واقِفٌ...
هلْ وجْهَةٌ في الأرْضِ تدْعوني أمْ أنِّي
لا أرى فيها بديلا لمكاني ؟
إنّني مُذْ صرْتُ أُخْفي وطَني
في كَبِدي خوْفا عليْهْ
من جراد الشرق والغْربِ
مِنَ العيش المجاني
منْ لصُوص هرّبوا الخبزَ الذي
أحرق إيْدي صانعيهْ
لم تُعُدْ لي قدمٌ تمشي إلى ما لا يُريدْ..
لمْ يَعُدْ لي زوْرَقٌ غيْر الذي
يُطْلِقُ المِجْدافَ في مَدّ وفي جَزْرٍ
ليَرْعى ضفّتَيهْ
إنني الثابتُ فيهْ
بانتمائي وولائيِ
مثلَ أشجارٍ
وأحجارٍ
وما تدّخرُ الصحراءُ من رمْلٍ
وما تجري عليها من ظباءِ ...
مثل مِلْحٍ في رغيفْ
مثل بئر أفْرَغتْ صهريجَها في فَمِ رِيفْ
فليكُنْ حظّي إذنْ
أنني أهواه حَدَّ الذّوبانْ
فيه إذْ أهرِبُ ، مْن صوْتِ غريبٍ
أوْ فُضُولِيٍّ ، إليْهْ..
أنا لا أحترفُ الرّقصَ على حبْليْنِ
لمْ يَهْربْ بيَ الحاضر والماضي إلى
جْنْسيّة أخرى ولم أغسِلْ دمَاغي
بكلام عابر يذبحُ في الفكْرة فائي
وصفائي...
ووفائي...
منْ وريد البلدِ الطّيّب في نفسي إلى
عُنُقٍ يُخْفي شراييني التي
تَدْفًقُ في حَبْل الوريدِ
واقفٌ لكنني
واثقُ الخطْوَة إذْ أمْشي
كأنْ لي ألفُ ساقٍ من نُحاسْ
ولِمَا ينبضُ في صدري حمَاسْ
لاحتفائي بهوَاءٍ
فيه أنفاسٌ لِجدّي وأبي
قبْلَ أنْ يفترشا التّربَ الذي
يحمل ما يحمل من طُهْرٍ
كَثِيفِ الظّلِّ في قبْرَيْهُما
يا هُما !
كمْ أذابَا الوقتَ في هذا البلَدْ
كمْ أنارا الظُلْمةَ العمْياءَ في عيْنيْه حتى
وضَعا شمْسًا وبدْرًا ،
وسمَاءً ثوْبُها الزّرْقةُ ، في كَفّيْهِ
واشتاقا إلى بيْت ظليلٍ في الأبَدْ..؟
رُبّما يُصبح هذا البَلَدُ العاشقُ والمعْشوقُ روْضًا
من رياضِ الخُلْدِ لا إصْبعَ فِيهْ
للذي يختال في جْنْسِيّةٍ أخرى
وللبائع والشاري أيادي ساكنيهْ
رُبّما...
محمد عمار شعابنية
المتلوي في 28 سبتمبر 2021
هلْ وجْهَةٌ في الأرْضِ تدْعوني أمْ أنِّي
لا أرى فيها بديلا لمكاني ؟
إنّني مُذْ صرْتُ أُخْفي وطَني
في كَبِدي خوْفا عليْهْ
من جراد الشرق والغْربِ
مِنَ العيش المجاني
منْ لصُوص هرّبوا الخبزَ الذي
أحرق إيْدي صانعيهْ
لم تُعُدْ لي قدمٌ تمشي إلى ما لا يُريدْ..
لمْ يَعُدْ لي زوْرَقٌ غيْر الذي
يُطْلِقُ المِجْدافَ في مَدّ وفي جَزْرٍ
ليَرْعى ضفّتَيهْ
إنني الثابتُ فيهْ
بانتمائي وولائيِ
مثلَ أشجارٍ
وأحجارٍ
وما تدّخرُ الصحراءُ من رمْلٍ
وما تجري عليها من ظباءِ ...
مثل مِلْحٍ في رغيفْ
مثل بئر أفْرَغتْ صهريجَها في فَمِ رِيفْ
فليكُنْ حظّي إذنْ
أنني أهواه حَدَّ الذّوبانْ
فيه إذْ أهرِبُ ، مْن صوْتِ غريبٍ
أوْ فُضُولِيٍّ ، إليْهْ..
أنا لا أحترفُ الرّقصَ على حبْليْنِ
لمْ يَهْربْ بيَ الحاضر والماضي إلى
جْنْسيّة أخرى ولم أغسِلْ دمَاغي
بكلام عابر يذبحُ في الفكْرة فائي
وصفائي...
ووفائي...
منْ وريد البلدِ الطّيّب في نفسي إلى
عُنُقٍ يُخْفي شراييني التي
تَدْفًقُ في حَبْل الوريدِ
واقفٌ لكنني
واثقُ الخطْوَة إذْ أمْشي
كأنْ لي ألفُ ساقٍ من نُحاسْ
ولِمَا ينبضُ في صدري حمَاسْ
لاحتفائي بهوَاءٍ
فيه أنفاسٌ لِجدّي وأبي
قبْلَ أنْ يفترشا التّربَ الذي
يحمل ما يحمل من طُهْرٍ
كَثِيفِ الظّلِّ في قبْرَيْهُما
يا هُما !
كمْ أذابَا الوقتَ في هذا البلَدْ
كمْ أنارا الظُلْمةَ العمْياءَ في عيْنيْه حتى
وضَعا شمْسًا وبدْرًا ،
وسمَاءً ثوْبُها الزّرْقةُ ، في كَفّيْهِ
واشتاقا إلى بيْت ظليلٍ في الأبَدْ..؟
رُبّما يُصبح هذا البَلَدُ العاشقُ والمعْشوقُ روْضًا
من رياضِ الخُلْدِ لا إصْبعَ فِيهْ
للذي يختال في جْنْسِيّةٍ أخرى
وللبائع والشاري أيادي ساكنيهْ
رُبّما...
محمد عمار شعابنية
المتلوي في 28 سبتمبر 2021