍ مُعكّرٍ..؛ وتتحدث كما لو كان أحد بجوارها:
- جهز عدة الحلم !
- ...
- تغرف من الهواء: ...خذ ...؟
- ...
- هذا ماءٌ معتّق من نظرات الإناث العابرات ببطءٍ في الحياة...:
- ...
- ضعه بجوار سريركَ...؛ واستحضر فكرةً مخبأةً في الكينونةِ الأولى.
- ...
- تخيّل ما تشاء... يأتيك الوجود وإن كان في صورة العدم.
..
..
أخذتُ أردد بتعجب: الكينونة الأولى..! الكينونة...الــ
لم أقتنع بهلوستها...إلا أني أضمرت فعلَ ما قالت... ولكن من أين لي ماء كالذي أشارت به...! ثم قلتُ: وهل أعطت ماءً فعلا ؟ ألم تغرف ماء من الهواء...؟! سأغرف أنا أيضا من الهواء ...؛
فعلتُ... ولم أحلم بما أردتُ...؛
رجعتُ إلى نافذتها فوجدتها تخيط في الماء. فظننتها قد جُنّت ...؛
فتذكرت أن لا فرق بين فعل الأمس وفعل اليوم...؛ فلِمَ الظنّ الٱن؟
..
..
• غيبوبة:
كانت هناك فجوة زمنية بين وقوفي على نافذتها...؛ ووجودي بين يديها كالقتيل.. وكأن جدارا سقط على رأسي...!
صحوتُ بنصفِ وعي...؛ أسمعها تنادي...وأشعر أنَّ شيئا يمتصّني نحوها..كأنني شفقٌ يتحول إلى غسق.
سمعتها تقول: نمْ ككينونة الإلحاح...؛ أتعرف؟
أخذتُ أخرج الحروفَ بثقلٍ ... متفيهقًا بتشقُقاتِ الجذر اللغوي لألحّ يُلح إلحاحا...!
فأوقفتني وقالت: امح ُ من ذاكرتك صورة الوجود ..؛ واستحضر تاريخ العدم..!
قلت بتثاقل مرهق: وهل يمكن هذا الــ...!؟ وقبل أن أكمل دخلتُ في رحلة جديدة من نافذة هذه المرأة العجيبة...!
أصبحت كأني أسمعها ولا أسمعها... كأنها تقول: دوِّر الماءَ في وعيك وأخرجه حلما. ولن يكون هذا الحلم إلا حين يكون النوم موتا أبديا قبل أن يرتد إليك وعيك...!
..
..
• ألم...
ربما أنّ هذا التناقض...؛ هو حاجز حكاية الينبوع... لا أستطيع أن أحكي لها الحلم...؛ فهي في عملٍ دؤوب كنملةٍ تريد أن تدرك مغيب ٱخر شمس في الصيف...!
فهل فعلا رأيتُ الجمال بلا ملامح..؟ إن كان...؛ فكيف عرفتُ أنه الجمال؟
لِمَ أتذكر الينبوع ولا أعرف مكانه؟.. وإن كانَ ولد معي.. فما الحد الفاصل بيني وبينه؟
هل خطواتي إلى منزل تلك المرأة العجيبة ينبوع متجدد؟ لكن ما الينبوع في ذاته...؟ يالهذا السؤال ....!!
لِمَ لا أقول: هل فعلا رأيت ينبوعا...؟.. لِمَ لا أكون رأيته ولم أره ..؟ ويكون هو الجذر الذي نتخفّفُ به من حمل الوعي ... ونتثاقل به في خفة اللا وعي.. إذ يمكن أن تكون تلك المرأة العجيبة ترى الينبوع حين أراه أنا.. فٍلمَ إذن سعت إلى تعليمي الحلم مرات وكرات...! فيكون ما نراه - هي وأنا - في لحظة منامية واحدة هو الينبوع في ذاته.
..
• عودة:
حين نمت في بيتي ... ظهر لي ينبوعا يتفرق ذات اليمين وذات الشمال، ويندفع بكثافة متجددة.
وحين نمت في بيت المرأة العجيبة...؛ ظهر لي الينبوع وهو يتدفق من رأسي، ويعود إليه.
.
وظلت المرأة تخيط في الماء... وظللتُ أبيع القماش في سوق السقائين.
قابلتُها خفية؛ لأخبرها أني ساكتب عن (ينبوعِ ماءٍ) جمعني بها بلا ملامح.
لم تلتفت لي...؛
فقد كانت تشربُ ماءً لتنقله لملكوتِ النوم..! وكأنها نملة خائفة من عوائد الزمن.
...
..
• تذكّر:
ما كانَ لهذا اللقاء أن يكون؛ لولا هذه المرأة العجيبة؛ فقد كانت تجدل (الحلم) كما تجدل شعرها..، بل إنَّ المسافة بين انسراحِ شعرها والظفيرة، هو انعقاد الحلم كما رأته.
..
..
• فلاش باك:
أتيتُ لبيتها في يومٍ من أيامِ كانونِ الثاني؛ فاسترقتُ النظرَ من نافذةٍ مهملة؛ فرأيتها تفكّ ظفيرتها... ؛ربما تفاديًا لموجاتِ البرد القارس.
لكن...
أخذت تُمسِّد شَعرها؛ خصلةً خصلهْ...بماءٍ مُعكّرٍ..؛ وتتحدث كما لو كان أحد بجوارها:
- جهز عدة الحلم !
- ...
- تغرف من الهواء: ...خذ ...؟
- ...
- هذا ماءٌ معتّق من نظرات الإناث العابرات ببطءٍ في الحياة...:
- ...
- ضعه بجوار سريركَ...؛ واستحضر فكرةً مخبأةً في الكينونةِ الأولى.
- ...
- تخيّل ما تشاء... يأتيك الوجود وإن كان في صورة العدم.
..
..
أخذتُ أردد بتعجب: الكينونة الأولى..! الكينونة...الــ
لم أقتنع بهلوستها...إلا أني أضمرت فعلَ ما قالت... ولكن من أين لي ماء كالذي أشارت به...! ثم قلتُ: وهل أعطت ماءً فعلا ؟ ألم تغرف ماء من الهواء...؟! سأغرف أنا أيضا من الهواء ...؛
فعلتُ... ولم أحلم بما أردتُ...؛
رجعتُ إلى نافذتها فوجدتها تخيط في الماء. فظننتها قد جُنّت ...؛
فتذكرت أن لا فرق بين فعل الأمس وفعل اليوم...؛ فلِمَ الظنّ الٱن؟
..
..
• غيبوبة:
كانت هناك فجوة زمنية بين وقوفي على نافذتها...؛ ووجودي بين يديها كالقتيل.. وكأن جدارا سقط على رأسي...!
صحوتُ بنصفِ وعي...؛ أسمعها تنادي...وأشعر أنَّ شيئا يمتصّني نحوها..كأنني شفقٌ يتحول إلى غسق.
سمعتها تقول: نمْ ككينونة الإلحاح...؛ أتعرف؟
أخذتُ أخرج الحروفَ بثقلٍ ... متفيهقًا بتشقُقاتِ الجذر اللغوي لألحّ يُلح إلحاحا...!
فأوقفتني وقالت: امح ُ من ذاكرتك صورة الوجود ..؛ واستحضر تاريخ العدم..!
قلت بتثاقل مرهق: وهل يمكن هذا الــ...!؟ وقبل أن أكمل دخلتُ في رحلة جديدة من نافذة هذه المرأة العجيبة...!
أصبحت كأني أسمعها ولا أسمعها... كأنها تقول: دوِّر الماءَ في وعيك وأخرجه حلما. ولن يكون هذا الحلم إلا حين يكون النوم موتا أبديا قبل أن يرتد إليك وعيك...!
..
..
• ألم...
ربما أنّ هذا التناقض...؛ هو حاجز حكاية الينبوع... لا أستطيع أن أحكي لها الحلم...؛ فهي في عملٍ دؤوب كنملةٍ تريد أن تدرك مغيب ٱخر شمس في الصيف...!
فهل فعلا رأيتُ الجمال بلا ملامح..؟ إن كان...؛ فكيف عرفتُ أنه الجمال؟
لِمَ أتذكر الينبوع ولا أعرف مكانه؟.. وإن كانَ ولد معي.. فما الحد الفاصل بيني وبينه؟
هل خطواتي إلى منزل تلك المرأة العجيبة ينبوع متجدد؟ لكن ما الينبوع في ذاته...؟ يالهذا السؤال ....!!
لِمَ لا أقول: هل فعلا رأيت ينبوعا...؟.. لِمَ لا أكون رأيته ولم أره ..؟ ويكون هو الجذر الذي نتخفّفُ به من حمل الوعي ... ونتثاقل به في خفة اللا وعي.. إذ يمكن أن تكون تلك المرأة العجيبة ترى الينبوع حين أراه أنا.. فٍلمَ إذن سعت إلى تعليمي الحلم مرات وكرات...! فيكون ما نراه - هي وأنا - في لحظة منامية واحدة هو الينبوع في ذاته.
..
• عودة:
حين نمت في بيتي ... ظهر لي ينبوعا يتفرق ذات اليمين وذات الشمال، ويندفع بكثافة متجددة.
وحين نمت في بيت المرأة العجيبة...؛ ظهر لي الينبوع وهو يتدفق من رأسي، ويعود إليه.
.
وظلت المرأة تخيط في الماء... وظللتُ أبيع القماش في سوق السقائين.