- رسالة عبد الحكيم قاسم الى محمود الورداني
برلين 26/5/1983
أخي محمود الورداني
وصلن خطابك صباح اليوم، وقبل ذلك كنت دائب الاتصال بمنزل الشاب الألماني الذي سافر إلى مصر ولما عاد كلمني عن القاهرة باحتقار صادر من القلب، أثار في عيني الدموع ثم قال أنه عاد بالأشياء لأنه لم ينجح في الاتصال بأحد.. عليه بقيت أنتظر خبرا منك حتى جاءت رسالتك صباح اليوم، قرأناها أنا وزينب في (نو NU) وهذة كلمة ألمانية معناها زمن بلا مساحة، وأصبح البيت بعد قراءة كلماتك غيره قبلها، أتذكر آخر كلمة في خطاب لروميش أرسلته له أخبره بقدومي "سألني عن حالي أقول لك لقد وهت الأسباب بكل شيء، أرى ذلك في عيني زوجتي وأولادي وفي قلبي، فيالها من حالة عجيبة وأليمة"، الآن أندم على ما كتبته لروميش وأراك في رسالتك وأرى سفينة ومحمود عبد الوهاب ومبروك، إنني فرح بشفاء كريم، وأقول لك أنها ليست معجزة، ليست معجزة توراتية، بل هي معجزة الأب في مصرنا، لا أريد أن أقول لك كلاما في علم النفس لا أعرفه، فأنا حقوقي وأحب ذلك، ولا أريد أيضا أن أقول لك أين هو الخير، لكنني أقول إنني صنعتي النظرات في عين أبي، أرغمتني على أن أبرأ من مرض وقد كنت طفلا معلولا وأرغمتني على أن أبقى صامدا وأنا داخلي مفرع كغابة، وعلمتني أن استعذب الفقر والحرمان مادمت على صلة بشيء غامض مهم نبيل ورائع يلخصه الريفيون تحت كلمة رجولة، ذلك ما فعله محمد سفينة مع ابنه كريم أمره أن يبرأ، فإن محمد سفينة حكى لي عن أبيه، كان اسمه سفينة لم يظفر باعتراف اجتماعي رنان، لكنه لخص كل حياته، ربما في بضع نظرات أو في بضع لفتات، كوم هذا كله ومر عليه ووضعه في قلب ابنه محمد، كتب محمد شعرا رائعا"في حدود حكمي أنا"، لكن دوره الأكبر أن يكون أبا يملك القدرة على شفاء كريم، أنا فرحان بذلك وحينما أكون في مصر أزوره أبارك له، واذكر مبروك، كنا نعود من جلسات المقهى نمشي طويلا معا، وكان يزورني، يبقى صامتا وأنا اثرثر بلا إنه جميل أن يكون ثمة صديق تثرثر قدامه شئون قلبك دون خوف، قل لمبروك يا محمود أن يقبلني كاتبا عنده، عندي مقالات عن الأوبرا والمسرح كنت أريدها لإبداع ولكن نفسي أنسدت عنها أحرق الله صفحاتها، أما محمود عبد الوهاب أنا أعرفه، هو يعرفني وقد كنا تقابلنا يوما وقد رأيت في جهه تعبيرا عن فزع ما واندهاش ما وازدراء ما واستعلاء ما، ذلك بأنه في كل جماعة من الناس منطقة صمت، كما أنه بجوار كل قرية جبانة، وكما أنك تعرف الناس من أضرحة موتاهم، فإنك تعرفهم ليس من الذي يقولون بل من الذي يسكتون عن قوله، والصمت عندنا مريب متآمر قحب بلا ضمير وأما الكلام فمسجوع وتقى ومهذب وودود ومجامل، ومحمود عبد الوهاب ينصت لهذا الصمت وليس لهذا الكلام وهو ينظر بعينين مليئتين سخطا من خلف نظارته الطبية، ذهبنا إلى داره وجلسنا قدامها في الشارع على كرسيين وكان حديثا طيبا، ثم أنه أرسل لي خطابا هنا.
قرأت له شيئا في الطليعة زمان وكتب كلاما عن "رامة والتنين" كلمني عنه روميش من الكويت وتبادلنا عنه خطابات، أما أنه يكتب عن روايتي فأنا فرحان بذلك وأحدس أنه سينظر فيها إلى ما سكت عنه أكثر من نظره في الذي قيل، أما عن محمد المخزنجي فقد عمدت بعد خطابك إلى قصته قرأتها وليتني أقرأ له أكثر فأنا أثق في حكمك على الأشياء ويؤسفني ألا تكفى المادة التي تحت يدي من كتابة أو تجربة شخصية، لدفعي إلى مشاركتك لحكمك، وأريد أن أقول لك عن جيل الستينيات شيئا خطيرا، وجه خطورته أنه داء كل جيل وأكثر من ذلك أنه شيء يشبه القدر صعب جدا الخلاص منه، وحاصله أن الجيل صناعة الوقت الذي وجد فيه ومارس فيه نيته، وكان عبد الناصر سمة عصر جيلنا، والانتقال إلى السادات كان شيئا لا يتحمله عقل، فحدث ما يسمى "بالجب" فانقطع الجادون لمدة طويلة حتى يعيدوا فهم الموقف واستمر الانقطاع لمدد طويلة، مستمرة حتى اليوم عند روميش الذي حول حزنه السياسي إلى ظرف شخصي متمثل في ارتباطه شبه الأسطوري بوالده المرحوم الحاج صادق روميش، إن الكتبة وغير الموهوبين والتافهين وكلاب الحكام كما حددتهم لا يستطيعون تحطيم أحد، هم يعرفون أنفسهم وخواء داخلهم ورعبهم، إنهم منذرون لنا لنبول عليهم مثل حيطان شارع الجلاء وذلك في أمسياتنا الفقيرة المفعمة بالكبرياء، يطن فيها كما تطن حول الشواهد ذبابات المقابر، وكلامك عن"قدر الغرف المقبضة" أثار عندي تساؤلات كثيرة، هل ينبغي أن يكون الفن كابوسا وبذلك أتذكر رواية العبيط التي قرأتها في زنزانة في أسيوط وكانت ليلة مخيفة.
القضية إنني أرى أننا نحيا الكابوس ونعتاد عليه فإذا ما كان ثمة فن ينبهنا إليه فهو فن كابوسي، ولكن انظر إلى المستعمرات السكنية في شبرا الخيمة وعزبة دولار وعزبة البرابرة في حلوان إنها كابوس حقيقي، القضية عامة وعالمية مخيفة، ففي ألمانيا كتبت فتاة سنها 16 سنة رواية عن الإدمان بعد أن غرقت فيه وخصصت صفحات طويلة للعمارة التي كانت تقيم فيها وشككت في أن فن العمارة بهذا الشكل يمكن أن يدفع للجنون، وأنا أذكر الليلة التي قضيتها في المنزل الملئ بالأكلان، ثان يوم ذهبت إلى الشغل وكأن شيئا لم يحدث، وهناك حقيقة علمية أن الواحد إذا تنفس هواء رديئا فإن القلب يحدث فيه جروح، تندمل بعد ذلك لكنه يبقى قلبا مجروحا ونحن نعيش يقلوب مجروحة مندملة جروحها، فإذا جاءت صورة الأشعة لتنبئنا بالحقيقة فإنها صورة كابوسية، وعليه فإن، الفن الشبيه بالحياة هو أقل الفنون حديثا عن الحياة أما عن روايتك، فأنا لست مفجوعا انك توقفت عن كتابتها، فقط أريد منك ألا تركن إلى الاعتقاد بأن رغباتك مقدسة وعليه تترك الكتابة إذا لم يكن لك نفس أو إذا كانت الظروف غير مواتية، ولا أقول لك ارغم نفسك على الكتابة، لا، فقط أقول لك حاول أن تعرف لماذا حدث التوقف، وليكن البحث في العمل نفسه، اقرأ بصوت عالي لزوجتك، ستجد لماذا توقفت فأحيانا يعزف الواحد نغمة غير متطابقة مع همه عند ذلك لا تطاوعه موهبته ولا يلين له قلمه، وتلك حالة فؤاد مؤلمة واذ يخطر على بالي انك تعانيها، أملي راجيا أن تمر منها إلى الكتابة إلى أن تجد بيرق كبريائك ترفعه وتمشي به في عرض بر مصر، حينما أكون في مصر سوف أقرأ ما كتبت وسوف نتكلم كثيرا وسوف تكتمل الرواية، الرواية عمل حقيقي إنها تستوعبنا وتجعل لقضايانا أسماء وعناوين فلا تضل ولا تضع ملامح وجوهنا في الزحام، فلا تنشغل عن القضية بشئ آخر، أما عني فإنني سأصل القاهرة فجر الثلاثاء 14/6/1983 ستكون القاهرة نائمة نوما مؤرقا بالأحلام الفزعة وسأمضى في الشوارع مع سائق تاكسي يكرهني دون أن يعرف من أنا حتى أرسى على كوم الزبالة أمام شقتي في ميت عقبة، وهناك أجد نفسي وجد وجاره ما أسعدني هناك، وهناك ألقى الناس كلهم وأتمنى لو أخذتهم معى إلى البلد وجلسنا في نادي الشباب نتكلم مع أولاد بلدنا من الجيل الجديد وفي المساء نعمل ذكرا وحضرة مع دراويش أبي ثم نأكل لحم جديان ونعيش لحظات تدق فيها قلوبنا على السبسب والدفوف وعلى صوت المنشد الريفي المبحوح الصوت المكسور القلب:
سرتم وسار دليلكم يا وحشتي
العوق أشجاني وصوت الحادي
عبد الحكيم
.
برلين 26/5/1983
أخي محمود الورداني
وصلن خطابك صباح اليوم، وقبل ذلك كنت دائب الاتصال بمنزل الشاب الألماني الذي سافر إلى مصر ولما عاد كلمني عن القاهرة باحتقار صادر من القلب، أثار في عيني الدموع ثم قال أنه عاد بالأشياء لأنه لم ينجح في الاتصال بأحد.. عليه بقيت أنتظر خبرا منك حتى جاءت رسالتك صباح اليوم، قرأناها أنا وزينب في (نو NU) وهذة كلمة ألمانية معناها زمن بلا مساحة، وأصبح البيت بعد قراءة كلماتك غيره قبلها، أتذكر آخر كلمة في خطاب لروميش أرسلته له أخبره بقدومي "سألني عن حالي أقول لك لقد وهت الأسباب بكل شيء، أرى ذلك في عيني زوجتي وأولادي وفي قلبي، فيالها من حالة عجيبة وأليمة"، الآن أندم على ما كتبته لروميش وأراك في رسالتك وأرى سفينة ومحمود عبد الوهاب ومبروك، إنني فرح بشفاء كريم، وأقول لك أنها ليست معجزة، ليست معجزة توراتية، بل هي معجزة الأب في مصرنا، لا أريد أن أقول لك كلاما في علم النفس لا أعرفه، فأنا حقوقي وأحب ذلك، ولا أريد أيضا أن أقول لك أين هو الخير، لكنني أقول إنني صنعتي النظرات في عين أبي، أرغمتني على أن أبرأ من مرض وقد كنت طفلا معلولا وأرغمتني على أن أبقى صامدا وأنا داخلي مفرع كغابة، وعلمتني أن استعذب الفقر والحرمان مادمت على صلة بشيء غامض مهم نبيل ورائع يلخصه الريفيون تحت كلمة رجولة، ذلك ما فعله محمد سفينة مع ابنه كريم أمره أن يبرأ، فإن محمد سفينة حكى لي عن أبيه، كان اسمه سفينة لم يظفر باعتراف اجتماعي رنان، لكنه لخص كل حياته، ربما في بضع نظرات أو في بضع لفتات، كوم هذا كله ومر عليه ووضعه في قلب ابنه محمد، كتب محمد شعرا رائعا"في حدود حكمي أنا"، لكن دوره الأكبر أن يكون أبا يملك القدرة على شفاء كريم، أنا فرحان بذلك وحينما أكون في مصر أزوره أبارك له، واذكر مبروك، كنا نعود من جلسات المقهى نمشي طويلا معا، وكان يزورني، يبقى صامتا وأنا اثرثر بلا إنه جميل أن يكون ثمة صديق تثرثر قدامه شئون قلبك دون خوف، قل لمبروك يا محمود أن يقبلني كاتبا عنده، عندي مقالات عن الأوبرا والمسرح كنت أريدها لإبداع ولكن نفسي أنسدت عنها أحرق الله صفحاتها، أما محمود عبد الوهاب أنا أعرفه، هو يعرفني وقد كنا تقابلنا يوما وقد رأيت في جهه تعبيرا عن فزع ما واندهاش ما وازدراء ما واستعلاء ما، ذلك بأنه في كل جماعة من الناس منطقة صمت، كما أنه بجوار كل قرية جبانة، وكما أنك تعرف الناس من أضرحة موتاهم، فإنك تعرفهم ليس من الذي يقولون بل من الذي يسكتون عن قوله، والصمت عندنا مريب متآمر قحب بلا ضمير وأما الكلام فمسجوع وتقى ومهذب وودود ومجامل، ومحمود عبد الوهاب ينصت لهذا الصمت وليس لهذا الكلام وهو ينظر بعينين مليئتين سخطا من خلف نظارته الطبية، ذهبنا إلى داره وجلسنا قدامها في الشارع على كرسيين وكان حديثا طيبا، ثم أنه أرسل لي خطابا هنا.
قرأت له شيئا في الطليعة زمان وكتب كلاما عن "رامة والتنين" كلمني عنه روميش من الكويت وتبادلنا عنه خطابات، أما أنه يكتب عن روايتي فأنا فرحان بذلك وأحدس أنه سينظر فيها إلى ما سكت عنه أكثر من نظره في الذي قيل، أما عن محمد المخزنجي فقد عمدت بعد خطابك إلى قصته قرأتها وليتني أقرأ له أكثر فأنا أثق في حكمك على الأشياء ويؤسفني ألا تكفى المادة التي تحت يدي من كتابة أو تجربة شخصية، لدفعي إلى مشاركتك لحكمك، وأريد أن أقول لك عن جيل الستينيات شيئا خطيرا، وجه خطورته أنه داء كل جيل وأكثر من ذلك أنه شيء يشبه القدر صعب جدا الخلاص منه، وحاصله أن الجيل صناعة الوقت الذي وجد فيه ومارس فيه نيته، وكان عبد الناصر سمة عصر جيلنا، والانتقال إلى السادات كان شيئا لا يتحمله عقل، فحدث ما يسمى "بالجب" فانقطع الجادون لمدة طويلة حتى يعيدوا فهم الموقف واستمر الانقطاع لمدد طويلة، مستمرة حتى اليوم عند روميش الذي حول حزنه السياسي إلى ظرف شخصي متمثل في ارتباطه شبه الأسطوري بوالده المرحوم الحاج صادق روميش، إن الكتبة وغير الموهوبين والتافهين وكلاب الحكام كما حددتهم لا يستطيعون تحطيم أحد، هم يعرفون أنفسهم وخواء داخلهم ورعبهم، إنهم منذرون لنا لنبول عليهم مثل حيطان شارع الجلاء وذلك في أمسياتنا الفقيرة المفعمة بالكبرياء، يطن فيها كما تطن حول الشواهد ذبابات المقابر، وكلامك عن"قدر الغرف المقبضة" أثار عندي تساؤلات كثيرة، هل ينبغي أن يكون الفن كابوسا وبذلك أتذكر رواية العبيط التي قرأتها في زنزانة في أسيوط وكانت ليلة مخيفة.
القضية إنني أرى أننا نحيا الكابوس ونعتاد عليه فإذا ما كان ثمة فن ينبهنا إليه فهو فن كابوسي، ولكن انظر إلى المستعمرات السكنية في شبرا الخيمة وعزبة دولار وعزبة البرابرة في حلوان إنها كابوس حقيقي، القضية عامة وعالمية مخيفة، ففي ألمانيا كتبت فتاة سنها 16 سنة رواية عن الإدمان بعد أن غرقت فيه وخصصت صفحات طويلة للعمارة التي كانت تقيم فيها وشككت في أن فن العمارة بهذا الشكل يمكن أن يدفع للجنون، وأنا أذكر الليلة التي قضيتها في المنزل الملئ بالأكلان، ثان يوم ذهبت إلى الشغل وكأن شيئا لم يحدث، وهناك حقيقة علمية أن الواحد إذا تنفس هواء رديئا فإن القلب يحدث فيه جروح، تندمل بعد ذلك لكنه يبقى قلبا مجروحا ونحن نعيش يقلوب مجروحة مندملة جروحها، فإذا جاءت صورة الأشعة لتنبئنا بالحقيقة فإنها صورة كابوسية، وعليه فإن، الفن الشبيه بالحياة هو أقل الفنون حديثا عن الحياة أما عن روايتك، فأنا لست مفجوعا انك توقفت عن كتابتها، فقط أريد منك ألا تركن إلى الاعتقاد بأن رغباتك مقدسة وعليه تترك الكتابة إذا لم يكن لك نفس أو إذا كانت الظروف غير مواتية، ولا أقول لك ارغم نفسك على الكتابة، لا، فقط أقول لك حاول أن تعرف لماذا حدث التوقف، وليكن البحث في العمل نفسه، اقرأ بصوت عالي لزوجتك، ستجد لماذا توقفت فأحيانا يعزف الواحد نغمة غير متطابقة مع همه عند ذلك لا تطاوعه موهبته ولا يلين له قلمه، وتلك حالة فؤاد مؤلمة واذ يخطر على بالي انك تعانيها، أملي راجيا أن تمر منها إلى الكتابة إلى أن تجد بيرق كبريائك ترفعه وتمشي به في عرض بر مصر، حينما أكون في مصر سوف أقرأ ما كتبت وسوف نتكلم كثيرا وسوف تكتمل الرواية، الرواية عمل حقيقي إنها تستوعبنا وتجعل لقضايانا أسماء وعناوين فلا تضل ولا تضع ملامح وجوهنا في الزحام، فلا تنشغل عن القضية بشئ آخر، أما عني فإنني سأصل القاهرة فجر الثلاثاء 14/6/1983 ستكون القاهرة نائمة نوما مؤرقا بالأحلام الفزعة وسأمضى في الشوارع مع سائق تاكسي يكرهني دون أن يعرف من أنا حتى أرسى على كوم الزبالة أمام شقتي في ميت عقبة، وهناك أجد نفسي وجد وجاره ما أسعدني هناك، وهناك ألقى الناس كلهم وأتمنى لو أخذتهم معى إلى البلد وجلسنا في نادي الشباب نتكلم مع أولاد بلدنا من الجيل الجديد وفي المساء نعمل ذكرا وحضرة مع دراويش أبي ثم نأكل لحم جديان ونعيش لحظات تدق فيها قلوبنا على السبسب والدفوف وعلى صوت المنشد الريفي المبحوح الصوت المكسور القلب:
سرتم وسار دليلكم يا وحشتي
العوق أشجاني وصوت الحادي
عبد الحكيم
.