" حقا
نحن نمشي في حديقة ساحرات الموت؛
لكني الشيوعي الأخير "
سعدي يوسف
من ديوان " الشيوعي الأخير"
لم يئن وقت الفتق بعدْ
وقف الوقت في الحلْق زُنْبُرُكا صدئا لا يرن
فارتقي هُدبيك بماء الصدأ
وانثريه رذاذا مداريا يستبيح مسام هواء الجنوب
لعل رياح الصبا تعوي
تأتي بالماء الأجاج
واليبابْ.
لم يئن وقت الفتق بعدْ
خلخل العقربان مواقع أرقام ساعة حائط بيتي المهترئْ
تهت في أدغال التيه
كم الساعة الآن
يا امرأة
ترفو الصوف ليلا
للقرّ الآتي أو اللاآتي
بهدوء جريح يراقب نبض الفصول؟
أي نجم في هذا الربع الخالي
في هذا الليل المُعسعِس
يمسي لي بوصلة
أو دليل هلاك؟
هل أبيت أجوب الفيافي بحثا عن غودو المنسي
مثل ثور غبي
خيطت عيناه
يدور
يدورْ؟
كلا يا جذوع الأرز العتيق
افتقي صدر هذا الوقت
ارتقي ما اغرورق من أهداب سكرى
باتت ترفو خيوط الوقت المفتت حول ظلال الطلولْ.
لم يئن وقت الفتق بعدْ
نقطة البدء من طمي هذا الشِّعب المرفوس في الماء الآسن انطلقت
كيف لي أن أعضَّ على حجر
يرديه السّيل من الأعلى
متشظّيا
دائخا
ثملا؟
كيف لي
ـ في هذا المنحدر المفشي لدمي البخس بين مجاري الطين الرمادي ـ
أن أصّاعد نحو رفاقي هناك؟
كيف لي ...؟
وأنا في هذا الوحل العنيد
تصليني في كل منعرج
صعقة
تردي جسدي خِرَقا وبقايا عظام.
لم بئن وقت الفتق بعدْ
مثلما يشهق الموسى في يمنى حلاق أعشى
تعوج طريق السيل الجارف شطر يمين الكهف العتيق
تصْلينا فيه زرافات كي نغط هناك
في زواياه الداكنهْ
خارج الوقت
ألف سنهْ
في سبات عميق.
أي لون لهذا الغبار الذي يقذي بؤبؤ العين الساهرة؟
لم يئن وقت الفتق بعدْ
كلهم أدلو بالدلاء
أيهم يكفل العذراء؟
كلهم خاطوا لغة فيها شيء أو شيئان من حتى
كلهم تركوا الماء يهمي هناك
وآبوا إلى لغة فيها شيء من خف حنين.
يبس الماء في حلقي الهائج
يسود السحاب هناك
وليس هنا
أستجدي جزيئا من الطّلّ
كي تبتلّ العروق
عرش بلقيس يهذي في ذاك الجرف الهاري
تهتز من الخوف أبراجه الهرمهْ
وأنا في هذا المنحدر المتوغل في الليل
أبحث عن هدهدي.
كأس العرَق المرّ
يدحو هدهدي الساهي في زاوية سكرى.
عم مساء يا هدهدي
" وغدا خمر "
هكذا قالت كأسك الثامنهْ
دعك في بهوك الكستنائي
مزهوا بالوقت الممتد في كل الأزمنهْ
ليس للوقت من معنى
خارج الكأس الولهى.
لم يئن وقت الفتق بعدْ
دعني أحبو كي ألعثِم كل اللغات
دعني أمحو أثر المحو
دعني أدحو وجهي في منحدري المحدودب
صوب غسوق المساء.
نحن نمشي في حديقة ساحرات الموت؛
لكني الشيوعي الأخير "
سعدي يوسف
من ديوان " الشيوعي الأخير"
لم يئن وقت الفتق بعدْ
وقف الوقت في الحلْق زُنْبُرُكا صدئا لا يرن
فارتقي هُدبيك بماء الصدأ
وانثريه رذاذا مداريا يستبيح مسام هواء الجنوب
لعل رياح الصبا تعوي
تأتي بالماء الأجاج
واليبابْ.
لم يئن وقت الفتق بعدْ
خلخل العقربان مواقع أرقام ساعة حائط بيتي المهترئْ
تهت في أدغال التيه
كم الساعة الآن
يا امرأة
ترفو الصوف ليلا
للقرّ الآتي أو اللاآتي
بهدوء جريح يراقب نبض الفصول؟
أي نجم في هذا الربع الخالي
في هذا الليل المُعسعِس
يمسي لي بوصلة
أو دليل هلاك؟
هل أبيت أجوب الفيافي بحثا عن غودو المنسي
مثل ثور غبي
خيطت عيناه
يدور
يدورْ؟
كلا يا جذوع الأرز العتيق
افتقي صدر هذا الوقت
ارتقي ما اغرورق من أهداب سكرى
باتت ترفو خيوط الوقت المفتت حول ظلال الطلولْ.
لم يئن وقت الفتق بعدْ
نقطة البدء من طمي هذا الشِّعب المرفوس في الماء الآسن انطلقت
كيف لي أن أعضَّ على حجر
يرديه السّيل من الأعلى
متشظّيا
دائخا
ثملا؟
كيف لي
ـ في هذا المنحدر المفشي لدمي البخس بين مجاري الطين الرمادي ـ
أن أصّاعد نحو رفاقي هناك؟
كيف لي ...؟
وأنا في هذا الوحل العنيد
تصليني في كل منعرج
صعقة
تردي جسدي خِرَقا وبقايا عظام.
لم بئن وقت الفتق بعدْ
مثلما يشهق الموسى في يمنى حلاق أعشى
تعوج طريق السيل الجارف شطر يمين الكهف العتيق
تصْلينا فيه زرافات كي نغط هناك
في زواياه الداكنهْ
خارج الوقت
ألف سنهْ
في سبات عميق.
أي لون لهذا الغبار الذي يقذي بؤبؤ العين الساهرة؟
لم يئن وقت الفتق بعدْ
كلهم أدلو بالدلاء
أيهم يكفل العذراء؟
كلهم خاطوا لغة فيها شيء أو شيئان من حتى
كلهم تركوا الماء يهمي هناك
وآبوا إلى لغة فيها شيء من خف حنين.
يبس الماء في حلقي الهائج
يسود السحاب هناك
وليس هنا
أستجدي جزيئا من الطّلّ
كي تبتلّ العروق
عرش بلقيس يهذي في ذاك الجرف الهاري
تهتز من الخوف أبراجه الهرمهْ
وأنا في هذا المنحدر المتوغل في الليل
أبحث عن هدهدي.
كأس العرَق المرّ
يدحو هدهدي الساهي في زاوية سكرى.
عم مساء يا هدهدي
" وغدا خمر "
هكذا قالت كأسك الثامنهْ
دعك في بهوك الكستنائي
مزهوا بالوقت الممتد في كل الأزمنهْ
ليس للوقت من معنى
خارج الكأس الولهى.
لم يئن وقت الفتق بعدْ
دعني أحبو كي ألعثِم كل اللغات
دعني أمحو أثر المحو
دعني أدحو وجهي في منحدري المحدودب
صوب غسوق المساء.