محمد فائد البكري - الجسد مسافةٌ بين موتين!

كما تتكدس أحلام السمكة في علبة سردين
يتكدس حبك في جسدي
ويقتل مسافة الحلم
كلنا يشكو من وجع المسافات
الليل وهو يبحث عن حدود
والهواء وهو يفتش عن جدران ليسند تعبه
والضوء وهو يبحث عن سطحٍ يُغيّر اتجاهه إلى ما بعد نفسه.
الصدى وهو يخاف من التردد
الحب وهو يتأمل في قعر المعنى
العطر وهو يسعى لنهايةٍ سعيدة
الورد وهو يتعجب من علاقته بالمرضى
كل شيءٍ يخشى أن يخسر المسافة بينه وبين الآخرين
كل شيء يخشى أن يصبح جسدا لملل ما
يتكدس فيه الوقت فوق نفسه
ويموت فيه معنى الزمن!
من هنا
من فارق التوقيت
بدأت الساعة في قتل المسافة
ودفن جثتها في وحل تنهيدة
جسدي حيز ألمي البعيد
يحمل على عاتقه عبء المسافة
التي تموتوكل ليلةٍ في البرد
وكما يتراكم اللاشيء في أدراج العمر
لا مسافة هنا
لأبحث عن خطوتي باتجاهك
وحده جسدي حيز ألمي البعيد
وأحزاني اليومية
ينام كل مساء في سرير غيابك
ويسأل الجدران
كم بقي من عمر الساعة الحائطية
لتغادر جسد الإطار
لو لم يكن لهذا الجسدِ خيالٌ يعذب الجهات الست
ويجلد أحلامه الصغيرة
لربما كانت المسافةُ بينه وبيني أكثر بُعداً عن السأم
لربما كان حبك أقرب مسافةٍ إلى الله

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى