- رسالة د. مالك المطلبي الى شوقي يوسف بهنام

شوقي يوسف بهنام:
في رسالة خطية بعث بها الاستاذ الدكتور مالك المطلبي استاذ النقد الادبي في كلية الاداب / جامعة بغداد الى الناقد والاكاديمي شوقي يوسف بهنام يعبر من خلالها عن اطرائه واعجابه بالاعمال النقدية للناقد والاكاديمي شوقي يوسف بهنام خصوصا عن الشاعر الكبير ادونيس وفي يلي نص الرسالة :

حضرة الأستاذ الفاضل شوقي يوسف بهنام المحترم
تحية طيبة أزفها لم من أعماق قلبي راجيا أن تكون في أتم الصحة والعافية متمنيا لك دوام الموفقية والنجاح في طريق خدمة المثقفين والثقافة .

لقد قرأت مقالاتك في موقع الندوة العربية للشعر الذي يشرف عليه الشاعر المبدع سيد جودة وخاصة المقالات النقدية الخاصة بالشاعر الكبير ادونيس ، حيث أن قلة من النقاد يستطيعون سبر غور المكامن العميقة لقصيدة ادونيس ، لكنك والحق يقال تمسك بتلابيب النص وتغوص إلى عمق مشكلات ادونيس النفسية دون تردد أو خوف وتستجوب الشاعر بأسلوب بارع قل نظيره عند النقاد والمحدثين إلى النهاية وتعرض النص للمسائلة بمهنية عالية ومنهجية دقيقة كأنك تقرأ الحالة الشعورية واللاشعورية للشاعر وتنغمس لا شعوريا في حالة القصيدة وتقتفي تجربتها وتتعقب ظلالها وتنقل إلى السطح ما يعتمر في ذلك البركان الخفي من ( التوهج والإحباط والانكسار والتطلع والأمل والخوف من المجهول والحزن ولحظات السعادة المبهجة والحب المفرط والكره المفرط ) مطبقا النظريات النفسانية وعلى خطى النقاد اللامعين ، بالاتجاهات الثلاثة : علاقة النص بالناص ممثل بالعلاقة بين المريض والحلم وفي هذا تتحول من ناقد إلى محلل والاتجاه الثاني العلاقة اللاواعية بين الشاعر والمتلقي ، والاتجاه الثالث ، العملية الشعرية وعلاقتها بعملية الخلق بحضورك احتفاله الأبدي المنبعث من الجوانب الخفية في أعماق النفس البشرية .
قليلون أولئك الذين يتجرأ ون بتناول هكذا نصوص صعبة بمفردة نقدية ثرية تقابل ثراء المفردة الشعرية وتتحسس معاناة الشاعر وعذاباته وتحدياته مهيمنا على النص هيمن كاملة ، متحصنا بمدارس ومصطلحات ومفاهيم أكثر واقعية وأغزر علمية من تلك المدارس النقدية الأكثر عمومية وضبابية المتراكمة هذه الأيام في الساحة الأدبية والتي تعمل على تسطيح المقال النقدي نتيجة قصورها العلمي وعدم واقعيتها .
أخي العزيز .........
أرسل أليك نصا جديدا للشاعر ادونيس منشور في مجلة ( دير شبيكل ) الواسعة الانتشار ف ألمانيا مترجما إلى الألمانية وقد حصلت على النص العربي من زميلي الدكتور جابر عصفور ، وقد قرأته عدة مرات لكني لم اصل إلى كل مغاليقه ، فأرجو منك كتابة مقال عنه ، ربما يكون مفتاحا لي لفك بعض رموزه التي استعصت على وأرسله مع حامل هذه الرسالة حيث سأرفقه مع المقال الذي سوف اكتبه وارسلهما إلى المجلة المذكورة بعد ترجمتها وسأكون لك شاكرا .

اخوك
د. مالك المطلبي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى