رسائل الأدباء رسالة الى مستشرق فرنسى عن ترجمة بعض مؤلفات عالم الاجتماع بيير بورديو

السيد الفاضل ريشار جاكمون
خالص تحياتى ....
اليك اجاباتى على الاسئلة التى تفضلت بها : لقد تعرفت على بورديو من خلال ترجمة استاذنا ابراهيم فتحى لكتاب اسئلة علم الاجتماع عام 1995 وبعد ذلك ترجمة اخرى لكتاب اجابات من اجل انثروبولوجيا انعكاسية والذى ترجمه عبد الجليل الكور تحت عنوان اسئلة علم الاجتماع ايضا ثم ترجمة كتاب معاودة الانتاج التى قام بها الدكتور نخله وهبه الذى كان مستشارا لوزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين ( ترجمة اقتصر التوزيع فيها على المملكة فقد كان الكتاب من منشورات الوزارة ذاتها ). وقد كان الاخير زميلا لى فى جامعة البحرين كما كان تلميذا لبورديو فى نفس الوقت . وقد امدنى بمجلة وقائع البحث فى العلوم الاجتماعية وكذلك بالكثير من كتبه مثل التمييز ومنطق الممارسة وقواعد الفن وغيرها. اهتممت ان اقرأ كل ما يترجم له او يكتب عنه وبعضها عانيت فى قراءاته معاناة شديدة فكان على ان اضع نصوصا فرنسية وجانبها ترجمة انجليزية.
اضافة لما ذكرته من كتب اذكر ايضا السيطرة الذكورية وقد ترجمها احد اصدقائنا وهو الاستاذ احمد حسان، وايضا العقلانية العملية من ترجمة الدكتور عادل العوا . واعتقد ان لنفس الكتاب ترجمة اخرى قام بها الدكتور انور مغيث، فضلا عن كتيب الرمز والسلطة ترجمة عبد السلام بنعبد العالى، واخيرا بؤس العالم الذى ترجمه محمد صبح .
اما المقالات فقليلة وللاسف لم تضف لى شيئا يجبرنى على تذكره.2 لقد اخترت كتاب الانطولوجيا السياسية عند مارتن هيدجر لسببين اولهما يتعلق بالمنهج وهو كيف يمكن لنا ان ندرس كاتبا ما او مفكرا ما فى عصر ما، والثانى هو كيف يمكن لنا ان ننتقل من سماء التجريد ( دراسة افكاره )الى العالم الفعلى الواقعى.
وبالمناسبة كانت هذه هى المسألة التى وجدها ماركس الاشد صعوبة عند البحث عن تاريخ الاديان . اى كيف يمكن رد التجريدات المفهومية الى اصولها الواقعية . واذكر عرضا اننى ترجمت ايضا لنفس المفكر مقالا مطولا بعنوان , قوة القانون : نحو سوسيولوجيا للحقل القانونى .3- من الصعب ان يجيب المترجم عن مدى نجاحه او دقته فى الترجمة التى قام بها لان الاصل الذى فهمه دائما مايتردد صداه فى ذهنه وهو مايختلط بترجمته. مع ذلك بعد مرور عدة اعوام على الترجمة وانفصالى عنها استطيع الزعم بأنها جيدة وخاصة اننى كنت ايضا فى رعاية استاذى ومراجعى ابراهيم فتحى .
ويكفى ان اقول لك اننى قرأت نص بورديو بالفرنسية والانجليزية حوالى 15 مرة حتى اكون مطمئنا لترجمتى نصا تخترمه صعوبة مزدوجة لغة الكاتب بورديو ولغة ومفاهيم المكتوب عنه هيدجر .
ومما عاوننى كثيرا ثبت بعض المصطلحات التى اوردها مراجع ترجمتى . دقة الترجمة والمصطلح الفلسفى هى ما اعتقد انها اوجه النجاح . اما وجه الفشل فهو العجز عن تبسيط النص بشكل يسمح بوجود قاعدة اوسع من القراء .ويرتبط بما ذكرت مادعوته مشاكل التلقى .
اما النشر فلم تكن هناك مصاعب تذكر بشأنه .4 لقد ارتبطت الترجمة عندى بالرغبة فى توسيع مداركى وثقافتى وقد بدأت فى الاهتمام بها منذ عام 1965 تقريبا حين بدأت اعتنق الماركسية ولم يكن ماترجم الى العربية يكفى فضولى فبدأت اطور من لغتى المحدودة البائسة التى اكتسبتها فى مدرستى الثانوية . وفى خلال 3 سنوات من الدراسة الذاتية استطعت ان اقرأ ماوتسى تونج بل وبعض فصول من اعمال انجلز الفلسفية وكتابات اخرى .
كما قمت بترجمات ادبية فى جريدة المساء القاهرية . وفى عام 1974 ترجمت رواية الزا تريوليه عشاق افنيون وقد راجعها وقتها استاذى ابراهيم فتحى . ثم تتالت الترجمات -- اسس المسيحية لكارل كاوتسكى -- اسس البنيوية سايمون كلارك -- اعادة بناء المادية التاريخية جورج لارين -- واخيرا كتاب يجمع مقالات نقدية فى القانون ( جاك دريدا, بورديو, باشوكانيس , هابرماز , ريكور, ) تحت اسم : القانون والصراع الطبقى فى المجتمعات الرأسمالية . هذا هو مااستطيع ان اقوله عن ترجماتى الان : انها تخاطب جمهورا محدودا ضيقا من المثقفين ولم تكن جماهيرية باى معنى سوى رواية عشاق افنيون .


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى