بهاء المري - قارئة الكَف

قالت والوَجدُ بعينيها
لأقرَأ لكَ الكف سيدي
فأنا عليه أقدِر
سأحكى لكَ عنكَ
بعضُ ما يَخفَى عليكَ
وبعضُ ما يَظهر
ولسوفَ تجد فيما أتلو حقيقة
ولسوف تُبهَر
مَدَدتُ لها يدي
فألقَت إلىَّ بلحظها
ورفعَت حاجبيها
وأرخت سُدُولَ رُموشها
وهمَسَتْ تقول
وكأنَّها تَعرف المُقدَّر :
كثيراتٌ هُنَّ مَن حَولَكَ
ولكنها تُحبُكَ أكثر
ترَى في عينيكَ دُنياها
تَرى نهر حُبكَ كوثر
ما أن تراكَ
تسمَعُكَ
تذْكُركَ
إلا وبكَ تَفخر
تَهيمُ فيكَ فتغفو
فكأنَّ طيفكَ يُسْكِر
قلَبْتَ مَوازين حياتها
جعَلْتها تَتحيَّر
تَرنُو منكَ
وأنتَ لا تَشعر
فتزدادُ عشقًا
وتدنو أكثر
ترتادُ كل مَحافلكَ عِشقًا
ويَرقصُ قلبها حين تَخطُر
كادَ صبرها أن يَنفدَ
فلم تَعُد على الصبر تَقدر
أرسَلَت إليكَ جميع رسائلها
ألم من عَينيها تلحَظ؟!
أتعبها السُّهادُ
فلا هي تنامُ
ولا هي تَسهر
ثم أمسَكَتْ عن الكلام
ونَحَّت كفِّى جانبًا
وهي في عَينيَّ تَنظر
ثم قالت: سيدي
إنَّ ما قرأتُ عليكَ
ليس كفًا
وإنما هو واقعي
وما قَصَدتُ تلك الغائبة
وإنما هي أنا !!


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى