غيفارا معو - سفين رحلة اللاعودة... قصة قصيرة

غادرت سفين ذات الثمانية عشرة عاما مع عائلتها دون أن تنظر خلفها عساها تنسى أيام الحرمان
من خبز طازج صالح للاستهلاك الآدمي
من الوقوف ساعات أمام محل توزيع الغاز وقبل أن تصل الى باب المحل يصرخ الموزع لم يبقى لدينا غاز
من فواتير كهرباء النظامية والمولدة التي لا تجعلها تتفرج الى مسلسلها المفضل انقطاع يشبه فواصل الاعلان
من ضرائب ومن الإتاوات التي تفرض على الفقراء دون الأغنياء
من وجود اللحمة التي أصبحت زوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة
قطعت الحدود استقبلت المخاطر حاولت الوصول مرارا الى الشواطئ البعيدة ولكن كان الحظ السيء يلاحقها مرات ومرات وفي إحداها استطاعت الوصول الى الشاطىء وانتظرت ليلة البرد حتى ساعات الصباح لتبحر ببلم مطاطي يحمل أكثر من ٧٥ شخص من كل الاعمار والاجناس
ولم يأتي وفي مساء اليوم التالي حيث البحر هادىء والبلم جاهز ولكن مركب البوليس تبحر وكأنها تحرسهم من المغامرة مضت الساعات طويلة وهم يختبئون بين الأشجار حتى اعلن ساعة الإبحار
ركب الجميع ودفعهم اشخاص بقوة الى عرض البحر وبدأت رحلة الابحار رغم تلاطم الأمواج وصراخ الأطفال وبعض النسوة مازال الشاطىء الآخر بعيدا توقف المحرك نفذ الوقود الكل يرتدي سترة النجدة ولكن الخوف لا يجعل احد يغامر حاولوا تشغيل المحرك مرارا لم ينفع واصبح التجديف وسيلتهم الوحيدة للخلاص حتى اقتربوا من الجهة الأخرى بشق الأنفس ولم يبقى إلا مئات الامتار فقرروا السباحة من يسبح والباقي يجدف بالنساء والصغار وصلوا الى الجزيرة فكان امامهم البوليس كل ثيابهم مبللة والبرد يقطع الحجر منحهم البوليس بعض اوراق القصدير واتجهوا الى معسكر القريب كانت ارض الخيم مفروشة بالأجساد لا بالسجاد كلهم جاؤوا على أمل حياة أفضل
توقف عند احدى الخيم منهارة القوة من الجوع والبرد وقالت لأمها
أمي أن نعيش بدون كهرباء وخبز وووووو اليس افضل من أن نموت على أرصفة العالم وما كادت تنهي كلامها حتى وقعت مغمية عليها ركض الجميع اسعاف اسعاف لا حياة لمن ينادي وبعد طول انتظار وصل فريق الإسعاف الذي يشبه سيارة إطفاء عامودة دوما حتى تأتي يتم إطفاء الحريق قال طبيب الإسعاف باليونانية το κορίτσι είναι νεκρό الفتاة ميتة وانتهت رحلة سفين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى