تهامة رشيد - شوارع اللاذقية

لا يكفي كتاب ليضم شوارعك،أيتها الساكنة نفسي.
كعاهرة لايهمها إلا من يعطيها تفتح المدينة ساقيها لمطر تشرين الغزير..
ويطوف اتوستراد الجمهورية..
وانز لق أنا فتحتَ حذائي فوهةالمصرف .....
ارفع كتبي عاليا..لقد أصبحت في الصف الخامس،وانتقلنا من الحي العشوائي الذي يقطنه التركمان،إلى الحي الشعبي لكن المنظم وسكانه مختلطون(مسيحيون وعلويون وتركمان وسنة سوريون).
ويغمر الماء ركبتيّ..
وأفكر في صراخ أمي :انزعي تيابك برا لاتوحليلي البيت..
وأسبّ المطر وساعتو...
وانتظر تحت إحدى الشرفات لأجف..
البلوزة الربيعية تلتصق بجسمي
وبنطالي الجينز يثقلني
وكلاشي الزهري الصامد منذ ثلاث سنين
سيقبع
وهنا يقبع(ليس معناها ينتظر وإنما ينفصل النعل عن الفرعة)،
بعيدا عن حديث الشارع سأخبركم:
كنت انتعل كلاشاً صيفياً لجميع الفصول..
وقامت مدرّسة اللغة العربية بتأنيبي وكأنني المسؤولة عن هذا اللباس الخفيف..
لكنني قلت لها أن تسمّع لي درس الأعداد (بمعنى ألاتتدخل في شؤوني)وكنتُ قد وضعت جملا غير متوقعة لدرجة أنها وبختني.رغم صحة الجمل.وفي حصة التعبير،
صرخت المعلمة :قلتُ اكتبوا موضوع عن غرفتكم الخاصة وليس عن غرفة المعيشة.
رفعت يدي :لكن بيتنا غرفة وصالون
لذا كتبت بصيغة الجمع غرفتنا ..
فصفعتني على وجهي كفّ وبقيت أبكي لنهاية الدوام..
واعتذرت المعلمة مني وأعطتني حبة كراميل..
فقد شفع لي أسلوبي وعلاماتي التامة في كل المواد.
إحدى المدرسات طردتني..لأنني لم اتعلم عدم رد جواب في حال وقع علي عقاب أوظلم..
وهنا أعود بكم للشارع؛إذ رأيتها فرصة للتعرف على شارع الجمهورية الجميل المحاط ببنايات من ثلاثة أو أربعة طوابق ..منظّفة حالها وكأنها عروس..
وكانت المحلات أجمل...
وسرتُ لمحل كنافة(الاسمر)وقام أنفي ببقية المهمة.
عدتُ للبيت وطلبت من أمي كنافة
فرمت السكينة التي تقطع بها الفاصولياء بوجهي...
ووقفت السكين على قمة رأسي:وهنا خافت أمي كثيراً عليّ وبدأت تركض في المطبخ وتقول :لاتخافي سأضع لكِ قهوة ليتوقف الجرح
ومن يومها أكره القهوة.
في المساء جاء أبي واثنين من أعمامي ومعهم الكنافة النابلسية اللذيذة من عند زويكلي
التي تفوق كنافة الاسمر لذة،
وفزت بأكبر قطعة.
وقال عمي:بس هي بدك..ممازحاً
وقبّلته كثيرا وقلت لأمي بأني أحب أبي و أعمامي أكثر منها..
ولم أستطع فهم أنها هي الواسطة ..لآكل انا أكلتي المفضلة.
في صباي تعرفت لشوارع تؤدي لبعض مناطق ريف اللاذقية الجميل.
ولهذا وقته..

يتبع



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى