سعيد العليمى - الطوق والأسورة ويحيى الطاهر عبد الله

اسعدنى أن أحضر أمس عرض مسرحية الطوق والإسورة المأخوذة عن رواية الصديق العزيز الراحل الأديب يحيى الطاهر عبد الله - دراماتورج د. سامح مهران واخراج ناصر عبد المنعم - بدعوة من الاستاذ شريف القزاز منفذ ديكور المسرحية وأحد أبرز ممثليها . وقد كان عرضا رائعا فسرعان ماتبدد خوف اعترانى قبل بدء العرض من ان يكون ابطال المسرحية قد تأثروا بأداء ممثلى الفيلم المأخوذ عن نفس الرواية للمخرج خيرى بشارة . كان الممثلون يؤدون أدوارهم ببساطة وعفوية وتلقائية وتمكن شديد وبروح الفريق المتناغم حتى اننى استعدت فى خيالى تلك الأيام التى خط فيها صديقى الراحل مسودات روايته . كما اننى تذكرت كيف " ضللت طريقى " وانتقلت من الكتابة للمسرح فى شبابى الباكر ، الى الاهتمام بالعمل السياسي ، لكننى لست نادما على ذلك بأى حال . كان شعار جيلنا الذى نحته هو " ثوريون فى السياسة زوربايون فى الحياة " وكان يحيى أكثرنا تعبيرا وقتها عن هذا الشعار . كنا نسهر حتى الصباح ، ونقرأ ونتجادل ونتشاجر ولكن دائما بمحبة ومودة . توثقت صلتنا أثناء هروبه من حملة إعتقال طالت بعض الشعراء والأدباء وقتها : الأبنودى ، سيدحجاب ، جمال الغيطانى ، غالب هلسا ، سيد خميس وآخرين . كان هذا فى اواخر عام 1966 - 1967 . وبحكم صلة عائلية ما كنت أحمل رسائله الغرامية الى من أسماها ذات يوم " الالاهة على قمة الأولمب " وكنت اداعبه بالقول " كان دون كيخوت ايضا يتصور خادمة بائسة فى احدى الفنادق نبيلة النبيلات " كنت أشترى شيكولاته وارفقها برسائل يحيى حتى أطمئنها على حاله فى فترة الهروب . وكانت له معجبات كثيرات تبدأ من الجيرة ولاتنتهى فى مقار الجرائد والمجلات . واذكر انه دعانى ذات مرة الى الذهاب الى مقر التليفزيون فى ماسبيرو حيث كان يكتب قصصا للاطفال - ليرينى الشابة الجميلة الصاعدة التى كانت تغنى للأطفال - ولم تكن تلك الشابة سوى الفنانة صفاء أبو السعود . كنت أعرفه على صديقاتى ايضا . من هنا ارتبط اسمى عنده بما هو عاطفى ورومانسي فأراد تكريمى باطلاق اسمى على احدى شخصيات الرواية . وهو الشيخ العليمى . ربما كانت تلك هى النواة الواقعية للشخصية الروائية . وعلى أن أقول أن الاستاذ أشرف شكرى قد أبهجنى بأداءه المتميز . واننى ادعو الرفاق والاصدقاء لمشاهدة هذا العرض الجاد الجميل فهو يحمل متعة فنية ورقيا جماليا وهو فى نفس الوقت تدعيم للفن القيم فى مجتمعنا -- ولعلنا نلتقى هناك حيث انوى مشاهدة العرض مرة أخرى . أمر أخير شخصى جدا . ذكرتنى غنا رضا ( الطفلة حورية ) بدليلة حفيدة يحيى الطاهر عبدالله .


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى