رسائل بين يحيى حقي وفاروق مواسي

* رسالة إلى يحيى حقي ومنه سنة 1986

الفاتح من حزيران 1986

الأديب الأديب الأستاذ يحيى حقي (مدّ اللــــــه في عمره ذخرًا وذكرًا!)

بعد التحيات ... تترى

يسعدني أن أكتب إليك مخبرًا عن أن قصتك قنديل أم هاشم هي مادة إلزامية في المدارس الثانوية (التوجيهية) العربية في بلادنا. فقد نجحنا في إدخال مواد أدبية حديثة تصلنا بأدبنا المعاصر، وتوثق عُرانا به، فطلابنا يقرأون اليوم نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس وغبرهم وغيرهم .

الصورة مع يحيى حقي سنة 1990، وأنا أهديه كتابي الجنى في النثر الحديث، وفيه الدراسة عن قنديل أم هاشم للنشر.

وقد عمدت إلى تحليل النصوص الشعرية في كتاب صدر – قبل سنة – بعنوان " الجنى في الشعر الحديث"، تناولت فيه ثلاثة وثلاثين نصًا، أذكر من بينهم حجازي وعبد الصبور وإبراهيم ناجي بالإضافة إلى الثالوث شوقي وحافظ ومطران، وغيرهم.

وهاأنذا أعالج النثر الحديث رواية وقصة قصيرة ومقالة ومسرحية.

فعندما عالجت روايتك مثلا استعنت بكتاب حلمي بدير الاتجاه الواقعي، ومتابعة فؤاد دوارة لك في عشرة أدباء يتحدثون، ودراسة علي الراعي دراسات في الرواية المصرية ، وكتاب سلام زغلول دراسات في القصة، ومقال إنجيل سمعان في مجلة فصول المجلد الثاني، العدد الثاني ، ومتابعة فاروق شوشة في الآداب سنة 1960م ، وكتاب محمد حسن عبد الله الواقعية في الرواية، ومقال أحمد هواري في فصول المجلد الثاني، العدد الرابع، وكتاب طه وادي صورة المرأة في الرواية، ومقال بدوي فيjournal of Arabic Literature ، وتلخيص لمريام كوك عن كتابها الصادر سنة 1985م، ولم يتسنّ لي رؤيته.

وعلى ضوء هذه الدراسات التي أضفتُ لها بعض ملاحظاتي قدّمت للطلاب مادة مركزة مساعدة، بالإضافة إلى أسئلة للنقاش عليه أن يجيب عنها.

وعليه أكون شاكرًا إذا أحببت أن تضيف شيئًا لم يكتب عن هذه الرواية الهامة، مما تحب ، لتكون مادتك في دراستي، فتصدر ضمن الكتاب المنوي إصداره.

وأصدقك أنّ ثمة ألفاظًا مصرية الطابع نجد نحن – الفلسطينيين- في معرفتها بعض الصعوبة، أو عدم التحديد في دقة معناها ، فأكون شاكرًا لو تكرّمت علي وعلى طلابي وقرّائي بالإجابة عن هذه التعابير.

فإذا تعذر عليك إرسال رسالة مباشرة إلى حيث أقطن فبوسعك – إذا تكرّمت- إرسال الرسالة عن طريق أوروبا، أو أي طريق ترتئيه، آملا أن تصل رسالتكم في أقرب وقت ممكن.

كما أرجو أن تنقل عتابي لهيئة تحرير الهلال – حيث تعمل- على ما ورد في ملاحظة ضمن " أنت والهلال" عدد آذار 1986 ص177:

"ولأنّ اللغــة العربيــة لا بدّ أن تموت في ظل الحكم الإسرائيلي الذي يحاول محو العرب ولغتهم وكل ما له شأن بهم"

ليثق الأخوة أن لنا أدبنا وأدباءنا، وأننا ما زلنا بخير، رغم كل كيد، ولولا خوفي من أن يُفسـّر الأمر دفاعًا عن خصم لأطلت في ذلك ولأبنت.

مع تقديري لكم ومحبتي

فاروق مواسي - Mawasi Faruq

باقة الغربية – المثلث 30100 Baqa El Gharbiya

إسرائيل - Israel


تعابير للتوضيح

الفول النابت:
حراتي يا فول:
لوبية يا فجل لوبية:
الطرشجي:
جتك لهوة:
المنين:
دواق ليلة الدخلة:
طعمية: هل هو الفلافل أم المدمس بالضبط ؟
بلاش خوتة:
غير الأجزا
مبرطشة:
حب العزيز:
نبوت الغفير:
البسيسة:
السمبوسكة:
حي البغالة:

وثمة تعابير في قصص نجيب محفوظ لا أدري من سيساعدني بتحديد دقة معناها ما دام لا يستطيع اليوم أن يكتب ؟

******************

* ردّ الرسالة

بسم اللــه الرحمن الرحيم

القاهرة في 24 / 6/ 1986 م

سيدي الأستاذ فاروق مواسي

فوجئتُ بخطابك، وأسارع بإبداء إعجابي بك بهذا الجهد الذي تبذله في التقصي والجري وراء المراجع، وهذا يطمئنني عليك، وأدعو الله أن يشدّ دائمًا من عزمك، لأني أتوقع لك مستقبلا مرموقًا، لأنّ من كانت له مثل هذه النشاطات خليقٌ بأن يصل إلى غاياته.. وإليك شرح الألفاظ التي طلبتها .

الفول النابت : يقال إنّ الفول في مصر أكل أغنيائهم في الصباح، وفقرائهم في الظهر، وحميرهم في الليل ، وهو غذاء أساسي عندنا، لأنه مصدر هام للبروتين، وكثيرًا ما توجّه النصيحة إلى الفقراء الذين لا يجدون لحمًا أن يأكلوا فولا. وهو يُطبخ بطرق متعددة.. يوضع في قدر فخاري كبير، ومعه ماء كثير، ثمّ يختم القدر بغطاء، ويوضع القدر في مستودع الحمامات الشعبية. تحوّل القدر الآن إلى قدر نحاسي يوضع فوق البوتاجاز.

أو ينقع الحب في ماء بارد ليلتين متتاليتين أو أكثر، إلى أن تنبت الحبة- بأن يخرج منها بشائر ساقها ، ثمّ يسلق بقشره، حتى ينضج ويؤكل متبلاً بالملح والفلفل ، وأما ماء السليق فحساء محبّب، ويشربه الناس عند النقاهة من مرض.

وكانت العادة أن وفاء بعض النذور يتمثل في توزيع أرغفة داخلها كمية من هذا " الفول النابت" على الفقراء والشحاذين خاصة بجوار مسجد السيدة زينب .

حراتي يا فول: حينما كانت مياه النيل تغطي الأرض في موسم الفيضان لا يحتاج المزارع إلا إلقاء الحب نثرًا على الأرض، ثمّ لا يسقيها بماء بعد ذلك ، وكان الفول يسمّى حينئذ "بعلى" وهو الأفضل، أما الأرض التي لا تغطيها مياه النيل فتزرع بالمحراث، ثمّ الرّيّ أكثر من مرة، وتسمّى الفول "مسقاوي"، ومع ذلك فإنّ الباعة حين يشيدون في هتافهم بجودة بضاعتهم يقولون: فول حراتي، وهذا في نظري تناقض غريب.

حلي وع النّبي صلي : هذا نداء رجل يبيع الحلوى فهو يطلب من المشتري أن يُحلي فمه بهذه الحلوى أما السجع فظاهرة شائعة في نداءات الباعة.

لوبيا يا فجل لوبيا : البائع يريد أنه سهل المضغ طريّ، فهو يشبه نبات اللوبيا.

الطرشجي : هو ال " Pickles"، وهو من المشهيات المملحة الحريفة أحيانًا ، وأشهرها "اللفت"، وأما حرفي الجيم والياء في آخرها فهي من اللغة التركية الموروثة في العامية المصرية، أي صاحب الصنعة، فنقول جزمجي وأجزجي وعربجي .

جتك لهوة: مقابلها بالفصحى " بُعدًا لك " انشغل بحالك عني ، وتقال عادة لرجل يتدخل فيما لا يعنيه ، ربما على شيء من السذاجة، وربما كانت ( لهوة )، من قولك :( لها فلان عن شيء أو عن فعل).

المنين: المنين نوع من الفطائر الصغيرة المقددة المملحة على شكل معين، يحبه أهل الرّيف.

دواق ليلة الدخلة: الدواق حلية من الدنتيل والترتر ( Pailltte) لونها أبيض توضع على رأس العروس ليلة الزفاف دلالة على البكارة والطهارة.

طعمية: هي الفلافل .. أهل القاهرة يقولون طعمية، وأهل الإسكندرية يقولون فلافل.

بلاش خوتة: ( الخوتة ) لم أعرف مرجعها من الفصحى، وهي بالعامية تعني ضجّة أو إلحاح مع إزعاج .

الأجزا: اختار الأتراك هذه الكلمة لتسمية مختلف أنواع الأدوية، ومن ذلك قولنا (( أجزجي)) وكانت شائعة ثمّ استبدلت بها كلمة ( صيدلي ).

مبرطشة: البرطوشة اسم لخفّ رث فقد شكله، وانبعج يمينا ويسارًا .

حب العزيز: ثمرة صغيرة صلبة سكرية، وتباع عادة في الموالد بجوار بعض المساجد، كمسجد السيد البدوي في طنطا، وعادة تباع في أكياس من الخوص.. ربما كان العزيز اسم أحد الفاطميين .

نبوت الغفير: حلوى مصنوعة على شكل أنبوب طويل بحجم الشبر وعلبة سمسم، والخفير حارس الليل، والنبوت هو هراوته أو عصاه الغليظة .. وشبّـهوا الحلوى بهذه العصا.

البسيسة: فطيرة مستديرة تنضج بالزيت في الفرن مصنوعة من دقيق الذرة، وتصنع مع السكر .
السمبوسكة: فطيرة هشة على شكل معين .. والسمبوسكة هي شكل المعين الهندسي بالعامية .
مريوح : تقال لمن ركبه الجنّ فهو مريوح أو ملبوس .
حي البغالة : حي بجوار مسجد السيدة زينب، وربما كان لسوق بيع البغال .

مع خالص الشكر
أملاه / يحيى حقي محمد حقي

.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى