هذا هو الشعر الحر وليس
نحن لم نرافق ولادة المصطلح الثقافي الذي يأتي عبر جهد ورؤى لثقافة حيوية، ولم نتابع سيرورته / تداعياته، مما جعلنا هذا نجهل شروط نموه إلى مصطلح آخر أكثر استقلالية وتحررا في بيئته البعيدة عنا، يحتاج إلى قراءة جديدة خارج معايير معطى ماضيه... لقد عشنا، في خمسينات القرن الماضي وستيناته، مثلا، فورة ثقافية ناقصة تقوم على التعليق وليس على النص؛ على الفرع وليس على الأصل
بودلير وويتمن وما بينهما من بون
هناك تشويش كبير موجود في الوسط الأدبي العربي حول علاقة ويتمَن ببودلير، وأن بودلير تأثر بويتمَن... واحد أسباب رواج هذا التشويش، بل سوء الفهم هذا، هو المقالات النقدية الموضوعة حول قضية ّالشعر الحر". ومما يؤسف له هو أن عددا من المترجمين والنقاد غالبا ما يعتمدون على مقالات وكتب كتبها أجانب غير مختصين يلقون أحيانا الكلام على عواهنه، دون تمحيص وبحث جدي في المصادر
ما هي قصيدة النثر؟
صحيح أن مصطلح قصيدة النثر كان شائعا منذ القرن الثامن عشر. فوفقا لسوزان برنار أن أول من أستخدمه هو اليميرت عام 1777، ووفقا لمونيك باران في دراستها عن الايقاع في شعر سان جون بيرس، أن المصطلح هذا يعود إلى شخص اسمه غارا في مقال له حول "خرائب" فونلي، وذلك عام 1791. وفي دراسة قيمة، صدرت في باريس عام 1936، حول قصيدة النثر في آداب القرن الثامن
الجنابي يرد على بنيس
قرأت مقالة محمد بنيس، ووجدت فيها ملاحظات مهمة خصوصا في الجزء الأول منها... بعضها يكاد أن يكون معروفا في كتب النقد والآخر تكرارا حرفيا لما كتبته، مثلا، في كتابي "رسالة مفتوحة إلى أدونيس": إن المرعب في الأمر هو أن أدونيس انتظر ظهور أطروحة دكتوراه لطالبة اسمها سوزان برنار، حتى يدرك أن هناك شعرا أسمه قصيدة نثر، جاهلا أن ثمة قرنا من النتاج الغزير والتطورات حد أن قصيدة النثر نفسها لم تعد تسمى قصيدة نثر وإنما قصيدة فحسب
من قصيدة حرة إلى قصيدة نثر
كان شارل بودلير أول من جرب تحويل قصيدة موزونة إلى قصيدة نثر، وذلك عندما أعاد كتابة قصيدته الموزونة الشهيرة الدعوة إلى السفر بعد مرور عامين على ظهورها. وحاول أيضا ان يحوّل قصيدته النثرية "نُصف كرة في شَعرٍ إلى قصيدة موزونة" تحت عنوان "الشَعر". وقد غيّر بودلير الكثير في العبارات وفق ما يتطلبه وقع قصيدة النثر في المحاولة الأولى، وما يتطلبه إيقاع البحر الاسكندراني في المحاولة الثانية. وأفضل دراسة تمت
كآبة بغداد: ديوان حسين مردان المفقود
حسين مردان (1927- 1972) شاعر فطري ذو مخيلة متفتحة لكل ما هو جديد، وهو بوهيمي الكتابة بقدر بوهيميته في الحياة اليومية، فهو كما وصف نفسه "رجل شارع حقيقي... عبد حرية لا تطاق، حرية ترفض ان تـُربط حتى بشعرة رفيعة". كان يكتب ردودَ فعل أحاسيسه، من دون رتوش، لذا كانت النتائج تأتي شروخا في مفهوم "النوع"، دون ان تخلق "نوعا" أدبيا متميزا جديدا. كتب أولا وفي فترات فيما بعد قصائد موزونه
عندما قال الشعر للجميع: لنْ
علاقتي بأنسي الحاج تعود إلى سنوات الستينيات عندما كنت أقرأ ما أقع عليه من بعض كتاباته التي أشعرتني أنني أقرأ نبرة مختلفة عمّا كنّا متعوّدين أن نقرأ؛ نبرة تنتمي إلى روح غير سائدة، ورغم قلّة ما كان يصل، كان كافياً أن يقدح في صلب الإدراك شرارة روح... إشكالية لم أفهمها آنذاك! فظلّت كامنة في لاوعيي، ولم تعلُ إلا عندما جاءت اللحظة المناسبة؛ لحظة التمرّد الناضج في باريس السبعينيات، وكأنَّ لِما تيسّر لي في بغداد من كتاباته
المختار من قصييدة النثر الفرنسية من بودلير الى ميشو
إيلاف
عبد القادر الجنابي
نحن لم نرافق ولادة المصطلح الثقافي الذي يأتي عبر جهد ورؤى لثقافة حيوية، ولم نتابع سيرورته / تداعياته، مما جعلنا هذا نجهل شروط نموه إلى مصطلح آخر أكثر استقلالية وتحررا في بيئته البعيدة عنا، يحتاج إلى قراءة جديدة خارج معايير معطى ماضيه... لقد عشنا، في خمسينات القرن الماضي وستيناته، مثلا، فورة ثقافية ناقصة تقوم على التعليق وليس على النص؛ على الفرع وليس على الأصل
بودلير وويتمن وما بينهما من بون
هناك تشويش كبير موجود في الوسط الأدبي العربي حول علاقة ويتمَن ببودلير، وأن بودلير تأثر بويتمَن... واحد أسباب رواج هذا التشويش، بل سوء الفهم هذا، هو المقالات النقدية الموضوعة حول قضية ّالشعر الحر". ومما يؤسف له هو أن عددا من المترجمين والنقاد غالبا ما يعتمدون على مقالات وكتب كتبها أجانب غير مختصين يلقون أحيانا الكلام على عواهنه، دون تمحيص وبحث جدي في المصادر
ما هي قصيدة النثر؟
صحيح أن مصطلح قصيدة النثر كان شائعا منذ القرن الثامن عشر. فوفقا لسوزان برنار أن أول من أستخدمه هو اليميرت عام 1777، ووفقا لمونيك باران في دراستها عن الايقاع في شعر سان جون بيرس، أن المصطلح هذا يعود إلى شخص اسمه غارا في مقال له حول "خرائب" فونلي، وذلك عام 1791. وفي دراسة قيمة، صدرت في باريس عام 1936، حول قصيدة النثر في آداب القرن الثامن
الجنابي يرد على بنيس
قرأت مقالة محمد بنيس، ووجدت فيها ملاحظات مهمة خصوصا في الجزء الأول منها... بعضها يكاد أن يكون معروفا في كتب النقد والآخر تكرارا حرفيا لما كتبته، مثلا، في كتابي "رسالة مفتوحة إلى أدونيس": إن المرعب في الأمر هو أن أدونيس انتظر ظهور أطروحة دكتوراه لطالبة اسمها سوزان برنار، حتى يدرك أن هناك شعرا أسمه قصيدة نثر، جاهلا أن ثمة قرنا من النتاج الغزير والتطورات حد أن قصيدة النثر نفسها لم تعد تسمى قصيدة نثر وإنما قصيدة فحسب
من قصيدة حرة إلى قصيدة نثر
كان شارل بودلير أول من جرب تحويل قصيدة موزونة إلى قصيدة نثر، وذلك عندما أعاد كتابة قصيدته الموزونة الشهيرة الدعوة إلى السفر بعد مرور عامين على ظهورها. وحاول أيضا ان يحوّل قصيدته النثرية "نُصف كرة في شَعرٍ إلى قصيدة موزونة" تحت عنوان "الشَعر". وقد غيّر بودلير الكثير في العبارات وفق ما يتطلبه وقع قصيدة النثر في المحاولة الأولى، وما يتطلبه إيقاع البحر الاسكندراني في المحاولة الثانية. وأفضل دراسة تمت
كآبة بغداد: ديوان حسين مردان المفقود
حسين مردان (1927- 1972) شاعر فطري ذو مخيلة متفتحة لكل ما هو جديد، وهو بوهيمي الكتابة بقدر بوهيميته في الحياة اليومية، فهو كما وصف نفسه "رجل شارع حقيقي... عبد حرية لا تطاق، حرية ترفض ان تـُربط حتى بشعرة رفيعة". كان يكتب ردودَ فعل أحاسيسه، من دون رتوش، لذا كانت النتائج تأتي شروخا في مفهوم "النوع"، دون ان تخلق "نوعا" أدبيا متميزا جديدا. كتب أولا وفي فترات فيما بعد قصائد موزونه
عندما قال الشعر للجميع: لنْ
علاقتي بأنسي الحاج تعود إلى سنوات الستينيات عندما كنت أقرأ ما أقع عليه من بعض كتاباته التي أشعرتني أنني أقرأ نبرة مختلفة عمّا كنّا متعوّدين أن نقرأ؛ نبرة تنتمي إلى روح غير سائدة، ورغم قلّة ما كان يصل، كان كافياً أن يقدح في صلب الإدراك شرارة روح... إشكالية لم أفهمها آنذاك! فظلّت كامنة في لاوعيي، ولم تعلُ إلا عندما جاءت اللحظة المناسبة؛ لحظة التمرّد الناضج في باريس السبعينيات، وكأنَّ لِما تيسّر لي في بغداد من كتاباته
المختار من قصييدة النثر الفرنسية من بودلير الى ميشو
إيلاف
عبد القادر الجنابي
هذا هو الشعر الحر وهذه هي قصيدة النثر
elaph.com