- ثلاث رسائل بين الشاعر عبد العزيز أمزيان و محمود الريماوي

* رسالة من الشاعر عبد العزيز أمزيان الى محمود الريماوي

أخي العزيز محمود الريماوي
كان لرسالتك وقع شديد على نفسي وأعتقد أني مهما حاولت أن أبرز هذا الأثر الذي أخذ ينطبع في نسيج وجودي منذ أن التقيتك أول مرة ﺇلى الآن فلن أستطيع أن أوفيه حقه في كلمات ذلك لأنه قوي عميق وراسخ . أفخر كثيرا أني كسبت صداقتك التي أثرت حياتي بزخم عاطفي، وأغنت ذاتي برؤى متنوعة أخذت تتبلور في مساحة الروح والقلب والعقل مع كل ومض يبعثه أناك، في لحظة من لحظات التجلي والتماهي..

لكم أتمنى أن تزور البيضاء مرات. سأكون جد سعيد أن تأتي ﺇلى هنا، وتلقي بظلالك الوارفة على المدينة، التي أضحت تحبك وتأنس بقربك وتنعم بأنفاسك الزكية. أذكر أنك في لحظات صفاء الذهن قلت لي أن سرا دفينا يربطك بهذه المدينة الفاتنة التي تغويك بكل ما فيها من شساعة ورحابة ومنافذ..

بدوري أهنأ وأنعم بصداقتك التي أجد فيها كل معاني السمو والرفعة.

ترددت كثيرا قبل أن أبعث لك بالرسالة ( رسالة قصيرة الى الكاتب محمود الريماوي) لتنشرها في مجلة قاب قوسين.بسبب ماذكرته لي. لكن في النهاية بعثتها لأترك الأمر بين يديك. وها أنت تفاجئني بموقفك النبيل،وتدهشني بتواضعك العالي..

بصدر رحب أتقبل عمق المحبة، وعطر سقف المسافات الذي لم يقف في وجهه أي حاجز اذ ها هو يتغلغل في الروح ويسكنه.

دم جميلا .محبتي الابدية.

أمزيان

===============

* رسالة من محمود الريماوي الى الشاعر عبد العزيز أمزيان

اخي الحبيب عبدالعزيز

يرحل الفرد في هذه الحياة من محطة زمانية الى اخرى، ومن محطة مكانية الى أخرى لاحقة والععمر يمضي سريعا، فلا يبقى سوى ما ينجزه المرء، وما يفوز به من صداقات حميمة. بفضلك لم أشعر في كازا بأية غربة، وأرجو أن تكون هناك مرات لاحقة كي اهنأ مجدداً بزيارة مدينتكم الأليفة، متمتعاً بصداقة اخي عبدالعزيز وكرمه في منح وقت لي يقتطعه من مشاغله الوفيرة.
أود أن اشكرك من قلبي على الرسالة ــ النص الذي تلطفت بكتابته وإرساله، وكان يسعدني نشره في "قاب قوسين" لو كان متعلقاً بشخص آخر غير شخصي الضعيف. أما وإني مشمول به، فإني أجد بعض الحرج في نشر نص يتعلق بي شخصيا، حتى اني قلما أنشر أخباراً أدبية تتعلق بي في "قاب قوسين". أتمنى على أخي عبدالعزيز إن كان يود نشر هذه الرسالة/ النص ان يفعل ذلك في أي موقع ثقافي مغربي، اذ سيكون وقع نشره هناك مختلفا عن وقع نشره في "قاب قوسين" التي أشرف عليها. أطمع في رحابة صدركم، مع قبلات المحبة.

محمود

* رسالة من الشاعر عبد العزيز أمزيان الى الكاتب محمود الريماوي

أخي الفاضل محمود الريماوي:
يطيب لي أن أكتب لك اليوم، بعد أن غادرت مدينة البيضاء أمس، السبت 23 فبراير 2013، عائدا الى مدينة عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية ،مكان اقامتك، تاركا بعض نبضك، هنا، الذي سيظل يهتف باسمك، ويرنو الى روحك، كلما تفتق المساء، وسرى في المحيط دمك القاني. لم ألتق بك كثيرا، خمس مرات متفرقة على مدار الأسبوع .كانت المرة الأولى يوم السبت،والثانية يوم الأحد، والثالثة يوم الثلاثاء وا...لرابعة يوم الأربعاء والخامسة والأخيرة يوم الجمعة. أحفظ هذه اللقاءات عن ظهر قلب بكل ألقها وسحرها،انها أشيه ما تكون بمرايا صقيلة، يشع منها النور، وينبعث من أرجائها خيوط ذهبية، متشابكة في الزمن، ومتماهية مع الروح ، تأخذني بعيدا هناك ، في الدروب والمنعطفات، تحفر في نفسي نوافذ للسفر الجميل، وأشرعة للغوص في المدى الرحب الواسع. لكم استمتعت بلقائك! ولكم نعمت ببوحك العذب! ولكم انتفعت بحكيك الآسر!

دم جميلا أخي محمود، وستظل هذه الذكريات بيني وبينك راسخة في الروح ما حييت، وسيظل أثر رواياتك العميقة تحفر في ذاكرة القراء، وتسكب الجمال والروعة والدهشة في نفوسهم ما عاشوا .

تقديري عاليا مع عميق المحبة .

====

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى