أ. د. محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور.. هيكل باشا!!

- لؤلؤ منثور

1- اللؤلؤة : هيكل باشا !!
" في سياق استعادة بعض قراءاتي القديمة، التقيت بالدكتور محمد حسين هيكل (باشا) – رحمه الله – مرتين في كتاب " أوراق العمر " للدكتور لويس عوض ، فتأكد لي أن رائحة الوردة – مهما تطاول الزمن – لا تفارقها !! " .

2- المحــارة :
- في الفصل التاسع من مذكرات لويس عوض "أوراق العمر" ، وهو بعنوان (سنوات التكوين)، ورد ذكر هيكل باشا مرتين ، حين أشار إلى أن وزارة المعارف كانت توزع عليهم – في المرحلة الثانوية – كتاب: أميل (لروسو) وكتاب: قادة الفكر (لطه حسين)، ويذكر أن هذا كان بتأثير هيكل (أحد أقطاب الأحرار الدستوريين) [ ص263] .
- ويذكر هيكل باشا مرة أخرى بمناسبة أن الدكتور لويس عوض – في المرحلة الثانوية - كان يحرر - مع بعض رفاقه - مجلة حائط ، ويقول : إننا كنا نكتب للقارئ المصري عامة " حتى الأخبار الأدبية والفنية كانت عبارة عن ترديد لما نقرؤه في "السياسة الأسبوعية" [ ص270] .
- لهيكل في قلبي وعقلي مكان خاص لا ينافس ، تلقيته سماعاً وعاطفةً عن أبي ، فقد كان هيكل باشا نائب دائرتنا في البرلمان ،وكانت الدائرة تدعى باسم قرية الباشا (كفر غنام) تقديراً له ، مع إن قريتنا (تمي الأمديد) كانت أكبر وأكثر شهرة !!
- وكنا بالطبع أحراراً دستوريين – على ملة آبائنا – ننتخب هيكل باشا .
- وقد مثل الدائرة غير مرة ، إلى أن خلفه جيل آخر من الأحرار الدستوريين كذلك ، الذين انتصروا مرة ، وانهزموا أخرى أمام مرشح الوفد [ 3 يناير 1950] وهو آخر عملية انتخاب برلماني في العصر الملكي، ونجح إسماعيل رمزي باشا (مرشح الوفد)، وسقط توفيق خليل !!
- مقام هيكل يأتي عبر تداعيات صورة الأب ، التي يتملكني حنين بلا انقطاع إلى لقائه ، وقد فارقني منذ ستين عاماً (سبتمبر 1963) ، ولهذا التوق المتحفز دلالاته الرمزية ، وكل آت قريب ..
- ذكر لي أبي أنه لقي هيكل باشا ولطفي السيد باشا في مكتب لطفي السيد بالقاهرة، وأن فيلسوف الجيل (عزم) على كل أعيان القرية المتحلقين في مكتبه بسجائره ، فكلهم شكره وامتنع ، إلا أبي فقد اخذ السيجارة فأخرج الباشا ولاعته وأشعلها لأبي، الذي تعرض لعتاب من بقية مرافقيه ، ولكن كان له رأي آخر في معنى تقبل المجاملة .
- ذهب هذا الجيل الجليل النبيل بكل رموز كفاحه الطيب ، ودروس حياته المستفادة ، التي أرمقها بحب ، وأقول : إلى اللقاء ..
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب " أوراق العمر " – للدكتور لويس عوض - مكتبة مدبولي – 1989 – ص 263 ، 270 .





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى