حامد حبيب - الأدب النسائي المعاصر.. تقديراً وليس تجنيساً.. أريج محمد

* ما الذى دفعنا لحُب الشعر مذ كُنا صغارا ؟
* كانت هناك نصوصٌ شعريّة مُقرّرة علينا تنبضُ بالحيوية...عالمٌ ملئٌ بالألوان والحركة،له مذاقٌ خاص.. وكان المدرّسون يُلقون القصائد بأصواتٍ هادئةٍ عذبة..فتجدُ نفسك مسحوراً، مفتوناً ، تشرد فى عالَم الخيال.. الجمال.. السحر.كنا نحفظ القصائد عن ظهر قلب..أسرع الأشياء التى كنا نحفظها ، لسحر جمالها.
* هذا الذى جعلنى أؤكد أنَّ روعةَ الشعر فى حسن بيانه، وجمال بلاغته، وأنّ للشعر طعم ولون ورائحة_ طعم... لأن له:
_ مذاق وجدانى
_ رائحة.. ينبعث منه شذا الكلمات والمعانى
_لون.. ليس كتلك الألوان التى نعرفها..إنما هى ألوانٌ
تنبعث من خيالٍ ثرٍ.
..وأجلُّ من كل ذلك، تلك الصُّور التى تبعثُ فيه الحياة ، وتُزيّنه الحكمة، وهى تاجه.
_____________
* عندما قرأت بعضَ النصوص للشاعرة السودانية (أريج محمد) ، تذكّرت على الفور الشاعر السودانى (الهادى آدم) فى رائعته:" أغداً ألقاك" التى شدت بها كوكب الشرق أم كلثوم...ففى شعراء السودان رِقّة .
* شاعرة ٌ تجيد تطريز القصيدة بأروع المعانى..
تجيدُ فنَّ الاختزال وتكثيف الانفعال:
قالت له :
ما بين هنا وهناك
لغةٌ مقطوعةُ النَّفَس
يبَست فى ثناياها القصيدة
جفَّت حروفُها المعلَّقة على..
جدران الصمت
وتكسَّرت أصابعُها عنِ الإمساكِ
بعبارةٍ تجمعُنا
فتناثرت الوحشة
شظايا بين السطور
* لتظل الكلمةُ تحمل بين حروفها عطرَ البيان ، وترتبط بغيرها برباط الصورة البلاغية المعبّرة عن الذات أروع تعبير، فى مجازات نشتهيها حيث أنها حين تدُب الروحُ فيها ، يهتزُّ بها الوجدانُ طربا.
قالت له :
حينَ أكتبُ نصّاً عنكَ
تنمو للحروف جذوراً
تنغرسُ فى رحم قلبى
ترتوى العباراتُ المُثقلَةُ بالعشق
تفتحُ السماءُةمصراعَيها
لِتُقبِّلَ الأرضَ بحبّاتِ المطر
* وفى قصيدةٍ أخرى تقول:
دعنى نَصّاً مُعلَّقاً مابين
القافيةِ وجنون النّثر
ترهقنى كلمة أُحبّك
نهايةَ كلّ بوح
وأُحلِّقُ مع النقاط...
تلك الشاسعة المَعنى
أبياتاً بلا نهايات
* ترسم لوحاتها بأناقة..بما يناسبها من ألوان وحركة وصوت.. حتى تبدو ملامحها مثيرة للدهشةِ والإعجاب.
والكلمةُ لا تُجيدُ ثقافةَ الانتظار
ولا الفكرة تخضعُ لقيودِ العَتمة
تُغازلُ شَفتى همساً
وتتبعثرُ مِن حولى
أغرقُ فى عجزى
وعلى وسادَتى
ينامُ الأرَق
* وتصل إلى خلاصةِ تجربتها..
فإنَّ العُمرَ خِداعٌ أشِر
يقطفُ الزهراتِ عاماً تِلوَ آخَر
لا عِطرٌ يبقى
لا فراشاتٌ تظلّ
تموتُ الشجرةُ واقفة
وأحياناً أنا هناك
ورقة تِلوَ أخرى
أرانى ولا أستطيعُ اللّحاقَ بى
أم أنّنى أفرُّ منّى..؟
__________________
* إنه مجرّد مرور بقصائد للشاعرة والقاصّة السودانية :
(أريج محمد احمد)
ليتعرّف عليها القارئ .
*ويبقى الأدبُ النسائى فى الوطن العربى له قيمته
مضيفاً للمكتبة العربية إسهاماتٍ رائعة لاتُنكَر .
* كل التحية والتقدير للشاعرة، وتمنياتنا لها بمزيد من الإبداع الراقى.



__________________
حامد حبيب _ مصرZum Anzeigen anmelden oder registrieren
  • Like
التفاعلات: أريج محمد أحمد

تعليقات

أعلى