عمر حمداوي - ظهور أفعى الكوبرا أمام ضريح الولي

مرض سمير مرضا نفسيا خطيرا كاد يودي به إلى الجنون وفي أثناء رحلته الشاقة التي تطلبها بحثه عن العلاج أخذ معه لمرافقته صديقه المقرب منه وفي الطريق إلى زيارة أحد الأضرحة المتواجد بالجبال قصد التبرك وطلب الشفاء كان سيمر يسير في المقدمة ويتبعه صاحبه بخطوات حذرة من ورائه لأن معبر الطريق ضيق جدا و لا يسمح لهما بالسير جنبا إلى جنب وفي تلك الأثناء عندما إقتربا من القبة التي تحتوي قبر الولي بدأ حميد يسمع وقع خطوات تصحبهما ولكنه لا يرى شيئا لا إنسا ولا حيوانا ولا يبصر شيئا رغم تفحصه للمكان من كل جوانبه شعر بالخوف والإرتباك وظل يترقب مصدر الصوت ولكن من دون جدوى أحس بالفزع يغزوه وظهر عليه الإضطراب والتوجس تلى آيات من القرآن وبينما هو على هذه الحالة القلقة جدا وفي واضحة النهار في ذلك الخلاء لم يتبقى لهما إلا مئة متر على بلوغ المكان الذي نويا دخوله إذا بشيئ يسقط من عالي السماء الصافية أمامهما وكان في هيئة أفعى ضخمة كبيرة الحجم شكلها يكتسي لونا شديد الخضرة له عيون شبيهة بالإنس رفعت رأسها من على الأرض وظلت تتفحص حميد وتتفرس فيه وهو ينظر إليها في إندهاش وصمت وصديقه أيضا تجمد أمام المشهد ولم يستطع أن يحرك ساكنا في هذه الأثناء ضم حميد سميرا إلى صدره وبعد لحظات دخلت الأفعى الكبيرة إلى الضريح وتبعتها أسراب من الطيور بأعداد كثيرة جدا وسمعا ضجيجا و فوضى في الداخل كل شيء في المقام يضرب بعرض الحائط وسقفه كل شيء هناك إهتز و اتقلب ثم ساد صمت طويل إنسحابا على إثره إلى صخرة مجاورة ثم قررا الدخول إلى قبة الولي لمشاهدة ما بداخلها فكانت صدمتهما كبيرة جدا عندما وجدا كل الأواني المتوفرة لإعداد الطعام مرتبة بإنتظام في مكانها لم تمسس بسوء لم تنكسر ولم تتبعثر إستغربا لحالهما لم يصدقا ما وقع لهما لا أفعى هناك ولا حتى طيور والمكان فارغ و هادئ إلا من القبر المسيج بجدران وأثواب ذات ألوان خضراء جذابة يشهد على وجود الولي في سكينة و راحة أبدية لا إنزعاج فيها خرجا و أوقدا نارا وقاما بشواء السمك وأحسا براحة نفسية دفعتهما إلى الإنشراح والضحك كأن شيئا لم يكن وعندما أكملا غذاءهما طلب سمير من صديقه معاودة زيارة الضريح للمرة الثانية دخلا في هدوء وخرجا في هدوء رجعا في أمان وسلام بعدها شفي المريض من مرضه الذي عانى منه طويلا لكنه ظل يقوم بهذه الزيارة مرة في السنة يأخذ الذبيحة ويولم الوليمة برفقة بعض من عائلته مما دفع حميد إلى إستنكار ما يفعله صديقه سمير ولم يوافقه عليه بدعوى أن المسألة شرك من عمل الشيطان وجب تركها والتخلص منها نهائيا فهي كما بدت لحميد وسيلة إستدراج من طرف الجن والشياطين للإنسان وعليه أن ينتبه لذلك حتى لا يسقط في الضلال والإنحراف ودعاه للعودة إلى جادة الصواب والإلتزام بالحق والمعتقد الصحيحين واتباع ما يفرضه ويأمر به الدين
ومما يذكره حميد أنه كان يخاف من الكلاب ولا يقربها فكان إذا صادفها في الشارع العام يتجنبها ويمر بعيدا عنها و لا يقربها أبدا فدفعته هذه الفوبيا إلى أن يربي كلبا بمسكنه القديم المتواجد في البادية حتى يتمكن من الإنتصار على خوفه وفعلا تحقق له ذلك واكتسب قوة هائلة إعادت إليه التوازن في النظر إلى ذلك الحيوان الذي إستطاع أن يسيطر عليه بفضل ما إمتلكه من التجربة للتعامل معه دون إحساس متزايد من الخوف وكذلك مما تعلمه من الحياة هو فهم الحالات التي تؤثر في تفكيره وعمل على دراستها علميا للتقليل من دورها الذي تلعبه كفاعل سلبي يساهم في تكوين الشخصية كي لا يسقطها ضحية أي ضعف لا معنى له سوى أنه يأتي من الجهل المذموم الذي يطبعها بالعيوب المستنكرة في حالة ما إذا إستسلمت دونما أن تبدي مقاومتها لنزعات الشر الذي تستهدفها وهو حاليا مهتم بالبحث في مسألة الرقاة الذين يدعون القدرة على إخراج الجن من جسد الإنسان لمعرفة صحتها من بطلانها عله يهتدي إلى يقين ثابت لا شك فيه لعلمه أن الثابت باليقين لا ينتقض إلا بيقين مثله.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى