نوادر إبراهيم عبدالله - رحلة اسمي والغرباء

عندما أمد يدي لمصافحة الغرباء
أتوقف سنينًا أتفحص خطوطهم الشائكة
أَشْتم عطر الغياب الأخير
وصفعة الغدر الدامية

أحاول أن أسترجع يدي قبل أن تتلطخ بجراحهم
أصنع سدًا منيعًا بيني وبين الجاذبية

ترمقني بصيرة القدر بحنكة
بينما قدرتي على التخفي تلعب دورها
أبدو مثل الهواء
والذبذبات الهاربة

أحاكي رحلة النُطف الأولى
أنزع من دماثة الدم
الكرات البيضاء

أصطبغ بإنزيم يحفز سرعتي المترددة
كأنني دخان حُبس بصدرِ ميتٍ كانت أمنيته الأخيرة سيجارة

كأنني ممحاة بيد طفلٍ عاث سوادًا في غرفته البيضاء


عندما أحاول مصافحة الغرباء
أذكر وصايا جدتي العشر
وأنسى وجه جدي وهو يزجرني عن الإنصات لها

أدور حول هالتي المشؤومة
أبحث عن نقطة البداية

أحمل سقف غرفتي
هاربة إلى النهاية المجهولة

أحمل أحزان الجدران
أفضح نوايا الطلاء المتشقق

أُفتتْ اسمى الذي يثقلني
وأكتفي بالنون وحدها

أتكرم بأجزائي التي لن تتوحد
واو
ألف
دال
راء
بلا جدوى أجدني غارقة في الأبجدية

أطمع في السكون والوصل

أنحت طرقات كفي بالنواجذ

أرسم بيتًا محاذيًا للإبهام
وبستانًا عند الخنصر
بينما الجرداء تحتضن الوسطى
على ومضِ عشمٍ بعيد
أن يتمدد البيت
وتتمرد أزهار البستان
لتنتهي رحلة التصحر
ينتهي خوفي من مصافحة الغرباء
أمد روحي
قبل يدي
تعانق خطوطي خشونتهم
يتفتح الورد
ويزهو الندى
بين غصن العطش
ولفح الحر

أمد يدي
دون خوفي من الفراق
دون أن يصرخ نبضي: والهفتاه!.




#نوادر_إبراهيم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى