رعد السيفي - سلمان منّا...

سلمان داود محمد...
ستهيئُ لكَ الملائكةُ
مِحَفَّةً من النّجوم ؛
لتدلفَ ببطءٍ إلى روضةِ العطرِ
كي تتنفّسَ وردتَها
ساخراً من هواءٍ أسودْ
لوّثَ رئتيكَ
بدخانِ الحروبِ،وغبارِ الفقداناتِ،
وحرائقِ الذّكرى الّتي لن تكفَّ عن الحضور
كي تقيسَ على اختناقِكَ نَسيجَ الكَفَن° !

قدمُكَ الّتي
نَسِيْتها ذاتَ حربٍ هناك..
ستهتدي إليكَ..
بأزهارِها المقطوعةِ،
وهي تطلعُ
من حقولِ الجثثِ الفائضةِ
عن العدِّ !!
بعدَ أنْ تاهتْ عنكَ عددَ سنواتِكَ الّتي
رسمتْ علامتكَ الفارقةْ.

كَمْ تحسَّسْتَ عويلَ الصّبابةِ..
ماضياً في أثرِ الأمسِ
مُنتظراً رفرفةَ المسرّاتِ
في انكسارِ الأملْ ؟
لتذوي سنواتُكَ
على أرصفةِ الكبواتِ ،
وفي بيوتِ المتاهةِ...
وأنتَ تتذكّرُ ارتجافةَ الشِّفاهِ
في مزاميرِ الشّحوبْ
مُمْسِكاً بجمرةِ التساؤلِ ؛
حتّى انكسرت َ،
وسالَ خريفُكَ...!!
فَلَمْ يَعُدْ في رئتيكَ ما يكفي من الهواءِ
لتُلملمَ الزّقزقاتِ ؛
كي تؤثّثَ بها
أقفاصَ أحلامِكَ المهجورةَ..
حتّى لا تُصابَ بالوحشةِ. !

ومعَ ذلكَ كلِّهْ...
لنْ تكفَّ عن الجري
في دروبِ الدّهشةِ
بلهاثٍ أعزلْ
هاشَّاً على الأسى
بوردِ الخيبةِ
مؤجِّجاً حقولَ رمادِكَ
كذراري الرّياحِ
في إثرِ أحلامِكَ
تحتَ نهارٍ
مُرقّطٍ بالشّظايا ،
وصهيلِ النّاسفاتْ
حتّى اسودَّ من الحزنِ اكتمالُكَ
قبلَ الأوان° !


إنّ رهافةَ روحِكَ،
وهي تتوسَّلُ "هلَّ التذكُّرِ " !
تذوقتْ مرارةَ الكؤوس ْ،
وأنّ خُطاكَ المُطوّقةَ
قدْ أمعنتْ في الّلهفةِ،
وهي تلاحقُ حطامَ أحلامِكَ المخرّبةْ
بعدَ أنْ هطلَ النّسيانُ
على الدّروبِ المؤديةِ
إليكَ...
لمْ تُبقِ لكَ سنواتُ الجمرِ
غيرَ هذا الرّمادِ المُفتَّتِ
في غربةِ الحروفِ ،
وذاكرةِ النّدمِ ،
وأنتَ تُنْصِتُ لموسيقاكَ المطعونةِ
حتّى النّهايةِ.
فَرُحْتَ تطحنُ أيّامَكَ برحى المواجعِ،
وبلا سأمٍ
تُلقي أزاهيرَكَ في حرائقِ الخسران؛
لتنسلَّ من محفلِ الجفاءِ
ماسحاً عن رئتيكَ
غيومَ العلّةِ
مُلوّحاً للنّهارِ الأخيرِ
بالنّعاسْ !!
وأنتَ تجمعُ أوقاتكَ المؤجّلةَ ،
وتمضي...

هيوستن. 30 ـ8 ـ 2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى