أ. د. عادل الأسطة - المستوطنون شركاء في ثلاث؛ الماء والأرض والزيتون

يبدو أن المستوطنين اليهود يأخذون بالحديث النبوي الشريف " الناس شركاء في ثلاث ؛ الماء والكلأ والنار " مع تحوير فيه باستبدال الزيتون بالنار ، ما دام الأمر يتعلق بفلسطين التي تشتهر بالزيتون الذي أقسم الله - سبحانه وتعالى - في قرآنه به في قوله ( والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين ) .
منذ قويت شوكة المستوطنين في الضفة الغربية ، بعد أن دعمتهم الحكومات اليمينية ، صاروا في كل عام في موسم قطف الزيتون يشاركون أصحاب الأراضي بثماره ، وغالبا بسلبها بعد قطفها و " على البارد المستريح " كما نقول بالعامية .
يهاجم زعران المستوطنين بأسلحتهم قاطفي الزيتون ويرعبونهم ويسرقون قطفهم ، وكان الله بالسر عليما .
في الأيام الأخيرة قرأت على صفحة الصديق Riyad Awad أن بعض جماعات من اليهود وقفوا إلى جانب قاطفي الزيتون يقطفونه معهم ويحرسونهم من هجمات المستوطنين ويساعدونهم في إيصاله إلى بيوتهم أو إلى المعاصر ، وعلى الرغم من هذا فإن المستوطنين ، كما جاء في أخبار صباح أمس ، هاجموا أصحاب شجر الزيتون واعتدوا عليهم ونهبوا بعض ما قطفوه وقلعوا بعض أشجار الزيتون ، فهي لا تروق لهم أصلا ، لأنها شاهد على عروبة فلسطين . لقد سعى المستوطنون الأوائل كما هو معروف إلى استبدالها بشجر اليوكالبتوس ، وهذا ما كتب عنه الأب الروحي للصهيونية ( ثيودور هرتسل ) في روايته " أرض قديمة جديدة " (١٩٠٢ ) وكنت كتبت من قبل عن هذا في مقال عن حرائق الكرمل التي اشتعلت في حيفا قبل أعوام .
ما علينا !
آخر ما سمعت ، وهو أطرف ما سمعت ، هو أن هناك أجهزة هاتف ( كوشير ) - أي حلال ، فهناك أجهزة أخرى ليست كذلك . تماما مثل الطعام الحلال والطعام غير الحلال حسب الشريعة اليهودية . نعم أجهزة هواتف ( كوشير ) ، ولله في خلقه شؤون ، ولطالما خطر ببالي وأنا أشاهد أشرطة الفيديو في أجهزة هواتفنا السؤال الآتي :
- هل هناك جهة ما في مجتمعنا تراقب أطفالنا حين يحملون الهواتف ؟
أرسل إلي الصديق Khaleel Adnan شريط فيديو لمتدينين يهود يهاجم فيه رجل كبير متدين شابا يهوديا متدينا ويعتدي عليه بالضرب ؛ لأن الشاب اشترى جهاز هاتف عليه كاميرا ويسمح بمتابعة أشرطة لا يجيز المتدينون اليهود عرضها ، أشرطة ربما خلاعية إباحية .
اليهود المتدينون حريصون على أخلاق شبابهم وبناتهم و ... ومرة تساءلت إن كان سيأتي يوم ينقسم فيه المقيمون على أرض فلسطين ؛ العرب واليهود ، إلى جماعتين ؛ متدينين وعلمانيين لتصبح الحرب حربا بين الإيمان والإلحاد .
الآن في ظل سرقة محصول الزيتون ، وفي ظل اقتلاع أشجاره ، أتساءل :
- إن حدث وانقسم المقيمون على الأرض الفلسطينية إلى متدينين وعلمانيين فلمن يعود محصول الزيتون ؟ من يقطفه ؟ ومن يسرقه ؟
المشهد في فلسطين غامض ولربما سيكون ، في المستقبل ، أكثر غموضا وسريالية . من يدري !!
ولسوف أسأل غدا - إن لم أنس - إن كان أصحاب محلات أجهزة الهواتف في نابلس يبيعون أجهزة منزوعة الدسم - أي كوشير .
صباح الخير
خربشات
١٤ تشرين الأول ٢٠٢١ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى