نوادر إبراهيم عبدالله - ريشة وأدرينالين

أنقذتني الريشة
عندما رسمتني على جدرانٍ شفافة
أنقذتني مرة ثانية عندما نفضت عني غشاوة الرماد
أنقذني الفن كثيرًا وما زال
يعطف بي زحمة الكسر
يكتبني قصيدة طويلة لامعة
يوزعني على نوتات القلب
يودعني سريرة الأشياء الغريبة
لتنقذني الغرابة
تسمع اسمي فينتمي إليها
تشهد حظي ليشبه طالع حروفها
تتغنى بأَنَّاتِي فتذكر ليالِ دمعها
فينقذني الدمع
أوهبه الملح والخدود الناعمة
أحبسه بمقلِ الاحتمال
ألعقه بشفاهِ التذمر
أشتم فرمونات الحياة
تُصيح أعصابي
أدرينالين
أدرينالين
أدرينالين
لين بلا عطش إلى التنفس
بلا رغبة في فض الكتمان
بلا تذوق لحواس الحياة
وهكذا تصيبني التأتأة
أتوقف عن التخمين
وأستوقف ذكائي
لأكتشف سذاجة القدر
وسذاجتي عند التعلق بريشة
ريشة تنقذني
تعيد خيوطي الأولى
تستأصل مني تراكم الحنين
ليفيض حدسي بالسؤال والنجوى
فتأسرني أحاديث الهمس
والمعتقلات
أعود إلى بيتي
أمسك الريشة
أعدو نحو الحائط الناصع
أحترف غمس الخطيئة بالنقاء
وأستمر في دهس الحائط بريشتي
وأبكي
تنتح مسامي بغزارة
تفرز ألوان الغرابة
لا أعرفني
ولا أجد الريشة
يصرخ قلبي
يُدمي
ويتوقف
بلا نداء

#نوادر_إبراهيم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى