- الرسائل المتبادلة بين أحمد زكي باشا و الأب أنستاس ماري الكرملي علَّامة العراق

* الرسالة الأولى

من الأب أنستاس الكرملي إلى أحمد زكي باشا

بغداد في عشرة آب سنة 1918

إلى حضرة العلامة الكبير أحمد زكي سكرتير مجلس النظَّار في مصر - حرسه الله -

بعد إهداء ما يليق بتلك الذات التي أفديها بالنفس، أعرض أن السيد محمود شكري الألوسي التمس إليَّ أن أكتب إلى مصر لأطلب كتاب «الأصنام» لابن الكلبي، وقد قال لي إنكم عنيتم بنشره مع كتب أخرى، وقد رآه أحد النجفيين من آل كاشف الغطاء حينما كان في مصر.

ولما أجبت طلبه، قيل لي إن الكتاب لم يُطبع، فكلَّفني أن أكتب إلى مقامكم السامي لنقف على جلية الأمر.

ثم إني كنت قد اشتريتُ كتاب «نكت الهميان في نكت العميان»، وكنتم قد وعدتم بنشر فهرس له؛ فهل نُشر هذا الفهرس؟

فنرجوكم أن تُكلِّفوا أحداً ليبعث لنا بنسخة من هذا الفهرس، وبنسختين من كتاب «الأصنام».

والسيد الألوسي يقرؤكم السلام مع الداعي.

***

* الرسالة الثانية

من أحمد زكي باشا إلى الأب أنستاس الكرملي.

عن رمل الإسكندرية في 27 أكتوبر سنة 1918

(وصلني في 2 سبتمبر سنة 1918)

صديقي الجليل الأب أنستاس:

مرحباً بكتابك أيها الصديق الجليل!!

لقد جاء عندي في مقام البشرى؛ بل في مقام بُشريَين لا بشرى واحدة؛ حيث حمل لي نبأ سلامتك وسلامة صديقي العلامة الفاضل السيد محمود شكري الألوسي.

لقد كنت أخشى عليكما وقعَ تلك الحوادث المدلهمة المحيطة بكما (قام العثمانيون بنفي الأب أنستاس ماري الكرملي إلى الأناضول في تركيا، والمبالغة في إعنات العلامة محمود شكري الألوسي والتضييق عليه - ج. هـ)، وأشفق أن ينالكما من الأذى ما نال كثيراً من الناس. واأسفاه!!

ثم انكشف الغمام؛ فإذا بعناية الرحمن تحوطكما وتقيكما طوارق الحدثان وبغي الإنسان، فلا عجب أن كان وقع كتابك في نفسي عظيماً؛ إذ جاءني بذيَّاك النبأ المفرح وَبَدَّدَ مخاوفي، وأنا أيها الصديق أدرى الناس بفضلكما الجمّ ويدكما الطائلة على الأدب وجهادكما الكبير في سبيله.

فأنا أتقدَّم إليك وإلى صديقي الألوسي بخير التهاني، وأرجو لكما العمر المديد

والعيش الرغيد.

هذا؛ وقد بادرتُ عند مجيء كتابك فأوعزت إلى دار الكتب السلطانية بإرسال نسختَين من كتاب «الأصنام» برسمك لكل منكما واحدة؛ ولكن مع الأسف أن مصلحة البريد أجابت أنها لا تقبل «الطرود» برسم بغداد؛ فلذلك رأيت أنفسنا مضطرين بحكم الضرورة أن نتربَّص ريثما يصبح النقل ميسوراً؛ وحينئذ أنتهز أول فرصة لإرسالهما إليك مع نسختين - أيضاً - من كتاب «نكت الهميان في نكت العميان» مصحوبتَين بالفهرست، وربما تمكنت - أيضاً - من إرسال نسختين من كتاب «التاج» للجاحظ، فقد تم لي طبعه بعناية وتحقيق هما الغاية - في اعتقادي - .

وتفضَّل أيها الصديق بقبول فائق تحياتي وبإهدائها إلى الصديق المحترم السيد الألوسي.

والله المسؤول أن يُسْمِعَنَا عنكما خير الأخبار، وأن يتكرَّم علينا باللقاء في أبرك الأوقات وأقرب الأيام.

أحمد زكي

سكرتير مجلس الوزراء بمصر

***

* الرسالة الثالثة

من الأب أنستاس الكرملي إلى أحمد زكي باشا

من بغداد في 5 ديسمبر سنة 1918

إلى صاحب الفضل العميم والصديق الحميم أحمد زكي باشا سكرتير مجلس الوزراء بمصر - علا قدره -.

ما كنت أجسر أن أُسمِّيك بالصديق لو لم تُجرئني على ذلك بكتابك الشائق الرائق.

حقيقةً إن العلم والتواضع إذا اجتمعا في إنسان أنزلاه في كلِّ قلبٍ، وأعليا قدره فوق ما يُصوِّره الوهم.

فأشكرك أعظم الشكر لكونك لقَّبتني بذلك اللقب وأنا لا أستحقه؛ إذ لم آتِ أعمالاً تؤيِّد صداقتي لذاك الجناب العالي.

لكن هي المناقب الحسنى التي تدفع الشريف القدر إلى إكرام من ليس بأهلٍ لذلك.

الصديق الألوسي فَرِحٌ بكتابك فرحه بأعظم كنز وجده، وقد طالعه مراراً، وطلب إليَّ أن أُبقيه عنده؛ فأبقيته إلى أن أعاده إليَّ، وكلَّفني بأن أبلغك أعظم الشكر وأجزل السناء على هذا الكتاب المصنوع بِعُرف طيب أعرافك الذكية.

وجدنا حلاً لمعضلة إرسال تلك الهدايا الجليلة؛ وهي أن تأمر بإرسال «الرزم» باسم (Miss G.L.Bell) (سياسية وأثرية إنكليزية كانت سكرتيرة للمندوب السامي البريطاني في العراق، وتُعرف في العراق باسم «الخاتون» - ج. هـ) في الإدارة السياسية، وهي صديقة الداعيين.

وفي طي هذه الرسالة توصية إلى دائرة العرب في مصر لكي تبعث بتلك الرزم إلى عنوان الخاتون المذكورة.

وأرجو حضرة الصديق الصادق أن يكتب عليها أنها هدية إلى محمود شكري أفندي الألوسي وإلى هذا العاجز؛ حتى لا تُجْعَل في رزم إدارة السياسة في بغداد، وأن تخبرني بيوم الإرسال لكي أذهب إلى الإدارة المذكورة وأطلبها.

يشكر حضرة السيد الألوسي مع هذا الداعي تلك الأيادي البيضاء وتلك الشواعر السامية لتلك النفس الـمُطيِّبة ما تتمنّاه الخواطر، ويؤملان أنهما يتشرَّفان بلقياه في بغداد، إذ كذا يُشَم من آخر ذلك الكتاب الأغرّ أنه تعالى محقق الأماني.

حضرة الأستاذ مرغليوث (مستشرق إنكليزي شهير - ج. هـ) وصل بغداد في 24 من الشهر المنصرم، وهو يهديك تحياته، ويبقى هنا نحو أربعة أشهر.

الأب انستاس ماري الكرملي

***

* الرسالة الرابعة

من الأب أنستاس الكرملي إلى أحمد زكي باشا

بغداد في 12 نيسان سنة 1919

إلى شمس العرب ونور علمهم وآدابهم وفخرهم ومجدهم وترجمانهم عند أبناء الغرب أحمد زكي باشا - حفظه الله وصانه من عين كل حسود -.

جاءتنا - أنا والألوسي - رسالتكم تتهادى وفي أعطافها من عطور مكارم الأخلاق ما لا نظير له في القرون الغابرة والحاضرة، ولولا صدق لهجتكم ونيّتكم المعروف عند الكبير والصغير لحملنا قولكم: «وغاية ما وصل إليه باع هذا الطالب الذي يدأب في اللحاق بكما؛ وأَنَّى له ذلك؟!!». على غير محمله؛ وهل من محاولة إقامة مقايسة بيننا وبينكم وأنتم قد بلغتم مناط العَيَّوق بعلمكم وتحقيقكم، ونحن بَعْدُ على الأرض ندبُّ دَبَّاً؟!! أن هذا إلا جناية على الحقيقة لا نقبلها؛ وإن كان صادراً عن نفس تنمُّ عن فضل عظيم وأخلاق رضية لا مشابه لها - في ما نعلمه - من أخلاق كثيرين. فالله يحفظ هذه النفس الزكية الطاهرة؛ فلقد صدق ذلك الوالد حين سمَّاكم بأحمد زكي، ففيكم كل محمدة وكل زكاء.

من غريب الاتفاق أن صديقكم ومحبّكم المخلص عبد اللطيف أفندي ثنيان (صاحب جريدة «الرقيب» في بغداد وكانت من الصحف الأشد جرأة في وقتها - ج. هـ) ذهب إلى البصرة منذ أن فُتِحَ الطريق بين دار السلام ودار النحاة؛ فجاء مدَّة 5 أيام إلى هنا ليقضي أشغاله، وزارني يوم وفود رسالتكم الشريفة، فأطلعته عليها، وتعجَّب من هذا التصادف الغريب، ووعدني أنه يكتب إليكم رسالة والأمل أن كتابه وصل إلى حضرتكم قبل هذا؛ لأننا انتظرنا وصول الهدايا إلينا لنطمئنكم بوصولها فوصلتنا نهار أمس صباحاً، والحمد لله على وصولها، والشكر لكم على هديتكم هذه الملوكية؛ لما فيها من الكنوز المدفونة في ثنايا أوراقها.

ولقد اطَّلع عليها كثيرون؛ لأن المتردّدين من الأدباء والفضلاء على نادي هذا العاجز كثيرون (كان الأب الكرملي يعقد في كل جمعة بدير الآباء الكرمليين ببغداد ندوة أدبية وفكرية تتناول سائر الموضوعات - ج. هـ)، وقد أُعجبوا بما حوت من الفوائد التاريخية والعلمية واللغوية والنحوية ما لا وجود له في عدَّة مجلَّدات ضخمة، وقد بعث كثيرون يطلبونها من مصر القاهرة.

أوصلتُ الكتب الثلاثة إلى السيد محمود شكري الألوسي، وطلبت إليه أن يكتب إليَّ سطرين ليطمئن بالي بوصولها، فنمَّق الأسطر التي أبعث بها إليكم.

بينما كنت أتصفح كتاب «التاج» وقعتُ على كلمة «الماخورة» في ص 9 من متن الكتاب؛ فوجدتكم تقولون: «ومن غريب الاتفاقات أيضاً أن المنتصر هذا قتل أباه المتوكل في نفس الموضع المعروف بالماخورة الذى قتلَ فيه شيرويه أباه كسري أبرويز.».

والذي حقَّقته أن صحَّة النطق بالماخورة هي «الماحوزة»، بخلاف ما حقَّقه بربييه دي منار (مستشرق فرنسي مواليد سنة 1827م، كان يجيد اللغات: الفارسية، والتركية، والعربية. وقد توفي سنة 1908م - ج. هـ)، فقد قال هذا إن الماخورة بالفارسية هي مجلس الشرب... والحال أن الكلمة الفارسية بهذا المعنى هي الماخور بدون هاء لا الماخورة بهاء. ثم كيف يجوز لخليفة من خلفاء المسلمين أن يُسمِّي قصره ماخورة إذا كان هذا معناها؟!!

والصواب: «ماحوزة»، ومعناها: القصر باللغة الأرمية والمكان الحصين والمدينة المسوّرة.

والماحوزة أيضاً هي اسم المدائن عند الأرميين، وشيرويه قتلَ أباه في ماحوزة المدائن لا في ماحوزة سامراء؛ إذ هذه لم تكن قد بُنيت، إلا أن المسعودي (مؤرِّخ شهير صاحب كتاب «مروج الذهب»، توفي سنة 346 هـ - ج. هـ) خُدِعَ بمشابهة الاسمَين فظنَّهما واحداً فقال ما قال، وعنه نقلتم هذا القول الذي نقلناه هنا.

وذكرتم في حاشية ص 115 في كلامكم عن ذي قار: «مَن نظر إلى الخريطة الجغرافية يتبيَّن له أن عرض هذا المكان مما لا يقع فيه الثلج».

والظاهر أنه قد يقع لكن نادراً، فقد وقع فيه سنة 1911م كما وقع في بغداد.

وأما القطع بعدم وقوعه البتَّة؛ ففيه نظر.

وذو قار المعروف اليوم باسم «المقير» هما نفس «أور الكلدانيين» Ur الشهيرة في التاريخ. وسُمِّي بذي قار أو المقير لأن هناك بناية من بقايا أثر «أور» مبنية بالقار أو القير، وهي مشهورة بخرابها كما كانت مشهورة سابقاً بعمارتها.

وقولكم في قاموس الجغرافية القديمة: «تُسمَّى أم قير»؛ وهو تصحيف «المقير»؛ لأنكم أخذتم الاسم عن الإفرنج أو الترك، كما أخذتم «عظيم» عن القومَين أو أحدهما فكتبتموه «أدهم» في القاموس الجغرافي المذكور.

وقولكم: «وبهذه المدينة - أي بأور - ولد الخليل»؛ فهل نقل عن العرب القائلين إنه ولد في كوثي العراق، لكن كوثي معروفة إلى اليوم بهذا الاسم أو باسم جبل إبراهيم وهي قير «أور»؛ فوقع اختلاط في الأقوال منشأ الوهم.

وكثيراً ما تقولون في الحواشي: «هذه الجملة المحصورة بين النجمتين منقولة عن كذا.».

وقد فتَّشتُ عن النجمة بالهاء ومفرد النجم فلم أجدها؛ بل وجدتُ النجم مفرداً وجمعه: النجوم؛ فهل وقعتم على ما تستعملونه من هذا اللفظ المُولَّد أو العامي؟!!

وقلتم في حاشية 26: «اللغة السلتية بمعنى Celtiqus»؛ والذي أظنه أن العرب عَرَّبَت الكلمة بصورة: «قلطية»، ومنه الكلب القلطي.

وقلتم في حاشية ص 24: «الأبنة: العيب.»؛ لكن أظن أن المراد بالأبنة في العبارة المذكورة هو: (Sodomie passive). وأرجوك العفو عن الإفصاح عن معنى هذه الكلمة (الأبنة: الشذوذ الجنسي - ج. هـ).

وذكرتم في ص 95 من كتاب «الأصنام» كلمة «كمالة»؛ ولم أجد لها ذكراً في كتب القوم؛ والذي رأيته: «كمال»، أو: «تتمَّة»، أو: «تمامه»؛ فلعلكم خَرَّجْتُم كمالة على تمامة.

وأرجوك سيدي أن تسمح لي ما نفثه قلمي من العبارات التي كنت تغنيني عنها، لا سيما وهذا الكتاب هو كتاب شكر لا كتاب نقد، لكن تحلّيكم بحلى أبدع الفضائل والمناقب جرأتني على أن أطمع في جودكم الحاتمي والعصامي وأن أبوح بما في صدري، ليكون ما يبرزه قلمكم العسال بالغاً نهاية الكمال.

وحفظكم الرب المتعالي؛ ما تعاقبت الأيام والليالي. اللهم آمين.

الأب أنستاس ماري الكرملي

***

* الرسالة الخامسة

من الأب أنستاس الكرملي إلى أحمد زكي باشا

بغداد في 5 نيسان سنة 1920م

إلى سيدي الأستاذ أحمد زكي باشا - زاده الله مقاماً وعلماً -.

سبق هذه الرسالة رسالتان أُخريان أنفذتهما بالبريد، فلم أتلقَّ من حضرة سيدي كلمة!!؛ ولا جرم أنهما لم تصلاه؛ فما عليَّ إلا أن ألوم سوء الطالع.

أنفذتُ هذه الأسطر في بطن رسالة إلى صديقي يوسف إليان سركيس (هو يوسف بن إليان بن موسى سركيس الدمشقي؛ ولد عام 1856م وهو صاحب كتاب «معجم المطبوعات العربية والمعربة»، توفي سنة 1922م - ج. هـ) ليدفعه إلى حضرة مولاي ومعه كتاب «الإنعراء» (هو كتاب «الأنواء»!! وما أدري من أين أتى هذا التصحيف؟!! - ج. هـ)، وهو نسخة كتاب موجود في أكسفرد، وقد أخذ صورته إلى هذا الداعي الأستاذ مرغليوث على طلب السيد الألوسي، فعني هذا بتصحيح (هكذا بالأصل؛ والصواب بلا ريب: «فعني هذا بتصحيحه» - ج. هـ) ومقابلته على الأم، وأفرغ وسعه في إعادته إلى نصابه.

والذي يودّ الحصول عليه هو نسخة من كتاب «الميسر» لابن قتيبة صاحب كتاب «الإنعراء»، وقد كتب إليَّ يقول: «فإن عزم حضرته على طبعه مع كتاب «الإنعراء»؛ فيا حبَّذا ذاك!. وإن لم يكن له عزم؛ فليستنسخه لكم مع بذل ما يصرف من قبلنا.».

وكنت قد كتبتُ إلى حضرة مولاي أشكره على النسخ الأربع من كتابي «التاج» و«الأصنام»، اثنتان منها إلى الأستاذ الألوسي واثنتان إلى هذا الداعي؛ فنكرّر الشكر كلما تذكرنا أياديكم البيضاء علينا.

وفي الختام نطلب إلى الله أن يوفقكم لكل خير ورقي.

الأب أنستاس ماري الكرملي

***

* الرسالة السادسة

من أحمد زكي باشا إلى الأب أنستاس الكرملي

القاهرة في 10 يوليو سنة 1922م

سيدي الأستاذ المفضال الأب أنستاس الكرملي

تحية وسلاماً.

وبعد:

فقد كنت أتممتُ طبع 384 صفحة من الجزء الأول من «مسالك الأبصار»؛ ثم وقف العمل بسبب الحرب، وفي الشهر الماضي تجدَّد العزم على إكماله وإبرازه، فصرفتُ كل همّي إلى خدمة ذلك الكنز الثمين، وقد تمَّ بالفعل وسيظهر عن قريب، غير أني راجعت بعض المطبوع فوجدت سبيلاً للاستدراك فوق ما كنت بذلته من العناية في تحقيقه وتثقيفه وتقويمه، وقد وقف بي علمي القاصر عند كلمتَين أو ثلاث أحببت أن أعرضها على علمك الواسع راجياً أن أحظى بمنتهى السرعة في الإجابة عنها لأن المطبعة تطالبني في كل يوم وكل ساعة، وأنا أماطل في عمل الفهرس راجياً أن يصلني الجواب قبل فوات الوقت.

ووالله لقد خطر على بالي أن ألتمس منك الجواب بالتلغراف، ولكنني آثرت البريد الجوي كي أوافيك بما قد تحتاجه من التفصيل.

أولاً: يقول المؤلف نقلاً عن البكري الأندلسي إن الذي بقي من هياكل الصابئة بيت بحران في باب الرمة يعرف بـ«معلنيشا»، وهو هيكل آزر أبي إبراهيم.

ثانياً: ما هو «المرمحوز»، وهو زهر عطر كما يُستفاد من قول الشاعر ابن البصري عن دَيْرٍ في مصر:

ونقصد نهياً وديراً لها
به منبت الورد والمرمحوز.

ثالثاً: ما هي «الباذكارات» في قول الشاعر محمد بن حازم الباهلي عن عمر عسكر:

بعمر عسكر طاب اللهو والطربُ
والباذكارات والأدوار والنخبُ.

رابعاً: دير الخوات بعكبرا يحتفلون فيه يوم الأحد الأول من الصوم، قال الشابشتي إنها تُسمَّى ليلة الماشوش، وهي ليلة يختلط فيها الرجال بالنساء فلا يرد أحد يده عن شيء. فما هو هذا اللفظ «الماشوش».

خامساً: دير القيارة فوق دير بأعربا على جانب دجلة الغربى فيه حمّة.

قال الخالدي: وسبيل من قصدها أن يظلَّ نهاره في مائها ويأوي ليله إلى هيكل ديرها ويدهنه رهبانه بالطيبوث.

أنا أظن أنه: «الطيبوت» بالمثناة؛ لكن المؤلف وضع ثلاث نقط ظاهرة فوق الحرف الأخير؛ فما هي الكلمة؟ وما هي المادة؟ هل حرف الزيادة هو بمثابة ما في رحموت، ملكوت، جبروت، إلخ إلخ؟.

أرجو التفضُّل بالجواب، ولك الفضل والشكر.

هذا؛ وقد وجدتُ في الجزء الثاني من «مسالك الأبصار» وصفاً لحالة بغداد في سنة 740 للهجرة؛ وهو وصف ممتع؛ فهل صدر هذا الوصف في أحد الكتب الإفرنكية أو العربية أم هو لا يزال بكراً؛ إن كان الثاني فإني أنسخه وأنشره وأستشيرك في أي مكان يخلق نشره؛ أعني في أي مجلة، وهل يجب ترجمته للإفرنسية أم لا.

كنت أودُّ أن أحمل بنفسي على جناح الريح هذه العجالة إليك لأحظى برؤيتك وبرؤية الأستاذ الأكبر والسيد الأعظم السيد شكري الألوسي.

فرجائي وقد حالت الموانع الآن دون هذه الأمنية أن تكون لديه ولدى نفسك خير ترجمان لما يكنّه لكما من الود والاحترام.

الصديق المخلص: أحمد زكي

***

* الرسالة السابعة

من الأب أنستاس الكرملي إلى أحمد زكي باشا

بغداد في 11 آب سنة 1922

إلى أحمد زكي باشا في مصر

سيدي الأستاذ الأكبر! أخجلتني - وأيم الحق - بكتابتك إليَّ لتسألني عن معاني بعض الألفاظ وأنت الأستاذ الأكبر والإمام المقصود!! ومع ذلك أجعل ذلك السؤال من سيدي بمنزلة رأي خاص بي وإلا فإن الصديق غني عن علمي الموشل (يقال: أَوْشَلَ فلانٌ حظ فلان: أَقَلَّه وَأَخَسَّه. قال الراجز: «وَحُسَّدٍ أَوْشَلتُ من حظاظها/ على أَحَاسِي الغَيْظِ واكتظاظها». وَشَلَ، وُشُولاً: احتاج وضَعُفَ وافتقر وَقَلَّ غَناؤه. الوشول: قلة الغَناء والضعف والنقصان. انظر: «لسان العرب»؛ {9 / 313 314}؛ مادة: وشل - ج. هـ)، ورأيه وعلمه فوق رأيي وعلمي.

إني أُهنِّئ مولاي بعودته إلى إعادة طبع ذلك البحر الذي لا يستغني عن وروده أحد وشرف لجميع الناطقين بالضاد، والكتاب الذي أنفذته إليَّ في 10 من الشهر المنصرم لم يصلني إلا في 24 منه (يريد كتاب «مسالك الأبصار» - ج. هـ)، مما يدلّ على أنك أرسلت به قبل نهوض الطيارة بنحو عشرة أيام، ولم يقع في يدي إلا بعد 3 أيام من تحليق طيارة العراق، وهي لا تقوم من عندنا إلا كل أسبوعين كما هو الأمر عندكم، ويا ليت يكون لنا طيارة كل أسبوع.

1- «معلنيشا» كلمة مصحَّفة من «بعلنيثا»، وهذه منحوتة من الآرمية (وتُقرأ: بيت علواثا) أي هيكل الأصنام.

وقد أكَّد لي بعض علماء الصابئة الحاليين أن هذا الهيكل وارد ذكره في كتبهم باسم «بعلنيثا»، ويعني أيضاً محل الضحية أو المحرقة وبيت الصنم الأعلى.

2- «المرمحوز أو المرماحوز» هو الريحان المعروف عند الغربيين باسم Marum، وقد ورد ذكره في كثير من كتب العرب وفي بعض المعاجم في مادة (م ح ز)، ومن أسمائه: حبق الشيوخ، وريحان الشيوخ، والمرو.

3- لم يكن عمر من الأعمار عند العرب باسم «عمر عسكر»؛ وإنما هو «عمر كسكر» بكافَين وراء مهملة، والعمر كلمة أرمية معناها الدير الواسع يكون للرهبان.

وعمر كسكر مشهور في العراق كان آهلاً برهبان الأرميين، ذكره ياقوت في معجمه وروى أبياتاً لمحمد بن حازم الباهلي، وروى الطابع الإفرنجي للبيت الأول عدة روايات، هي: البازكارات، والتذكارات، والنخب، والتذكارات والنجب؛ وأصح هذه الألفاظ هي: «البادكارات... والنخب»، وتُكتب: بادكارات بدال مهملة أو معجمة على السواء: وهي مروحة كبيرة تُعلَّق في سقف البيت وفي وسطها حلقة يُعقد بها حبل تجرّ به ذهاباً وإياباً فيسير الهواء في الموضع الذي فيه المروحة فيتجدَّد على الدوام، وهي كثيراً ما تُستعمل في المكان الحار، وهي من الفارسية «بادكر» أو «باذكرد»، والآن يُسمِّيها العراقيون «بانكة»؛ وهذه من الهندية ومعناها المروحة الكبيرة.

وأما النَّخَبُ: فهي تحريك (النَّخْبُ)؛ وكثيراً ما يشرب العراقيون مسكراتهم على حركة البادكارات،كما هو الأمر في عهدنا هذا، وقد سمَّاها الحريري في «مقاماته»: «مروحة الخيش»، ويُراد بالأدوار أنغام الموسيقى.

4- «الماشوش»: اسم فاعل أرمي من فعل لهم هو، ويُلفظ «مَش»، ومعناه «الماس»؛ لأن الواحد يمسّ الآخر، ومعنى الماشوش - أيضاً - بالأرمية: «الخنزير»، ولعلهم سمّوا ذلك للإشارة إلى أعمال الخنازير، وحاشا أن يكون للنصارى مثل هذه المنكرات، على أن البيروني قال في «القرون الباقية» ص 311 من طبعة الإفرنج: «ليلة الماشوش: هي ليلة جمعة، زعم الذاكرون لها أنهم يطلبون فيها المسيح، فقد اختلفوا فيها؛ فبعضهم قال إنها الجمعة التاسعة عشرة من صوم إيليا، وبعضهم قال إنها الجمعة التي صُلِبَ فيها المسيح وهي الصلبوت، وبعضهم قال إنها جمعة الشهداء وهي بعد الصلبوت بأسبوع، والترجيح للقول الأول بين الثلاثة الأقاويل».

قلت أنا: الماشوش هو ما يُقام من الذكرى في مساء الأربعاء والخميس والجمعة من أسبوع الآلام المعروف بأسبوع الصلبوت، ويجري ذلك في الكنائس بأن تُطفأ الأنوار والقناديل في مدَّة لا تزيد على دقيقة تذكاراً لطلب أعداء يسوع لفريستهم، ويجري ذلك الأمر بكلّ رزانة وطهارة وعفَّة، وليس من يفكر في أدنى شيء دنس في وقت أرصد لتذكار القبض على سيدهم وإلاههم، وأما رأي الشبابشتي فخطأ في كل حال. (راجع لغة العرب 3: 310).

5- الطيبوث: لفظة أرمية تُلفظ «طيبوثاً» بثاء مثلثة في الآخر، وهي عند نصارى اليعاقبة أصحاب دير القيارة: «مادة تُسوَّى أو تُؤخذ من زيت قد صلَّى عليه مطرانهم وباركه، ويضاف إليه شيء من الماء وقليل من تراب رفات أحد الأئمة في القداسة».

وكان الحق في تعريبها: «الطيبوت» بتاء مثناة في الآخر كما أشرتَ إليه، لكن العرب عرَّبوا ما كان على وزن «فَعَلوت» بفتح الأول والثاني بتاء مثناة في الآخر؛ فقالوا: ملكوت، وجبروت، وعظموت، وسلكوت، وعرَّبوا ما كان على «فعلوت» بإسكان الثاني وبثاء مثلثة في الآخر؛ فقالوا: باعوث، وراعوث، وطيبوث، وقد خالفوها كـ: لاهوت، وحيوت، وياقوت.

وأما وصف بغداد في سنة 740 - على ما في «مسالك الأبصار» - فلم أعثر عليه في كتاب، والمؤلف الإنكليزي Guy le Strange (المستشرق جي لسترانج، ولد عام 1923م، وله مؤلفات عديدة في تاريخ الشرق والعراق خاصة، ومن أبرز كتبه «بلدان الخلافة الشرقية») الذي فتَّش في جميع مؤلفي الكتب التي بحثت عن بغداد - وهم كثيرون -؛ لم يعثر على ما كتبه صاحب «مسالك الأبصار»، وكفا شاهداً على أن الإفرنج لم يقفوا على ما وقفتَ له من الكشف، وأنا أحب أن يُنشر هذا الوصف في (Journal Asiatique) (المجلة الأسيوية أُنشئت في عام 1822م في مدينة باريس - ج. هـ)، مع نقله إلى الفرنسية لانتشار هذه المجلة ويُنشر في الوقت عينه في «المقتطف».

لم يُكلِّفني هذا الجواب زمناً، لأني راجعتُ فيه معجمي الكبير العربي (هو معجمه الفذ الموسوم بـ«المساعد» - ج. هـ)، وفيه هذه الألفاظ مع شرحها، ولو نهضت من عندنا طيارة يوم وصول رسالتك إليَّ لنقلتُ إليك الجواب حالاً؛ لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

وكيف لا أودُّ لقاءك وكنتُ في السنة الماضية بجانبك أتمتَّع برؤيتك وأتزوَّد من حكمتك وأشرح صدري بابتسامتك، فعسى أن تحملك إلينا الرياح يوماً على أجنحتها لنتسلَّى بلقياك ونبادلك عواطف الودّ والإخلاص مع محبّنا وصديقنا الصادق شكري الألوسي الذي لا ينقطع من التحدّث بك وبتيمور باشا (هو العلامة النقادة المحقق أحمد تيمور باشا المتوفي سنة 1930م؛ وكانت بينه وبين العلامة أنستاس ماري الكرملي صداقة عظيمة، وجرت بينهما مراسلات كثيرة - ج. هـ).

الأب أنستاس ماري الكرملي

***

* الرسالة الثامنة

من أحمد زكي باشا إلى الأب أنستاس الكرملي

10 سبتمبر سنة 1922

سيدي الأستاذ الحبر الجليل الأب أنستاس الكرملي.

إنني أُهنِّئ نفسي؛ بل أُهنِّئ الأمة العربية على وجود رجل مثلكم فيها في زمان بلغ من الانحطاط أن الرجال الجديرين بهذه السمة أصبحوا فيها أقل من القليل، ولو قام ديوجانس (الفيلسوف اليوناني المشهور الذي احتقر الفن والناس والتقاليد وقضى حياته في برميل، ثم خرج يوماً في منتصف النهار وهو يحمل قنديلاً قائلاً: إنني أبحث عن رجل!! توفي سنة 327 قبل الميلاد - ج. هـ) من مرقده لاحتاج إلى مصابيح كثيرة وإلى أسفار طويلة حتى تنتهي به خاتمة المطاف بزيارة الزوراء فيظفر بالضالة المنشودة.

أستغفر الله!! بل بالهداية المقصودة فيقول كلمة أرشميدس حينما يقف على ساحة فضلكم ويقتبس من أنوار معارفكم.

أُهنِّئ نفسي لأني فكرت في مكاتبة سيدى الحبر الجليل الذي قام في هذه الأيام عَلَمَاً فوقه الأنوار ومناراً يهتدي به الطلاب؛ فكان مصداقاً لما أخبرنا به علماء الإسلام عن الأحبار بين أهل الكتاب.

سيكون لبياناتك الممتعة مكان الشرف في المعجم الذى عولت على إضافته إلى «مسالك الأبصار» على الطريقة التي سنَّها جهابذة المستشرقين، وأرجو أن يكون صنيعي الضعيف بمثابة تمهيد يُشجِّع غيري الإفاضة في الإفادة بهذا النحو في مؤلفات أسلافنا الذين كانوا غرَّة في جبين الزمان.

والآن أستميح فضلكم بتصديع خاطر في هذا الباب الذي يروق لكم، وفي هذا الميدان الذي أنتم من فرسانه الغرّ الميامين.

1- ما هو الذراع القاسمي، والذراع الملكي الشاهي الذي سمَّاها بعض نسخ المقدسي بالذراع فقط وبعضها الآخر بالذراع الهاشمي.

2 - هل وصل إلى علمكم شيء عن قليلة الدر التي كانت في جامع دمشق خلاف ما ذكره ابن عساكر والغزولي صاحب «مطالع البدور».

3- هل عندكم معلومات عن الساعة العربية خلاف ما ذكره ابن جبير وابن عساكر والمقري وابن خلدون والغزولي وياقوت والقزويني.

4- هل يستعمل العراق كلمة: (طقيس، وقيس، طقيش، طقيشا) للغرفة المسروقة في أعلى البيت، وما هو مدلولها عندهم إن كانت.

5- هل عندكم معلومات عن الدواميس والدماميس (ديماس، داموس، إلخ إلخ) خلاف ما ذكره الإدريسي والبكري وابن دقماق، وخلاف ما أشار إليه دوزي وده خويه (هو ميشيل جوهانس دي خويه المستشرق الهولندي، ولد عام 1826م، ناشر «فتوح البلدان» و«تاريخ الطبري» وغير ذلك، توفي سنة 1909م - ج. هـ).

6- هل كلمة برنية Vase Amphore, مستعملة الآن في العراق، وبأي معنى.

7- هل يستعملون شرافة بمعنى Merlon، وهل هناك فرق بين اللفظين، وهل يستعملون كلمة شرابة Frange التي أظن أنها منقولة عن شرافة.

8- بأي معنى يستعملون الآن لفظة «صفّة».

9- ما معنى رواق عندكم الآن.

10- هل لأنواع الرخام أسماء تفصيلية عندكم الآن.

11- ما معنى البطائن في السقوف، وكذلك «المداهن» و«المقالي» التي يقول ابن فضل الله عنها: «سقف مقالي ومقاليه مركبة بغير مسامير لأجل كنس السقف»، وهو ينقل عن عمر بن عبد العزيز قوله عن مسجد دمشق: «أنزع تلك البطائن وأبيعها».

ويقول في موضع آخر إنها: «مسقوفة بالبطائن المعمولة بالذهب واللازورد والزنجفر والإسفيداج والأصباغ الخالصة من لون المركبة من لونين».

أما المداهن فلم يزد على قوله مداهن السقف، ووصف بعض السقوف بأنها سقف بسط، سقف بسط مدهون، سقف شامي.

12- بماذا يُعبِّر العراقيون الآن عن الساق الذي في أعلى القبَّة وفوقه الهلال، والعرب المتقدّمون يقولون: أُنبوبة، رمح، سهم، أم هل يقولون: هلال؛ من باب تسمية الكلّ باسم البعض.

وبماذا يُسمُّون الكرة التي فوق المآذن، هل يقولون تفاحة أو رمَّانة مثل الأندلسيين والمغاربة والمصريين قديماً.

وهل يقولون: خوذة؛ عما يكون بشكل هلال مجنَّح.

13- هل يستعملون لفظ «الحاكورة» لبستان الآس.

14- هل يقولون «قصعة» لحوض الرخام الذي تنصب فيه مياه الفوارة (في الفسقية).

وهل يقولون «فسقية» مثل أهل مصر، أم «فستقية» مثل أهل الشام.

15- يقول ابن فضل الله: «شاهد البيعة والدير أو الكنيسة هو مار فلان»؛ فهل هو الشفيع patron، أم هو القديس المدفون بها، أم الملاك التي هي مكرّسة باسمه، وهل يستعمل هذا اللفظ عندكم أم حلَّ محلّه آخر.

16- هل يستعملون «الفص» بمعنى الفسيفساء، وهل هما واحد عندهم، أم هناك فرق في اصطلاحهم، وهل لهم لفظ آخر.

17- ما معنى «الرواق» عندهم، وهل يستعملون كلمة «وزرة، وتأزير، وازار» بمعنى Lambris، وهل بين «وزرة وازار» فرق كما في مصر الآن، فالأولى كما كان بأسفل الجدار، والثانية لما تحت السقف.

18- يقول ابن فضل الله في وصف الحرم المقدَّس: «الحائط من باطن التثمينة ملبَّس جميعه بالرخام بغير فصّ بانبدارية رخام منقوشة تقدير ذراع مذهَّبة».

هل ورد عليك هذا اللفظ، أما أنا فقد عثرت على «بندارية» في «ألف ليلة وليلة» التي طبعها هابشت، وقال إن معناها: الراية الصفراء؛ واستدرك عليه دوزي بأنها ستور جمع ستارة، ولكنه لم يُوفَّق هو - أيضاً - شاكلة الصواب، فإن صاحب «ألف ليلة وليلة» يقول: «أدخلته إلى قاعة فسيحة مليحة مهندمة وفيها خرستانات وسدلات وبنداريات عليهم الستور مرخية». انتهى لا بنصه تماماً لكن بنفس ألفاظه.

فقوله «عليهم الستور مرخية» ينفي كون «بنداريات» ستور التي أراد دوزي أن يشتقَّها من كلمة بند، وليس هناك ما يفيد مطلقاً ما ذهب إليه هابشت، وإلا فمن أتى باللون الأصفر.

هذان النصان يكملان بعضهما بعضاً ويدلان على حلية في قاعة المجلس أو تجويف مما يتفنَّن فيه المعماريون في العمائر الفاخرة.

وهل لهذا اللفظ من أثر في العراق، وهل عثرت عليه في غير الموضعَين اللذين أُشير إليهما - حادثة «ألف ليلة وليلة» حصلت ببغداد على ما أظن -.

19- تكلَّم ابن فضل الله على عمدان البيت المقدَّس في بعض نواحيه، فقال: «ارتفاعه خارجاً عن القواعد ستة أذرع ونصف يعلوها بساتل ملبسة بالنحاس الأصفر المنقوش المذهب فوق نقشه».

هل عندكم نبأ عن هذا اللفظ، وهل هو مستعمل بالعراق، أما مصر فـ«البستل» فيها - وخاصة في قرى ريفها -: جذع (نُسمِّيه كتلة أو برطوم) يُلقى على الحائط من أوله لآخره لتُوضع فوقه عروق السقف أي جوائزه.

وعلى ذلك يكون ابن فضل الله نقل استعمالها من فوق الحائط إلى ما فوق العمدان.

ووَصْف Saladin (هو المستشرق هنري سالايدن، وكتابه عن الفن الإسلامي نُشر في باريس عام 1907م - ج. هـ) في كتابه عن العمارة الإسلامية يؤيد هذا التخريج؛ لأنه ينطبق على وصف ابن فضل الله؛ ولكنني أخشى أن يكون ابن فضل الله يريد الكلام على الجزء المعروف باسم Abaque، فعرَّب لفظة Listel فقال:

بستل بعد «لستل» واستعملها غلطاً؛ ولكنني أستبعد ذلك، فهل عند الأستاذ نبأ عن ذلك.

هذا؛ وقد تكلم عن قصر سنداد، فقال إنه بالعراق قُرَيْب النيل بأرض الأرير. نعرف أن الحجاج حفر نهراً بجوار الكوفة وسماه النيل تيمناً بنيل مصر وبنى عنده قرية أسماها النيل، أما أرض الأرير فلا أدري ماذا يريد بها؟!!.

راجعتُ كل الكتب - وهي كثيرة - التي تكلمت على هذا القصر فلم أجد هذه الأرض! فهل لك أن تكون كولومبها (يريد كريستوفر كولمبس الرحّالة الإسباني الشهير مكتشف أميركا - ج. هـ).

إن نهر سنداد يُسمَّى الغدير، فهل أراد أن يكتبه فسبقه قلمه إلى الأرير؟.

المغاربة يطلقون الأزيز على إكليل الجبل Romarin، ولكن شتَّان بين مشرق ومغرب، ولا سيما إذا راعينا التاريخ الزماني، فهو يأبى هذا التخريج.

ليتني كنت أتمكن من امتطاء صهوة الطيارة لأضايقك بنفسي كما أزعجت بهذري، ولكن صدرك أوسع وعلمك مشاع وهو ملك لسائر الناطقين بالضاد، فأنت أنت الذي جنيت على نفسك، وأنت أنت الذي طالبتني عن يد الدجيلي (هو الأديب والسياسي العراقي الشيخ كاظم الدجيلي، كان من أصدقاء الأب أنستاس ماري الكرملي، توفي سنة 1970م) بالرد على كتابك لي، وأنت أنت الذي جعلت موردك عذباً، فاصبرْ على ما عوَّدتنا أو لا فأرشدنا إلى من نذهب، وحينئذٍ أرفع عليك الدعوى أمام سيدي وملاذي الألوسي، الذي أرجو أن تكون لدى مقامه العالي خير ترجمان معرب عما تكنّه له ثنايا صدري وحنايا قلبي من آيات الإجلال والإعجاب، وأن تقول له إنهم في العراق كمثلنا في مصر ينطبق عليهم وعلينا قول شاعرنا:

بي مثل ما بك يا صديقي فناجني

شكواكَ إنَّا في الغرام سَواءُ.

وقل له أن يُراجع قول سيده وسيدنا الوالد الجليل (هو العلَّامة أبو الثناء شهاب الدين محمود الألوسي صاحب «روح المعاني» في التفسير، توفي سنة 1854م - ج. هـ) في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً}، فإنه غرامنا في الوقت الحاضر.

والله يحسن لنا ولكم الحال، ويمنّ عليكم وعلينا بالفوز في المآل، ودم يا سيدي للعارف بفضلك، بل دم للعلم وأهله وخادمه.

أحمد زكي

20- هل وفّقت للعثور على شرح أو بيان وإشارة للسبع معادن في قولهم مرآة سبع معادن. (كأنَّ العلامة أحمد زكي باشا استدرك على نفسه هذا السؤال الأخير بعدما فرغ من كتابة الرسالة وتوقيعها باسمه - ج. هـ).

***

* الرسالة التاسعة

من الأب أنستاس الكرملي إلى أحمد زكي باشا

بغداد في تشرين الأول سنة 1922

إلى صاحب الفضل والنبل الأستاذ الأكبر أحمد زكي باشا المحترم.

سيدي الأستاذ الأكبر

لم أكن في بغداد في شهر أيلول لأجيبك عن رسالتك التي أنفذتها إليَّ في 10 من الشهر الماضي، وقد وجدتها فوق ما أستحقه من المديح، ولهذا لا جواب لي على ما لست أهلاً له.

1- المقاييس كالمكاييل في البلاد التي تنطق بالضاد، تختلف باختلاف كل بلدة وكل زمن، والمعروف اليوم في بغداد بالذراع القاسمي ذرعه 59 سنتمتراً، والذراع الملكي أو الشاهي هو عبارة عن 76سنتمتراً، والهاشمي هو عبارة عن 47 سنتيمتراً، فأن ترى أن الواحد غير الآخر، ولعلها كانت واحدة بأسماء مختلفة في ديار غير هذه الديار.

2- لا أعرف شيئاً عن «قُلَيلة الدر»، ولو كنت كتبت الكلمة الأولى بنوع واضح لعلي كنت اهتديت إليها، فهل هي «قليلة أو تليدة أو قلادة»؟ فأرجوك أن تحسن كتابة اللفظة التي تحب أن تقف على تحقيقها لكي لا أعود فأسألك عن صحَّة رسمها.

3- عن الساعات العربية أعرف ما عدا ما ذكرت من المؤلفين ما نقلته أنا في «المشرق»، ولا أتذكر في أي جزءٍ، وما جاء في «المشرق» أيضاً في 5: 164، وما جاء في «مختصر سير الملوك» لعبد الرحمن سنبط قنيتو الإربلي (هو الشيخ عبد الرحمن سنبط قنيتو الإربلي المتوفي سنة 717 هـ - ج. هـ) ص 212، وما ذكره على بن الحسن المعروف بابن الساعي في كتابه «تاريخ بني العباس».

4- لم ترد كلمة «طقيساء» في معاجم العرب، وقد نقلها صاحب «محيط المحيط» (معجم «محيط المحيط» للمعلم بطرس البستاني اللبناني المتوفى سنة 1883م) عن فريتاغ (هو المستشرق الألماني جورج وليم فريتاغ صاحب المعجم العربي اللاتيني، توفي سنة 1861 م)، وقد وردت بلغات مختلفة في «فاكهة الخلفاء» ص187 من طبعة الإفرنج (كتاب «فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء» لأحمد بن محمد الدمشقي المعروف بابن عرب شاه المتوفى سنة 854 هـ في مدينة دمشق، وقد طُبع كتابه هذا في مطبعة بولاق عام 1859م، وكذلك طبعه فريتاغ عام 1852 م - ج. هـ)، وكان لي كتاب خط يشرح فيه هذه الكلمة ويقول: «الطقيساء: وفيها لغات، الطقيس، والطقيش، والطقيشاء، وتبدل منهن الطاء بالدال ويقال: الطقيسة، والطقيشة - أيضاً -: محل حصين يبنيه الرجل في موطن من داره أو في موطن من المدينة ليدفع عنه الأعداء، ثم نقل إلى محل يبنيه الرجل أعلى بيته ليشرف منه على العدو أو ليرى منه القذائف عليه.

وعليه تكون هذه اللفظة يونانية الأصل من TetKhos بالمعنى المذكور.

5- ليس لي عن «الديماس أو الداموس» شيء جديد، وهي يونانية أيضاً، ومراجعتها باليونانية أمرٌ حسن.

6- يراد بـ«البرنية» اليوم في جوار الموصل وعند بعض نصارى بغداد urne en gres مهما كان شكلها فتقع على كل إناء vase وعلى Amphore.

7- عندنا «الشرافة» غير الشرفة، فالشرفة هو الشاهنشين المفتوح أو balcon، والشرافة هي merlon.

8- البغداديون لا يعرفون الشرابة إلا بالبسكولة أو العثكولة، وكنت قد بحثت سابقاً في إحدى المجلات أن الشرابة هي من الشرافة.

وتناوب الفاء والباء أمر معروف عند العرب، وذكرت أمثلة كالسفينة والسيبنة، الحضب والحضف، اليشب واليشف، اليصب واليصف، أصبهان وأصفهان، الضنبس والضنفس، المفافصة والمفابصة، ضنب الناقة وضفها، وعددت نحو 40 شاهداً.

9- الصفة تعني اليوم hangar لا غير، وربما سمّوا أيضاً بالصفة الإيوان Salon ouvert.

10- معنى «الراوق» عندنا اليوم: جماعة من البيوت يشقُّها طريق واحد ضيّق يغلق طرفاه ببابَين يفتحان عند شروق الشمس ويغلقان عند غروبها، وكل باب في طرف من الطريق المذكور.

وكان عندنا ثلاثة أروقة قبل نحو عشر سنوات، وأما اليوم فقد أدخلت بالمحلات فليس لها ذكر، وفي سابق العهد كان الرواق عبارة Cloitre، وفي خانات العراق ما يُسمَّى بالأروقة أيضاً وهي عبارة عن Galeries.

11- أنواع الرخام المعروفة اليوم عندنا هي المرمر والحلان وهو Marbre-Gres والهيصمي تُصنع منه الأواني وهو Albatre، وقد ذكره الهمداني في «صفة جزيرة العرب» ص 202، والستوق - بسين مهملة مفتوحة وتاء مشدّدة مضمومة وواو ساكنة وقاف في الآخر - وهي Stuc وهذه الإفرنجية من العربية والعربية من الفارسية «سه تو» بمعناها.

12- البطائن: ثياب «أقمشة» تغش بها السقوف، وتكون هذه الثياب ثمينة يدخل فيها الجواهر على أنواعها، وقد تكون ثخينة فتغش بالأصباغ ويصوّر عليها أنواع المناظر، وقد تبدل الثياب بتختات Planches فتصبغ وتلوّن ويصوّر عليها تصاوير مختلفة.

فانتقل الاسم - أي البطائن - من الثياب إلى الألواح من الخشب.

والمداهن: هي نوع من النقوش تتخذ من قطع الخشب تكون بأشكال المداهن، ثم نقلت إلى معنى التصاوير المقطعة كل صورة منها لا تتجاوز المدهن.

أو بعبارة أخرى. المداهن تصاوير صغيرة بجحم المدهن ويدخل في أصباغها الدهن (دهن الكتان مثلاً وغيره) لإثبات الألوان على ألواح السقوف، ثم أطلقوها على جميع التصاوير المعروفة باسم peinture a L.huile.

13- والمقالي: ألواح عراض يزين بها السقف وتمكن بواسطة خشبات مقطوعة قطعاً أنثوياً mortaise وهي المرتزة أيضاً.

والألواح مقطوعة قطعاً ذكراً Tenon، والسقف البسط Toit simple والسقف المدهون Toit en peinture، وسقف شامي T.Damasquine، والمقالي من اليونانية Meghale أي اللوحة الطويلة العريضة، وهذه الألفاظ كانت معروفة في العراق، وأما اليوم فلا يكاد أحد يعرفها لولا أني كنت قيدتها قبل نحو أربعين سنة.

14- الساق التي تعلو القبَّة تُسمَّى عندنا بالرمح، ويُسمَّى الهلال بالقمر، والكرة بالرمانة، وإذا كانت صغيرة سمّوها تفاحة، ويُعرف الهلال المجنح باسم «الطير» أو «الديك» عند العوام، وبالهلال المتهدّل عند الغير.

15- الحاكورة غير معروفة عندنا بمعنى من المعاني، اللهم إلا أن تكون من الحاقورة تشبيهاً لها، والحاقورة: السماء الرابعة، كما سُمِّيت السماء بالجنة والفردوس والبستان.

16- القصعة ومرادفها الصحن: تأتيان بمعنى ما ينصب فيه ماء الفوارة، والفوارة تُسمَّى عندنا بالشاذروان ويقال الشذروان، أما الفسقية فغير معروفة، وقد يقول بعضهم «الفوارة».

17- مار: كلمة سريانية - أي إرمية - يُراد بها القديس أي Saint فالشاهد هو Patron، ومار فلان أي القديس فلان، والكلمة معروفة مبتذلة عندنا.

18- الفصوص عندنا mosaique ومفصص en mosaique ولا يذكرون لها مفرداً، ولا يعرف الفسيفساء أو الفسفس إلا الأدباء فقط.

19- عندنا الوزرة: ما يكون أسفل الحائط، والأزار: ما كان تحت السقف كما هو الأمر عندكم.

20- الإنبذارية ويقال لها بندارية: خزانة تكون في عرض الحائط أو تتخذ من الرخام وتدخل في عرض الحائط وتكون بخمس طبقات تعلو الواحدة عن الأخرى قيد شبر أقل أو أكثر، والكلمة يونانية من pendorofos أي ذات خمس طبقات.

وإن كانت هذه الخزانة من خشب تُسمَّى كانطور وتلفظ gantor، وإن كانت هذه الطبقات من خشب والبناء من طين قيل له «كندوج»، وإن كانت الخزانة صغيرة ويختلف عدد طبقاتها قيل لها «سهوة».

ولقد أصبت كل الإصابة عند تخطئتك هابشت (هو المستشرق الألماني ميكسيمليانوس هابشت، ولد عام 1775م، وضع معجماً للألفاظ العربية وهو أول من طبع كتاب «ألف ليلة وليلة» في أوروبا عام 1825م، توفي سنة 1839م - ج. هـ) ودوزي (هو المستشرق الشهير صاحب المعجم المعروف بـ«تكملة المعاجم العربية»، توفي سنة 1884م - ج. هـ).

21- البساتل: تُسمَّى البساكل، ومفردها عندنا بنسكل أو بنسكل (أي كزبرج وقنفذ)، وأغلبهم يقول بسكول وبسكولة وهي نقوش الإفريز Deeor de Frise ومحال أن تكون من listel، وأما نقل بسكل إلى بستل فهو من لغات العرب، فكانت عقيل تجعل التاء كافاً في بعض الألفاظ، كمحكد في محتد، الإفك والإفت، عفك الكلام وعفته، العكر والعقر بمعنى الأصل، حكه وحته. (وراجع خزانة الأدب في هامش 4:591، والمشرق 1:791)، وكانت كلاب تقول الألفاظ المذكورة بالتاء وأما Abaque فإن رزات العرب Architectes سمتها «آبش» و«آحبش»، وعرفت Fris باسم إفريز، إلى غيرها من الألفاظ المعروفة في الريازة، وأما listel فهي الخوصة ويُسمِّيها آخرون «المنطقة» وliston هي «الخويصة».

22- أرض الأرير تُقرأ «أرض الأزيز» وتُعرف بهذا الاسم إلى يومنا هذا، فقد ذهبتُ إلى نهر النيل واسمه معروف إلى يومنا هذا، وإن كان قد طم في أغلب مواطنه، فسألت عن أرض تلك الناحية فقيل لي هي أرض الأزيز وذلك في سنة 1898، وسألت آخر من العرب فقال اسمها «أرض الأربد»، فتعجَّبتُ من هذا الاختلاف!! وكان ذهابي إلى تلك الأرجاء في تموز، فسألت الأول: ولماذا سُمِّيت الأزيز؟؛ فقال: لأنها تئزُّ من شدَّة حرارتها. والأمر كذلك.

وسألت الثاني وكان ذلك بعد ساعتين في موطن يقرب من منتصف مجرى النيل: لماذا سُمِّي أرض الأربد؟، فقال: لأن الأربد يكثر فيها في أيار وحزيران وتموز وآب وأيلول. فقلت: وما تريد بالأربد؟، فقال: وكيف تسألني هذا السؤال وأنت بغدادي؟!!

وأبناء الزوراء يُسمُّون الأربد العربد والعِزبد والعَربد والعَربيد، وهو نوع من الحيَّات.

فتعجَّبت من اختلاف الرواية بين أعرابيَّين مع مقاربة رسم الكتابة!!، فكأن الواحد قرأها «الأزيز» والآخر قرأها «الأربد»، وكأن الرواية الحقيقة هي «الأزيز»، والذي رواها «الأربد» سمعها من أديب رآها في كتاب غير منقَّطة ومكتوبة كتابة غير مقروءة على راويها فقرأها «الأربد»، على أن الذي قال «الأزيز» هم أربعة رجال سألتهم عن اسم تلك الأرض، وأما «الأربد» فلم يذكرها إلا واحد، وجميع هؤلاء الرجال أعراب أمّيون لا يعرفون شيئاً من آداب العرب.

23- مرآة السبع المعادن على ما كنت قد طالعته قبل الحرب في كتاب من الكيمياء بدون اسم المؤلف، والمؤلَّف: مرآة يتخذ مقدمها من جزء من ذهب، وجزءين من حديد، و3 أجزاء من رصاص، و4 أجزاء من نحاس أصفر، و5 أجزاء من قلعين، و6 أجزاء من زئبق، وتلبس غشاء من الفضة تركيبه 7 أجزاء تُفرك بقطعة من ثوب صوف كل مرة أريد النظر فيها، هذا ما كنت قد دوَّنته في معجمي، ولا أعرف منزلة ذلك الكتاب من الصحة والإتقان، وإنما قيَّدتها في مؤلفي لغرابة الرواية وغرابة الاسم معاً.

هذا ما أمكنني الإجابة عنه من الأسئلة، وعلمه فوق كلّ ذي علم.

وأنا الخادم الحقير

الأب أنستاس الكرملي

***

* الرسالة العاشرة

من أحمد زكي باشا إلى الأب أنستاس الكرملي

القاهرة في 20 نوفمبر سنة 1922

سيدي الأستاذ المفضال الأب أنستاس الكرملي

وصلتني نميقتك وقد سبقها كتاباك المشحونان بمكنون علمك أَمَدَّ الله في حياتك، وأكثر من أمثالك.

أما المعجم الفرنسي الذي تقول يا سيدي إنك رأيته في خزانتي؛ فوالله ما أدري ما هو؟!! ولقد بحثت كثيراً وسأوالي البحث ولا سيما أننا الآن مشتغلون بعمل الجرد، فمتى وفَّقني الله للعثور عليه بادرتُ بتعريفك، ولقد شغلت بالي به كثيراً، فأنا أبحث عنه جدّ البحث لك ولي.

وإني أسأله - تعالى - أن يُوفِّقك لخدمة اللغة العربية بما انفردتَ به مما جعلك علمها المفرد ورايتها المنشورة ومنارها في المشرق والمغرب.

ولعلك تتفضَّل بتقديم أخلص تحياتي إلى سيدي السيد الألوسي - نفع الله به الشرق والإسلام -.

والسلام.

أحمد زكي


* «الغاوون»، العدد 56، 1 آب 2013

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى