ريم عبد الباقي - عفواً أيها القدر..

تكتب علينا بعض الأقدار المؤلمة أحياناً،تمتد وتستمر لأعوام وأعمار، نظن معها أن لا مفر منها وأنها لن تنتهي وان تلك هي الحياة التي عرفناها منذ البداية وسنبقى نحياها حتى النهاية، كل شيء حولك يوهمك بأزلية تلك الأقدار..

قد تأتي تلك الأقدار على هيئة أشخاص فرضوا علينا بشكل أوبآخر..

أشخاص ربما أدخلناهمالى حياتنا في لحظة غفلة وخيبة أوربما كانوا قدراً حتمياً منذ البدايةأو أنهمأقحموافي حيواتنا رغما عنا.. الفرق ليس كبيرا ولا يهم كيف أصبح ذلك الشخص جاثوما يطبق على صدرك، ترزح تحت ثقله دون امل في الخلاص.

وقوع الإنسان تحت ذلك الثقل، وبقاءه محاصرا بداخل تلك الدائرة المحكمة من اليأس وقلة الحيلة وانعدام السبل يجعله يقتنع فعلاً بأنه لا مفر ولا مهرب وأن تلك الحياة قد أصبحت مصيراً قدرياً أبدياً لا يمكن أن ينتهي، بينما الواقع يقولانه دائما هناك مفر ومهرب مهما رأيناه بعيدا، صعبا أو حتى مستحيلا.. هناك دائما شق صغير نستطيع أن نحفره، نوسعه نرى منه الجانب الأخر ونحلم بأن نعبر يوما إليه، وعندما يكبر الحلم ويتنامى مع الأيام ويتعاظم حتى تضيق صدورنا به سيتحقق.. سيخرج حينها ذلك الحلم الذي أسرته كالمارد بقلبكالى النور، سيكسر القيود، يوما ما وبطريقة ما سيشق صدرك ليدخله ضوء النهار والهواء المنعش وينزاح الجاثوم..

ولكن أرجوك ألا تترفع حينها عن الاحتفاء بالنصر، لا تلم نفسك عندما تنظر لذلك الكابوس بنظرة التشفي التي تضعه موضعه"أنت مجرد كابوس وانا اعلم أنك كابوس وانقضى أو على وشك الانقضاء أو سينقضي يوما ما"..

تلك النظرة التي تجعلك تشعر بضآلة ذلك الشخص وتقزمه مع مرور الوقت.. لست شخصا سيئا وشعورك ذلك ليس لؤما أو شرا واستمتاعك به ليس ذنبا أو وزرا تداريه وتخجل منه، بل على العكس فقد كان يستمتع بانقطاع أنفاسك تحت ثقله طوال الوقت فأين الخطأ في أن تنظر في عينيه مليا وأنت تأخذ ملئ رئتيك نفسا عميقاً سعيدا يتضوعمنه عبير الحرية، تنتفخ كما الطاووسمنتشيا بالنصر وعلى محياك ترتسم ابتسامة فرح فجة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى