- رسالة من د . عبدالهادي التازي الى ذ. محمد العربي المساري

تحية تقدير وود
وبعد، فقد أسعدتني بتأليفك (محمدالخامس من سلطان إلى ملك) وفوجئت فعلا بأنني وجدت نفسي أمام وثيقة حية لم أكن أعلم عن أسرارها ولا رموزها... كنت أتمنى لو اطلعت عليها قبل أن أكتب عن «موسوعتي حول التاريخ الدبلوماسي للمغرب» وبالذات عن ملحمة (ال 44 سنة) التي تناولت الحديث عنها في المجلد العاشر (ص 191 ـ 227).
لقد تناولت في تأليفك عناوين كنت الفريد الذي ابتكرها ومن كان يعرف عن «البتريبلوخ» الذي دخل على الخط لولا الوقوف على صفحاتك؟! لقد أنصفت دور طنجة وتطوان، وكشفت بصدق عما جرى في إيكس ليبان، (الرحمن علم القرآن)!!
لم يكن كتابك كتاب سرد وتزجية وقت، ولكنه مصدر جيد من مصادر النضال الوطني الذي لا أثر فيه للمزايدة ولا محل فيه لغير المصارحة والمواطنة الشريفة.
لقد تتبعت فصول التأليف لأن حياتي كانت متربطة بأحداثه، وكنت أرجع إليه حول ما كتبته في طفولتي عن «البصائر» وعن الجنرال نوكيس ومدام نوكيس كذلك، وشدتني بعض الصور الفريدة والقصاصات الصحفية النادرة التي اخترتها لتأثيث معلوماتك..
ولفت نظري جدا استحضارك للجناح المغربي بالمعرض الدولي بباريز 15 يوليه 1937 الذي كان القصد من دعوة السلطات إليه ذر الرماد في العيون تمهيدا لنفي الزعيم علال الفاسي يوم 25 أكتوبر من نفس العام!!
حديثك عن دور إسبانيا في تلك الفترة من النضال الوطني كان حديثا ضروريا للذين يريدون أن يعرفوا عن حقائق الحركة الوطنية التي أدت الى عودة الملك محمد الخامس...
كان تأليفك ترميما جيدا للشروخ التي كنا نشعر بها ونحن نقرأ ما كتب عن التاريخ الوطني ولذلك فإني أنصح كل الذين لهم صلة بتاريخ الحركة الوطنية بالمغرب أن يعودوا إليه إذا أرادوا أن يحرروا للأجيال تاريخا نظيفا كاملا سليما من الترهات.
ولو أنني أعرف أن سنك قد لا يسمح لك بتتبع أحداث الخمسين لكني أستنجد بك حول معلومة ظلت الى الآن تلاحقني..
لقد ورد في تقرير رفعه الجنرال جوان المقيم العام الفرنسي، بتاريخ 16 شتنبر 1950 والزعيم علال الفاسي يتابع نشاطه الوطني بطنجة، رفعه الى روبير شومان وزير خارجية فرنسا، يشير التقرير الى البرقية رقم 610 بتاريخ 12 شتنبر حول مذكرة لحزب الاستقلال رفعها اثنان من أعضائه الى السلطان محمد بن يوسف والى الدوائر القنصلية بالمغرب (نسخة طيه من رسالة الجنرال جوان).
ستسدي إلي جميلا سأضفيه إلى أنواع الجميل الذي أسديته لي بمعلوماتك وأنت سفير «بالبرازيل وأنت في غير البرازيل...
واذا سمحت لي أن ألفت نظر زملائنا من الذين يشرفون على جائزة المغرب، ألفت نظرهم الى هذا الكتاب لأني أرى فيه ما يفيد ليس فقط عامتنا بل وخاصتنا كذلك ممن كانوا بعيدين عن منطقة الشمال التي كانت، وقتها تتوفر على حرية أوسع وعلى فضاء خاص أرحب.
وختاما فإني على اليقين كل اليقين أن التأليف سيكون مرجعا للذين يتهيأون من الآن للاحتفاء بمائوية الملك محمد الخامس ومائوية من ساروا على دربه من الرجال الأحرار.
وتقبلوا فائق التحية من أخيك المخلص

عبدالهادي التازي

.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى