رسائل الأدباء رسالة الشاعر العراقي ذو النون الأطرقجي إلى ذ. عبدالحميد شكيل

الموصل- 20/8

الأخ العزيز عبد الحميد شكيل

تحية طيبة. شكرا لرسالتك ولبطاقتك الرقيقتين ومعذرة لتأخري في الإجابة لأنني كنت مسافرا إلى بغداد في بعض الأعمال وحين عدت بعد أسبوعين وجدتهما في انتظاري، ففرحت بهما وثمنت إخلاصك ووفاءك

أيها الصديق.
عزيزي

بإيجاز سأتحدث لك عن بعض ما رأيت في بلادي خلال هذه الفترة الوجيزة التي مكثتها فيه.
استقبلنا دفء العراق وحرّه، درجة الحرارة وصلت في بعض الأيام إلى48ماعدا المناطق الجبلية الشمالية التي هرب الناس إلى بردها وجمال طبيعتها من حرّ السهول،ولكن خفف عنا هذا الحر حر آخر هو حر العواطف والقلوب.
أحباب وأصدقاء التفوا حولنا لا يتركون سؤالا إلا وطرحوه عن أيامنا في الجزائر وعن كل نواحي الحياة فيها ولاسيما الأحوال الثقافية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية، ولم نكن نمل الحديث والإجابة، بعد أيام قلائل ستعقد معنا، أنا والأخ حيدر محمود المدرس في في قالمة، ندوة في تلفزيون الموصل، سيكون محور الحديث فيها عن الجزائر ثم تأثيرها في شعرنا..
منذ أن رجعت إلى العراق وأنا مصاب بشراهة في القراءة، فأنا أقرأ هذه الإيام بنهم غريب ولا سيما بعض الكتب والمجلات التي كنت افتقدها في القطر الشقيق..
وجدت بعض الأصدقاء من الأدباء قد تقدموا وارتفعت منزلتهم الأدبية والرسمية، وقد استلم أحدهم رئاسة تحرير مجلة المثقف العربي، وآخر سكرتارية تحرير مجلة الأقلام وآخر سكرتارية الأديب المعاصر- لسان اتحاد الأدباء العراقيين وقد عشت بينهم في محيط المشهورين من أدباء العراق والناشئين والمغمورين منهم أياما لطيفة مفيدة، حدثوني وسألوني وحدثتهم عنكم وعن الجزائر كثيرا، كلفني سكرتير تحرير الأقلام أن أراسل المجلة من الجزائر..
الحركة الثقافية والأدبية في العراق نشيطة جدا، وما تخرجه المطابع من نتاج متنوع بشيء كثير،أكبر من وقتي وقدرتي على القراءة والاستيعاب.. شعرت بأنني قد تخلفت عن مواكبة الحركة الأدبية الحديثة في العراق وأن قسما من أصدقائي قد سبقني خطوة أو خطوات خلال هاتين السنتين، فصممت على التعويض وبذل الجهد في السنوات المقبلة..
كتبت قصيدتين صغيرتين في العراق، سأوافيك بهما فيما بعد أنوي أن أقدم مجموعة من شعري إلى لجنة تعضيد النشر في وزارة الإعلام العراقية في هذه الأيام بحيث تطبع في العراق وترسل إلي بعض النسخ فيما بعد- الطباعة على حساب الوزارة طبعا- أنا ياأخي من الناس الذين فقدوا كثيرا من ثقتهم وتفاؤلهم بكثير من المظاهر والقيم، وكذلك في إمكانية تحول هذه الأمة السريع إلى الأفضل لأسباب كثيرة وكبيرة، ولكنني متفائل الآن قليلا ، فقد رأيت جيلا من الشباب اليافع المتفتح الواعي..
حادثت بعض تلاميذي السابقين فوجدتهم على درجة كبيرة من الوعي السياسي والنظرة الشمولية للمجتمع وحركة تغيره، ففرحت لأن هؤلاء وأمثالهم هم المستقبل وزاد من تفاؤلي بعض الخطوات التي تمت في العراق كإعلان الجبهة الوطنية بين الحزبين السياسين الكبيرين في القطر ومحاورة الحزب الكردستاني للانضمام إليها، يبدو ان عجلة التاريخ تسير إلى الأمام.
نحن هنا نؤمن وبعضنا مؤمن واثق وكلنا نتمنى ونعمل على أن يصيب كل الأقطار العربية التقدم والوعي والخير ولاسيما
الجزائر الحبيبةالتي نرى لها ثقلها ووزنها الكبير في الدنيا العربية.
الحديث إليك شيق ولكن سأوجز لك آخر ما اعتزم فأنا مسافر بالسيارة عن طريق اوربا الشرقية ثم الغربية في نهاية هذا الشهر تقريبا وواصل إليكم في حدود20/ 9 - إن شاء الله- وإلى أن نلتقي لك مني أجمل المنى ومن كل الأصدقاء التحيات العطرة إليك وإلى كل المعارف والاصدقاء الذين عرفوني مباشرة أومن خلال حديثك. الموصل20/ 8/73

ذو النون.


1631995990380.png


1631996047328.png


1631996111354.png


1631996149771.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى