تراص التلاميذ الصغار فى طابور الصباح بعد أن بذل المعلمون جهدا كبيرا لإقناعهم بذلك،كان أغلبهم يجاهدون النعاس الذى مازال يداعب أعينهم البريئة فقد أستيقظوا مبكرا رغما عنهم فى رحلتهم اليومية إلى المدرسة التى تبدأ فى الصباح الباكر وهى المهمة التى يتمنون أن يقوموا بطى صفحتها سريعا لينعموا مرة أخرى باللعب الذى حرموا منه وليقضوا ساعات طوال فى النوم الذى منعتهم الدراسة من التلذذ به كما كان الحال خلال العطلة الصيفية.
بدأت الإذاعة المدرسية بتلاوة آيات قصيرة من القرآن الكريم وبعدها شرع تلميذ فى الصف السادس الابتدائى فى قراءة كلمة الصباح التى استغرق وقتا طويلا من أجل حفظها عن ظهر قلب، لكن شجارا أندلع بين عدد من تلاميذ الصف الأول الابتدائى بعد أن حاول أحدهم العبث بحقيبة زميلة التى يحملها على ظهره وأختلت الصفوف وكأنها لم تعرف نظاما من قبل وأشاح أحد المعلمين بعصاه متوعدا المشاغب بالطرد وحاول معرفة حقيقة الأمر فسمع روايتين متناقضتين بشكل كامل فأحد التلاميذ يتهم قرينه بركله فى قدمه بدون أية مقدمات والآخر يؤكد أن صاحبه قام بالعبث بحقيبته وعندما أستدعى المعلم الحائر شهود الواقعة من الصغار هالته عشرات الروايات الأخرى التى أصابته بالارتباك وجعلته عاجزا عن التوصل للمخطىء فصاح بحزم مخاطبا الجميع " انتباه فى طابور الصباح فليعد كل منكم إلى موقعه ، لا أريد أن أسمع صوت أحدكم حتى لاينال نصيبه من هذه العصا الغليظة".
سرت رعدة فى قلوب الصغيرات وهن يتابعن العصا التى تحركها يد الاستاذ فى الهواء بينما أرتسمت إبتسامة ساخرة على وجوه الذكور فهم يعلمون أنه مجرد تهديد لا محل له من الإعراب فالضرب ممنوع رسميا فى المدارس بقرار وزارى .
لم يتوقف تلميذ الصف السادس الابتدائى لحظة عن تلاوة كلمة الصباح فقد كانت عيناه مصوبتين إلى الميكروفون الذى يحكم قبضته عليه وكأنه لايرى فى الكون شيئا آخر سواه" أطلبوا العلم ولو فى الصين".
ودوت صرخة لطفلة فى جنبات المكان وجاء الصوت من ناحية طابور الصف الأول الأبتدائى وتبعتها عشرات الصرخات وبعدها بدأ الصغار يركضون خلف بعضهم البعض، كانوا جميعا يتقافزون فى اتجاه الفصول الدراسية بعيدا عن ساحة الطابور وسط حالة من الهرج والمرج لم يشهد لها المكان مثيلا من قبل .
بدا المدير مذعورا وهو يشاهد يوم الفزع الأكبر للصغار و الذى لم يرى فى حياته نظيرا له من قبل رغم السنوات الطوال التى قضاها وكيلا ثم ناظرا قبل أن يصبح مديرا لتلك المدرسة الابتدائية الواقعة فى أحدى مدن الوجه البحرى.
حاول بعض المعلمين اعتراض طريق الصغار فى محاولة لمعرفة ماذا أصابهم ولكنهم لم يفلحوا فى ذلك كانوا يفرون من بين أقدامهم ومن أيديهم وكأن وحشا يطاردهم وتواصل الصراخ ،وحده تلميذ الصف السادس كان يلتقم الميكروفون " أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد" كان فى حالة إنفصال كامل عن الواقع بينما كان أقرانه فى بقية الصفوف يقتلهم الفضول لمعرفة سر لهيب الفزع الذى يسرى فى صدور تلاميذ الصف الصف الأول الابتدائى، وانتزع المدير الميكروفون من يد تلميذ الإذاعة المدرسية فترنح لهول المفاجأة وكاد يسقط أرضا " أطمئنوا يا أبنائى كل شىء على ما يرام ، أتمنى لكم يوما دراسيا متميزا" وفى طوابير منتظمة تحرك الجميع إلى فصولهم ولكن أعينهم كانت مصوبة فى اتجاه واحد هو فصول الصف الأول الابتدائى.
وفى الحال تشكل وفدا من مدير المدرسة ووكيل المرحلة والأخصائية الاجتماعية لمعرفة حقيقة الأمر وشدد المدير على حارس البوابة وكافة المدرسين ألا يحدثوا أحدا بما شاهدوا وسمعوا هذا الصباح حتى لايثيروا حفيظة وقلق أولياء الأمور لسبب ربما يبدو تافها ولا يستحق الالتفات إليه فعقول الصغار فى هذه السن الصغيرة قد تصور لهم أشياء لاحقيقة لها وصب اللعنة على قنوات الأطفال " منها لله أفلام الكرتون أفسدت عقول الأطفال بمشاهد الوحوش الخرافية التى لاتكف عن العراك صباح مساء"
اقترب الاستاذ سند مدير المدرسة من الفصل الأول فتناهى إلى سمعه أصوات البكاء الجماعى التى أخفق المعلم فى كبح جماحها وقرع الباب وقام بعدها بنفسه بتوزيع قطع الحلوى على الصغار" والآن يا أحبابى هلا أخبرتم عمو المدير بما أخافكم خلال طابور الصباح" فرفع أحدهم يده طالبا أذنا بالكلام فأجابه بحركة من رأسه و بعد أن تلفت الصغير حوله وكأنه يخشى من أن يضبطه مجهول بالإفصاح عن سر يحتفظ به همس " لقد رأينا ثعبانا يا حضرة المدير" وفى صوت واحد هتف الوفد المدرسى " ثعبان ؟!" وتبادلوا نظرات صامته لبعضهم البعض وإلى معلم الفصل ، وابتلع المدير ريقه قائلا " لا وجود للثعابين فى المكان فالمدرسة نظيفة وجميلة ربما يكون كيس طويل من البلاستك الملون أو ما شابه ذلك أو ربما يكون قد خيل لكم " فقاطعته تلميذة " لقد رأينا ثعبانا بالفعل " واقترب منها وربت على كتفها وعبث بخصلتى شعرها " ربما لايكون الأمر كذلك يا صغيرتى" ولكنه فوجأ بعاصفة من الاعتراض الجماعى من التلاميذ " إنه ثعبان بالفعل يا عمو المدير لقد رأيناه جميعا"
أسقط فى يد الرجل وأحس بأن الأرض تدور من حوله لقد سقط الخبر فوق رأسة كالصاعقة فمصيبة كهذه كفيلة بأن تطيح به من منصبه رغم أنه يبذل كل ما فى وسعه من أجل القيام بدوره على أكمل وجه، وعندما بدأ وجهه يتصبب عرقا همس الوكيل فى أذنه " أنهم صغار يا سيدى المدير وينسون كل شىء سريعا ولا داعى للقلق ، ثق أنهم لن يذكروا شيئا من هذا بعد الحصة الثانية ومن الناحية الأخرى سنكلف العمال بتنظيف المكان والبحث عن هذا الثعبان المزعوم وأنا واثق أننا لن نجد شيئا"،أحس المدير بالدم يجرى فى عروقه من جديد فهز رأسه إيجابا ولكنه أصر على أن يواصل جولته فى بقية فصول الصف الأول حتى يبث الطمأنينة فى نفوس التلاميذ وطرح السؤال نفسه وتلقى الإجابات ذاتها ولم يجد مفرا من إصدار تعليماته للمعلمين بأحتواء التلاميذ حتى ينسوا مثل هذا الهاجس الشيطانى وتوعد من يثبت تورطه فى تسريب هذه الشائعة إلى خارج أسوار المدرسة بالعقاب الشديد.
تهاوى المدير بعد ذلك على مقعده وشرع فى تناول إفطاره الذى تأخر كثيرا عن موعده اليومى فقد انتهت الحصة الأولى للتو ولكن حسام مدرس الرياضيات دخل عليه مفزوعا وهو يصيح"كارثة يا حضرة المدير" فأطاح بسندوتش الفول جانبا "يبدو أنه يوم أسود منذ البداية ماذا جرى ؟"
وبأنفاس لاهثة أجابه " العشرات من أولياء الأمور بالخارج يريدون دخول المدرسة واصطحاب أطفالهم للمنازل بحجة ان المدرسة ظهر فيها ثعبان".
أصابته الصدمة بالخرس لبضع دقائق قبل أن يتمالك زمام نفسه " ولكن كيف بلغهم الخبر بهذه السرعة ؟ "
رد عليه بثقة " بعض الأطفال يحملون هواتف والمؤكد أنهم قاموا بالاتصال بذويهم "
بدأت الإذاعة المدرسية بتلاوة آيات قصيرة من القرآن الكريم وبعدها شرع تلميذ فى الصف السادس الابتدائى فى قراءة كلمة الصباح التى استغرق وقتا طويلا من أجل حفظها عن ظهر قلب، لكن شجارا أندلع بين عدد من تلاميذ الصف الأول الابتدائى بعد أن حاول أحدهم العبث بحقيبة زميلة التى يحملها على ظهره وأختلت الصفوف وكأنها لم تعرف نظاما من قبل وأشاح أحد المعلمين بعصاه متوعدا المشاغب بالطرد وحاول معرفة حقيقة الأمر فسمع روايتين متناقضتين بشكل كامل فأحد التلاميذ يتهم قرينه بركله فى قدمه بدون أية مقدمات والآخر يؤكد أن صاحبه قام بالعبث بحقيبته وعندما أستدعى المعلم الحائر شهود الواقعة من الصغار هالته عشرات الروايات الأخرى التى أصابته بالارتباك وجعلته عاجزا عن التوصل للمخطىء فصاح بحزم مخاطبا الجميع " انتباه فى طابور الصباح فليعد كل منكم إلى موقعه ، لا أريد أن أسمع صوت أحدكم حتى لاينال نصيبه من هذه العصا الغليظة".
سرت رعدة فى قلوب الصغيرات وهن يتابعن العصا التى تحركها يد الاستاذ فى الهواء بينما أرتسمت إبتسامة ساخرة على وجوه الذكور فهم يعلمون أنه مجرد تهديد لا محل له من الإعراب فالضرب ممنوع رسميا فى المدارس بقرار وزارى .
لم يتوقف تلميذ الصف السادس الابتدائى لحظة عن تلاوة كلمة الصباح فقد كانت عيناه مصوبتين إلى الميكروفون الذى يحكم قبضته عليه وكأنه لايرى فى الكون شيئا آخر سواه" أطلبوا العلم ولو فى الصين".
ودوت صرخة لطفلة فى جنبات المكان وجاء الصوت من ناحية طابور الصف الأول الأبتدائى وتبعتها عشرات الصرخات وبعدها بدأ الصغار يركضون خلف بعضهم البعض، كانوا جميعا يتقافزون فى اتجاه الفصول الدراسية بعيدا عن ساحة الطابور وسط حالة من الهرج والمرج لم يشهد لها المكان مثيلا من قبل .
بدا المدير مذعورا وهو يشاهد يوم الفزع الأكبر للصغار و الذى لم يرى فى حياته نظيرا له من قبل رغم السنوات الطوال التى قضاها وكيلا ثم ناظرا قبل أن يصبح مديرا لتلك المدرسة الابتدائية الواقعة فى أحدى مدن الوجه البحرى.
حاول بعض المعلمين اعتراض طريق الصغار فى محاولة لمعرفة ماذا أصابهم ولكنهم لم يفلحوا فى ذلك كانوا يفرون من بين أقدامهم ومن أيديهم وكأن وحشا يطاردهم وتواصل الصراخ ،وحده تلميذ الصف السادس كان يلتقم الميكروفون " أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد" كان فى حالة إنفصال كامل عن الواقع بينما كان أقرانه فى بقية الصفوف يقتلهم الفضول لمعرفة سر لهيب الفزع الذى يسرى فى صدور تلاميذ الصف الصف الأول الابتدائى، وانتزع المدير الميكروفون من يد تلميذ الإذاعة المدرسية فترنح لهول المفاجأة وكاد يسقط أرضا " أطمئنوا يا أبنائى كل شىء على ما يرام ، أتمنى لكم يوما دراسيا متميزا" وفى طوابير منتظمة تحرك الجميع إلى فصولهم ولكن أعينهم كانت مصوبة فى اتجاه واحد هو فصول الصف الأول الابتدائى.
وفى الحال تشكل وفدا من مدير المدرسة ووكيل المرحلة والأخصائية الاجتماعية لمعرفة حقيقة الأمر وشدد المدير على حارس البوابة وكافة المدرسين ألا يحدثوا أحدا بما شاهدوا وسمعوا هذا الصباح حتى لايثيروا حفيظة وقلق أولياء الأمور لسبب ربما يبدو تافها ولا يستحق الالتفات إليه فعقول الصغار فى هذه السن الصغيرة قد تصور لهم أشياء لاحقيقة لها وصب اللعنة على قنوات الأطفال " منها لله أفلام الكرتون أفسدت عقول الأطفال بمشاهد الوحوش الخرافية التى لاتكف عن العراك صباح مساء"
اقترب الاستاذ سند مدير المدرسة من الفصل الأول فتناهى إلى سمعه أصوات البكاء الجماعى التى أخفق المعلم فى كبح جماحها وقرع الباب وقام بعدها بنفسه بتوزيع قطع الحلوى على الصغار" والآن يا أحبابى هلا أخبرتم عمو المدير بما أخافكم خلال طابور الصباح" فرفع أحدهم يده طالبا أذنا بالكلام فأجابه بحركة من رأسه و بعد أن تلفت الصغير حوله وكأنه يخشى من أن يضبطه مجهول بالإفصاح عن سر يحتفظ به همس " لقد رأينا ثعبانا يا حضرة المدير" وفى صوت واحد هتف الوفد المدرسى " ثعبان ؟!" وتبادلوا نظرات صامته لبعضهم البعض وإلى معلم الفصل ، وابتلع المدير ريقه قائلا " لا وجود للثعابين فى المكان فالمدرسة نظيفة وجميلة ربما يكون كيس طويل من البلاستك الملون أو ما شابه ذلك أو ربما يكون قد خيل لكم " فقاطعته تلميذة " لقد رأينا ثعبانا بالفعل " واقترب منها وربت على كتفها وعبث بخصلتى شعرها " ربما لايكون الأمر كذلك يا صغيرتى" ولكنه فوجأ بعاصفة من الاعتراض الجماعى من التلاميذ " إنه ثعبان بالفعل يا عمو المدير لقد رأيناه جميعا"
أسقط فى يد الرجل وأحس بأن الأرض تدور من حوله لقد سقط الخبر فوق رأسة كالصاعقة فمصيبة كهذه كفيلة بأن تطيح به من منصبه رغم أنه يبذل كل ما فى وسعه من أجل القيام بدوره على أكمل وجه، وعندما بدأ وجهه يتصبب عرقا همس الوكيل فى أذنه " أنهم صغار يا سيدى المدير وينسون كل شىء سريعا ولا داعى للقلق ، ثق أنهم لن يذكروا شيئا من هذا بعد الحصة الثانية ومن الناحية الأخرى سنكلف العمال بتنظيف المكان والبحث عن هذا الثعبان المزعوم وأنا واثق أننا لن نجد شيئا"،أحس المدير بالدم يجرى فى عروقه من جديد فهز رأسه إيجابا ولكنه أصر على أن يواصل جولته فى بقية فصول الصف الأول حتى يبث الطمأنينة فى نفوس التلاميذ وطرح السؤال نفسه وتلقى الإجابات ذاتها ولم يجد مفرا من إصدار تعليماته للمعلمين بأحتواء التلاميذ حتى ينسوا مثل هذا الهاجس الشيطانى وتوعد من يثبت تورطه فى تسريب هذه الشائعة إلى خارج أسوار المدرسة بالعقاب الشديد.
تهاوى المدير بعد ذلك على مقعده وشرع فى تناول إفطاره الذى تأخر كثيرا عن موعده اليومى فقد انتهت الحصة الأولى للتو ولكن حسام مدرس الرياضيات دخل عليه مفزوعا وهو يصيح"كارثة يا حضرة المدير" فأطاح بسندوتش الفول جانبا "يبدو أنه يوم أسود منذ البداية ماذا جرى ؟"
وبأنفاس لاهثة أجابه " العشرات من أولياء الأمور بالخارج يريدون دخول المدرسة واصطحاب أطفالهم للمنازل بحجة ان المدرسة ظهر فيها ثعبان".
أصابته الصدمة بالخرس لبضع دقائق قبل أن يتمالك زمام نفسه " ولكن كيف بلغهم الخبر بهذه السرعة ؟ "
رد عليه بثقة " بعض الأطفال يحملون هواتف والمؤكد أنهم قاموا بالاتصال بذويهم "
- لكن الهواتف ممنوعة داخل المدرسة فكيف سمحتم لهم بذلك ؟
- يا حضرة المدير هل سنفتش حقيبة كل تلميذ ؟
- إهمالكم هو الذى أدى بنا إلى هذه المصيبة .
- وهل نحن الذين أوجدنا الثعبان الذى خلق كل هذا الفزع ؟
- لاتردد مثل هذه الشائعات لاوجود لثعابين فى المكان .
- والآن ما العمل ؟
- سأخرج إليهم وأبلغهم بالحقيقة .
- وخاطب المدير أولياء الأمور عبر ميكرفون الأذاعة المدرسية " أعزائى الآباء والأمهات أبنائكم أمانة فى أعناقنا، لا تتناقلوا الشائعات التى يرددها البعض عبر مواقع التواصل فالمدرسة آمنة بنسبة مائة بالمائة ويجب عليكم الانصراف الآن لشئونكم الخاصة حتى تمنحوا لنا الفرصة لتعليم أبنائكم"،وبعد ذلك طالب المعلمين بأن يعودوا لآداء شئونهم مشددا على أنه لن يسمح لأحد بالاقتراب من باب المدرسة طوال اليوم الدراسى وعاد إلى مكتبه فوجد ساندوتش الفول البائس فى مكانه فبدأ فى إلتهامه بعد أن تضورت معدته جوعا وفى القضمة الأخيرة اقتحم عليه عامل البوابة حجرته " مصيبة يا حضرة المدير، قوة من الشرطة فى الخارج تريد دخول المدرسة بعد تلقى النجدة بلاغا من أحد أولياء الأمور بوجود ثعبان "
- أفرغ فى جوفه نصف زجاجة مياه لابتلاع اللقيمات التى أنحشرت فى حلقه وسار يقدم رجلا ويؤخر أخرى وعلى بعد خطوات قليلة لاحظ انتشار مجموعة من رجال الشرطة الذين كانوا يفحصون المكان واقترب منه أحدهم وألقى عليه تحية الصباح.
- أنا الرائد مصطفى طايع تلقينا منذ قليل بلاغا من أحد أولياء الأمور يؤكد وجود ثعبان فى المدرسة.
- رد متلعثما :ردد بعض التلاميذ ذلك فى الصباح ولكننا لم نعثر على شىء.
- وهل أتخذت الإجراءات اللازمة لتأمين حياة التلاميذ؟
- نعم يا سيدى كلفت العمال بالبحث فى كل مكان فلم يجدوا شيئا كما وضعنا الشيح لطرد هذا الثعبان إذا كان موجودا بالفعل .
- الشيح ؟
- أجل يا سيدى .
- وهل تظن أن هذه الإجراءات تكفى ؟
- الحقيقة أنه لايوجد دليلا واحدا على صحة الواقعة حتى الآن.
- فى المساء تصدر خبر العثور على ثعبان فى مدرسة إبتدائية تغطيات أغلب المواقع وبرامج التوك شو وقررت وزارة التعليم فى نهاية المطاف إغلاق المدرسة لمدة 48 ساعة لحين الانتهاء من عمليات التعقيم اللازمة وكان المدير أول ضحايا الثعبان حيث صدر قرار من المديرية بخصم يومين من راتبه وتوجيه لوم شديد له لتقصيره فى عمله .
- لكن الحياة أبدا لا تتوقف حتى لو اعترض مسيرة سالكيها ثعبان مجهول المصدر، فى الصباح انتظم التلاميذ كعادتهم فى الطابور والتقم تلميذ الصف السادس الابتدائى الميكرفون وهو يردد " النظافة من الإيمان .. أيها التلاميذ حافظوا على نظافة مدرستكم " وفجأة أنقلبت الدنيا رأسا على عقب وسابق تلاميذ الصف الأول الابتدائى الريح وهم يصيحون "الثعبان .. الثعبان" كان المدير هذه المرة يقف فى منتصفهم تقريبا ، لقد شاهد بعينيه هذا الشىء الذى يتلوى زاحفا على بطنه وهو ينشر الفزع فى المكان وبرشاقة شاب فى العشرين من عمره طار فى الهواء وسقط بعدها فوق هذا الكائن المخيف مباشرة وسحقه بحذائه واقترب منه المدرسين للتأكد من نهاية الثعبان المرعب فأزاح حذائه قليلا فظهرت أشلاء المخلوق الذى تمكن من سحقه فزفر بشدة وجفف عرقه بمنديل ورقى وهو يصيح " إنها مجرد سحلية صغيرة وليست ثعبانا هذا هو كل ما فى الأمر ".