مازن جميل المناف - الرسم البياني لخطوط الواقع في اطر الادب المعبر

في هذا الخضم الصاخب المدوي وما نراه من ضجة وانتشار العديد من النتاجات الادبية ’ ثمة تساؤل يدور في مخيلتي هل هنالك قراء يستهلكون هذا الزخم من الكتابات المتنوعة ,
انا تحديدا اشك في وجود قارئ واعي يحمل مستوى الذي بلغه هذا الفيض من النتاج الادبي لعدة اسباب اولهما لا يوجد احتواء حقيقي واداراك في مسؤولية الثقافة وكل ما نجده ونراه بات تسلية ومتعة ولكوني من الوسط الثقافي وما التمسته حقيقة هو عدم وجود متلقي جدير بأن يمسك الفكرة وزمام الأمر في ذهنية عالية بدليل لم نجد حتى الآن مجاميع من القراء يستوعب ويتأثر بالفكرة وان كانت كتاباتنا تدغدغ احاسيس القراء ولا نعرف ماهية الاسباب الموجبة التي وضعت هذه القيود ,
وما نعانيه من ازمة حقيقية عن فكر القارئ والكاتب معاً لأبصار صيرورة الفكرة ضمن ما يطرح وما يدون في النتاج الادبي ولربما هندسة الكتابة وقولبتها باتت ضعيفة او لربما اصبح القارئ فاقد شهية القراءة والتذوق الجمالي واصبح يتساهل الاسلوب بشكل مباشر بعيدا عن ما يسرف كثيراً في الألفاظ واحياناً ما يقرأ هو بعيد عن مدى الواقع المتأزم الذي نحن فيه .
يا ترى اين حقيقة الواقع ؟ واين تلك المساحات الكبيرة من الفكر الناضج واين اختفى ذلك المجتمع المثقف الواعي وما هو الرسم البياني لخطوط الواقع واين الاطر الحقيقية في الصور المعبرة عن وجع الحياة .
يبدو ان الامر رواج التصاميم للأغلفة بألوانها المزركشة هي من تمثل البيئة للقارئ بكل اسف اثرت على المضامين والمحتوى الهادف , وهذا العبث الفكري المقيد فيه القارئ جعلنا نبحث عن علاج او مخرج لائق وبذلك لم يعد القارئ يمتلك التجذر الصحيح المتعلق بحرية الفكر او منطق الفكر والتي ما زالت ابعد ما تكون عن افكارنا المترنحة والمهرولة في المكان نفسه , وما دمنا نقرا ونكتب ونبحث ونحلل فلماذا ما زلنا مقيدين في كتابانا التي تفتقد روح الصدق والإخلاص . إلا ونحن نسابق هذا التطور السريع لا سيما في التعبير المجازي عندما نقنع الاخرين لربما في افكار بائسة ومتفسخة واراء ضيقة مفتقدة كل المعانِ التي ترتبط في كل شيء حولنا . كيف نصل الى ذروة المفاهيم بخط مستقيم عند نقطة معينة في معالجة القضايا المصيرية دون غلو او مكابرة او اسفاف يجعل من الامر لا جدوى منه . انا اعتقد عند كل قراءة لأي موضوع يفتقر من الوجدانيات والتجارب الشعورية يفتقد المعنى او الموضوع او الالتزام الادبي لان الادب الملتزم يحمل في قوامه العواطف والشعور في خضم التجارب الشعورية التي لا تتجرد من كل طرح عن اي تجربة شعورية مرت بصاحب القلم , اما الذي ينظم ويسطر وينمق ويزورق لمصالح جمالية مفادها الدهشة فحسب يفتح مجالا للزيف من الصحيح بدواعي ذاتية سيطرت عليها الخيالات وبذلك عنصر الشعور قد قتل في مقوماته الاساسية والبس كل حروفه لباساً اخراً ابتعد عن واقعية وموضوعية الحدث .
بيد ان هناك مرتكزات اساسية هي دعائم لنصب معالم الطريق حينما نتداول الاطروحات والمواضيع لان كل اديب له رسالة يعتقد بها ويجعها شغله الشاغل على ضرورة تبدلات الحياة المستمرة وان لا تكون كل ما نقرا مواضيع لا نبض فيها جامدة راكدة وان نشعر المتلقي في بيئة مرتبطة من حيث الوعي الصادق للأحاسيس التي يستمتع بها بكل التعبيرات على مدى الواقع الراهن المعاش فيه بكل مساحاته الفكرية والجدلية التي لا تحمل هدم القيم وان لا تخضع للتأويل والتفسير والاجدر ان تكون رسائل في كتاباتنا اعتبارية لتصبو في فكر بياني صحيح بعيدا عن الخطابات الرنانة التي يصفق لها المارقون او الكلمات التي احيانا توصف بالمؤطرة او المزخرفة والتي تحمل العواطف المسعورة ضمن ما وجدناه بين دفتي اغلب النتاجات الادبية .




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى