لا أجيدُ الحديثَ، لهذا، وكلت قلمي ينوبُ عنّي في الكلام.
وأنا عاشقُ منذُ القِدم، لعينيها للفتاتِها، للحلم الموصول بلقائِها،
كل ما أعرفه عنها عنوانها، لهذا كانت رسائلي إليها، موشومةً بآياتِ الشوق، مرهونةً بخيطٍ واهنٍ من الأمل.
في كل صباحٍ أزرعُ الطريق بهجةً، أحمل خطابي الأبيضَ، إلي صندوقِ البريد الأخضرِ، أضعُ فيه قصةً جديدةً لي معها، أُمَنِّي النفسَ أن كلماتي ستلتقي عينيها بعد بضعةِ أيامٍ،لم أفكرْ أهو بريد طائرٌ، أم بريّ ولم أكترثْ للناس من حولي، إلا تلك العجوز التي تفترش الرصيف،جوار البريد، ترمقني بتشفٍّ، وكأنها تعلمُ سري،وتسخرُ من انتظاري الطويل.
اقتربتُ منها أريدُ أن أواجهَها بحنقي عليها، ولكنها بادرتني قائلة:
اشترِ من بضاعتي عنوانًا، عناويني بصكِ الوصول.
قلت لها في تحدٍ: أعرفُ عنوانَ غايتي.
أشاحتْ بوجهها عني.
لم تغادرني ابتسامتُها الساخرة أبدًا،في كل يوم ألقي فيه رسالتي،
أتحداها في عزم، رغم يقين بنفسي،إنها في النهاية ستنتصر.
وفي ليلةٍ، تملَّك اليأسُ منّي، تبدل لون الصندوق الأخضر وبهت، ورسائلي لا تجد ردودا منذُ عقود.
قررتُ تلكَ الليلةَ،أن اكتبَ الرسالةَ الأخيرة:
حبيبتي: جفَّ قلمي، كما تعثَّر لساني من قبل، نزفتْ روحي علي أوراق راقت وأسفتُ لحالي، استرجعُ محيّاكِ َكل ليلةٍ، حتي لا أنسي ملامحَك، التي اتخيلُها تشفق عليّ.
ربما بريدي لا يصل؟! آن الوقتُ لأن أتوقفَ.
ألقيتُها في الصندوق والعجوز ترمقني بابتسامتها الساخرة، قلت لها: ألا ترحلينَ؟
قالت واجمةً: بعدكَم جميعًا!
وفي يوم من أيامي القاحلة وجدتُ على بابِ مسكني، ورقةً معلقةً، تناولتُها بشوقٍ حذرٍ، قرأتُها:
المذكور لدية رسالة مسجلة بعلم الوصول من مالطا، بمكتب البريد.
أسلمت ساقي للريح، أخيرًا رقَّت لرسالتي الأخيرة.
استلمتُ الرسالةَ، ظرفٌ ورديٌّ رقيقٌ يفوحُ منه شذى عطرها، فضضتُه بمجرد استلامِه:
حبيبي:
طال غيابي عنك رغمًا عني، آتيك الغد في أرض الحكايات، معي وصيفتان، تحملان هديتي ورسائلك الشيقة.
كدتُ أطيرُ للسماءِ فرحًا، أغردُ مع الطيور علي الأشجار.
خرجتُ من مكتبِ البريد سعيدًا، أبحث عن تلك العجوزِ، أنتقمُ منها، وضعتُ رسالتي في حدقتيها صائحًا:
بريدي يصل، بريدي يصل.
ضحكت وكأنها شريرةُ الحواديت، حتي بدَت أسنانُها الصدئة، وقالت:
لن تلتقيها.
قلت غاضبًا: كاذبة! فقط تُشرق شمسُ الغد.
لم أستطع النوم ليلتَها، أرقب موضعَ الشروقِ، أنتظر وصولَها،أخذتني غفوةٌ، جاءني فيها من كان يأتيني منذ طفولتي، ولا أتذكره، إلا بعد أن يحدث ماقد أخبرني به ،
قال لي تلك المرة:
سيسرقون شمسَ الغد.
وأنا عاشقُ منذُ القِدم، لعينيها للفتاتِها، للحلم الموصول بلقائِها،
كل ما أعرفه عنها عنوانها، لهذا كانت رسائلي إليها، موشومةً بآياتِ الشوق، مرهونةً بخيطٍ واهنٍ من الأمل.
في كل صباحٍ أزرعُ الطريق بهجةً، أحمل خطابي الأبيضَ، إلي صندوقِ البريد الأخضرِ، أضعُ فيه قصةً جديدةً لي معها، أُمَنِّي النفسَ أن كلماتي ستلتقي عينيها بعد بضعةِ أيامٍ،لم أفكرْ أهو بريد طائرٌ، أم بريّ ولم أكترثْ للناس من حولي، إلا تلك العجوز التي تفترش الرصيف،جوار البريد، ترمقني بتشفٍّ، وكأنها تعلمُ سري،وتسخرُ من انتظاري الطويل.
اقتربتُ منها أريدُ أن أواجهَها بحنقي عليها، ولكنها بادرتني قائلة:
اشترِ من بضاعتي عنوانًا، عناويني بصكِ الوصول.
قلت لها في تحدٍ: أعرفُ عنوانَ غايتي.
أشاحتْ بوجهها عني.
لم تغادرني ابتسامتُها الساخرة أبدًا،في كل يوم ألقي فيه رسالتي،
أتحداها في عزم، رغم يقين بنفسي،إنها في النهاية ستنتصر.
وفي ليلةٍ، تملَّك اليأسُ منّي، تبدل لون الصندوق الأخضر وبهت، ورسائلي لا تجد ردودا منذُ عقود.
قررتُ تلكَ الليلةَ،أن اكتبَ الرسالةَ الأخيرة:
حبيبتي: جفَّ قلمي، كما تعثَّر لساني من قبل، نزفتْ روحي علي أوراق راقت وأسفتُ لحالي، استرجعُ محيّاكِ َكل ليلةٍ، حتي لا أنسي ملامحَك، التي اتخيلُها تشفق عليّ.
ربما بريدي لا يصل؟! آن الوقتُ لأن أتوقفَ.
ألقيتُها في الصندوق والعجوز ترمقني بابتسامتها الساخرة، قلت لها: ألا ترحلينَ؟
قالت واجمةً: بعدكَم جميعًا!
وفي يوم من أيامي القاحلة وجدتُ على بابِ مسكني، ورقةً معلقةً، تناولتُها بشوقٍ حذرٍ، قرأتُها:
المذكور لدية رسالة مسجلة بعلم الوصول من مالطا، بمكتب البريد.
أسلمت ساقي للريح، أخيرًا رقَّت لرسالتي الأخيرة.
استلمتُ الرسالةَ، ظرفٌ ورديٌّ رقيقٌ يفوحُ منه شذى عطرها، فضضتُه بمجرد استلامِه:
حبيبي:
طال غيابي عنك رغمًا عني، آتيك الغد في أرض الحكايات، معي وصيفتان، تحملان هديتي ورسائلك الشيقة.
كدتُ أطيرُ للسماءِ فرحًا، أغردُ مع الطيور علي الأشجار.
خرجتُ من مكتبِ البريد سعيدًا، أبحث عن تلك العجوزِ، أنتقمُ منها، وضعتُ رسالتي في حدقتيها صائحًا:
بريدي يصل، بريدي يصل.
ضحكت وكأنها شريرةُ الحواديت، حتي بدَت أسنانُها الصدئة، وقالت:
لن تلتقيها.
قلت غاضبًا: كاذبة! فقط تُشرق شمسُ الغد.
لم أستطع النوم ليلتَها، أرقب موضعَ الشروقِ، أنتظر وصولَها،أخذتني غفوةٌ، جاءني فيها من كان يأتيني منذ طفولتي، ولا أتذكره، إلا بعد أن يحدث ماقد أخبرني به ،
قال لي تلك المرة:
سيسرقون شمسَ الغد.