عزيزي الدكتور رشاد رشدي
الأدب وثيقة تسجيلية يمكن الاستئناس بها، ولكن من المغامرة غير العلمية الاعتماد عليها. إن أحداث الأدب تقع في التاريخ، القديم أو المعاصر، حتى الأدب المجرد لا يخرج كلية عن حدود التاريخ المرنة، ولكن أي تاريخ وأي تسجيل؟ إنه لا يعتمد على المراجع أو الإحصاء، بل يعتمد أولا وأخيرا على القلب، العاطفة، والوجدان. فالأدب وثيقة تسجيلية لا للتاريخ ولا للواقع. يخيل إليّ أن الأدب ثورة على الواقع لا تصويراً له. غاية ما في الأمر أن هذه الثورة قد ترتدي شكلا صريحا كما في الأدب الحديث أو ترتدي لباس الواقع الظاهر بعد أن تحدث فيه خفية كل تغييراتها. إن “بين القصرين” يمكن اعتبارها وثيقة تسجيلية، وكذلك رواية الأستاذ أحمد حسين وهي عن الفترة نفسها اقرأ الروايتين وسوف توقن من أنه لا توجد وثيقة تسجيلية على الإطلاق، والحق أنني لم أكتب “الثلاثية” لأؤرخ لمصر، بل لم أكتب القصص التاريخية الصريحة “عبث الأقدار، رادوبيس، كفاح طيبة” لأقدم تاريخا بأمانة. وما دفعني للكتابة في الحالين هو حبي لأماكن وأشخاص وقيم.
نجيب محفوظ
.
الأدب وثيقة تسجيلية يمكن الاستئناس بها، ولكن من المغامرة غير العلمية الاعتماد عليها. إن أحداث الأدب تقع في التاريخ، القديم أو المعاصر، حتى الأدب المجرد لا يخرج كلية عن حدود التاريخ المرنة، ولكن أي تاريخ وأي تسجيل؟ إنه لا يعتمد على المراجع أو الإحصاء، بل يعتمد أولا وأخيرا على القلب، العاطفة، والوجدان. فالأدب وثيقة تسجيلية لا للتاريخ ولا للواقع. يخيل إليّ أن الأدب ثورة على الواقع لا تصويراً له. غاية ما في الأمر أن هذه الثورة قد ترتدي شكلا صريحا كما في الأدب الحديث أو ترتدي لباس الواقع الظاهر بعد أن تحدث فيه خفية كل تغييراتها. إن “بين القصرين” يمكن اعتبارها وثيقة تسجيلية، وكذلك رواية الأستاذ أحمد حسين وهي عن الفترة نفسها اقرأ الروايتين وسوف توقن من أنه لا توجد وثيقة تسجيلية على الإطلاق، والحق أنني لم أكتب “الثلاثية” لأؤرخ لمصر، بل لم أكتب القصص التاريخية الصريحة “عبث الأقدار، رادوبيس، كفاح طيبة” لأقدم تاريخا بأمانة. وما دفعني للكتابة في الحالين هو حبي لأماكن وأشخاص وقيم.
نجيب محفوظ
.