عبد المنعم عامر - في السجنِ قد تموتُ صباحاً

في السجنِ قد تموتُ صباحاً
فملكُ الموتِ في عجلةٍ من أمره
ولن ينتظرَ كعاشقٍ قدوم الليل ليختلي بك !
في السجن كل إحتمالات الموتِ واردة
حتى الموتُ بالإنسان
في الزنزانة ، النافذةُ تمثّل الحرية
الحرية العظيمة التي تدخلُ من شبرٍ في الجدار
الشمسُ مزاجية الزيارة
نبيذُ السجناء في فسحة الوقت
أراقبهم وهم يسكَرون بالضوء
في الممّر ، العيونُ تحتضن بعضها
القلوب تراقب وتتفقد مسافة الأمان
الأجساد تتعلّم وراءَ الأبواب الموصدة لغةَ الشّك
يصبحُ للجلدِ ذاكرة
وللذاكرة خفّةِ الغزالة إذا أمتدت يدٌ ما
النساء في السجنِ خيال أو شفرة حلاقة
في السجنِ قد تموتُ صباحاً
لا تترك شفرةً في يد عاشقٍ
قد يخلو بصوتِ حبيبته
ويقطعُ شريانهُ التاجي
لا لإجل أن ينتحر ...
إنه يريد إكمال خياله؛
فالموتى حَالمون أبديون
في السجن ستنسى تفاصيل وجهك
فالمرايا تذكركَ بالحياة التي ألفتها
قد لا تلتقي بوجهك لسنوات
أو قد تصادفهُ وتمضي كأنه لا يعنيك!
/
عبد المنعم عامر