د. محمود عطية - «محمد صلاح» وتغير المناخ

فلا يمكن للمقولات الرنانة المتحسرة على عصر سى السيد ولا «كنس عتبات السيدة» أن تغير ما فعله الزمن وتطور المجتمعات..!

الإثنين:
الرئيس ومطالب العالم الأقل نموًّا
بمنتهى الغطرسة مازالت الدول الصناعية الأكثر نموًّا مستمرة فى اغتيال الكون بالانبعاثات الكربونية الناشئة عن عوادم صناعاتها العملاقة... ذلك دفع بجولى غراى الباحثة فى مجال الجزيئات النباتية بجامعة شيفيلد ردا على سؤال عن أى الأنواع الحية تعتقد أنها ستظل على قيد الحياة ما لم يتخذ الإنسان تدابير جذرية للتعامل مع التغير المناخى: «لا أعتقد أننا نحن البشر سنكون من بين الناجين، بل سنذهب سريعا أدراج الرياح ورغم ما يتمتع به البشر من قدرات غير عادية على الابتكار والتكيف، إلا أننا لن نكون غالبا فى مصاف الناجين..!».
ولذلك حمل الرئيس السيسى بمشاركته فى مؤتمر التغير المناخى بجلاسكو -أكبر مدن اسكتلندا- مطالب العالم الاقل نموًّا الذى يعانى مناخيا من ويلات العالم الأكثر نموًّا.. وتتحدد أهم مطالب العالم الاقل نموًّا فى عدة بنود من اكثرها إلحاحا ان يفى العالم الصناعى الأكثر نموًّا بتعهده بضخ 100 مليار دولار سنويا حتى يمكن لهم التأقلم مع التغير المناخى.. مع الاعتبار ان رفع سقف الطموح العالمى وزيادة الاعتمادات المالية لمحاربة تغير المناخ شىء أساسى لبقاء الدول الاقل نموًّا.. والموافقة على وقف تام للانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحرارى قبل عام 2050 على ان تكون هناك اهداف محددة للدول المسئولة عن النسبة الأكثر من الانبعاثات كالولايات المتحدة واستراليا وبعض بلدان الاتحاد الأوربى.. الاكثر غرابة رغم تضرر العالم الاقل نموًّا من ظاهرة الاحتباس الحرارى لكنه يساهم فيها.. وقد بح قلم الزميل محمد درويش فى «نقطة فى بحر» عن حرق الزبالة وضررها البيئى وأهمية عدم حرقها والاستفادة منها.
الأربعاء:
«التعليم» ومقترح تدريس «صلاح»
أدهشتنى تصريحات مسئولى التعليم عن الرغبة فى ادراج تاريخ اللاعب الدولى محمد صلاح ضمن مقررات الدراسة.. فقد صرحت مديرة مركز تطوير المناهج بالوزارة لصحيفة الوطن المصرية بأنه «سيتم تدريس مسيرة محمد صلاح فى مادة اللغة الانجليزية للمرحلتين الإعدادية والثانوية حتى يتعرف التلاميذ على حياة اللاعب..» كما نسب للدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم تصريح بأنه من الوارد أن يتم إدراح محمد صلاح نجم المنتخب الأول لكرة القدم ونادى ليفربول ضمن المنهج فيما بعد.. وقد تناقلت الخبر البى بى سى والايه ار تى الروسية! لكن لا نعرف بالضبط ماذا ستدرس وزارة التربية والتعليم فى مناهجها المقترحة عن اللاعب الدولى محمد صلاح.
وهل ستلقن الوزارة أن على الطلاب التفكير فى الهجرة للمنظومة الغربية حتى يبرزوا ويكون لهم شأن وسمعة عالمية ويرفعوا راية مصر من الخارج..؟!
وهل ستذكر الوزارة أنها لا تنتبه لأهمية العلم وما اسداه صاحب نوبل فى العلم د.أحمد زويل ولا حتى عالم الطب مجدى يعقوب ولا حتى جهاد نجيب محفوظ فى تدشين الرواية العربية حتى حصل على نوبل ويعد مثالا مخالفا فلم يخرج للغرب بل جاء الغرب له.. وفى سيرة نجيب نعرف انه انفصل عن الصراعات الداخلية حتى يتم منجزه وكأنه كان من المهاجرين بالداخل..!
ربما تفيق وزارة التعليم من هذا الاقتراح وتحاول أن تدرس للطلاب كيفية توفير المناخ الذى ينتج اناسا مميزين.. مناخا يحارب الفساد ويعلى من شأن أصحاب المواهب والعمل على مراعاتهم وتيسير السبل لهم داخل الحياة المصرية وليس خارجها...!
الجمعة:
الجهل أكثر تكلفة
اخطر ما يصرح به بعض المسئولين أن التعليم مكلف جدا على الدولة.. ويتغافلون عمدا عن ان تكلفة الجهل افدح واشد على الدولة.. ولذلك نشعر بأسى شديد لمن يكتبون عن أهمية التعليم فلا أعلم لمن يكتبون ومن ينبهون..؟! فعلا مساكين من يكتبون عن أهمية التعليم.. فلا أحد يأخذ كلامهم على محمل الجد.. الجهل يا سادة اكثر تكلفة على الدولة من التعليم ومعظم مشاكلنا ناتجة عن الجهل بداية من زيادة النسل حتى الضائقة المرورية.. فلو حسبت ما ننفقه على الجامعات والمدارس وحتى المراكز البحثية والعلمية ستجد ان تكلفة الجهل أفدح.. فالجهل بأهمية الحفاظ على البيئة لوث الهواء وأنتج العديد من الامراض الصدرية وأجدب مناطق زراعية من أخصب الأراضى ورفع حرارة الارض.. والجهل بالأمور الصحية يكلفنا أموالا طائلة والجهل بالقراءة والكتابة ينتج بشرا أعداء لأنفسهم ويسهل اقتيادهم واللعب فى أدمغتهم.. ويكفى أن ننظر حولنا لنجد دولا فاشلة بسبب الجهل والدم يراق على الجانبين.. والجهل بالدين أنتج الجماعات المتطرفة التى راح على يديها آلاف الضحايا..!
السبت:
دراويش المشى وممشى النيل
أنا من دراويش المشى فى الأرض وبالتعبير الحديث من محبى رياضة المشى رغم ازدحام الطرق واختفاء الأرصفة التى تم السطو عليها من الكافيهات والباعة الجائلين وفى عز النهار والمحليات وشرطة المرافق التى تغمض عينيها وكأن ما يحدث هو قدر.. أى أن تسرق الأرصفة من تحت أقدام المارة «عينى عينك» ويدفع بهم لنهر الطريق بين جميع أنواع المركبات.. ومع ذلك أحاول كدرويش متيم مزاولة المشى على كورنيش النيل ووسط أحياء القاهرة المملوكية والفاطمية وفوق ما يلفظ انفاسه الأخيرة مما تبقى من الأرصفة.. وأمشى حتى فى وسط الطرق المزدحمة عملا بنصيحة د. ويليام بيرد، الطبيب الانجليزى الذى نشر دراسة حديثة عن المشى وذكر أن «المشى فى الشوارع المزدحمة، التى قد ترتفع فيها نسبة تلوث الهواء، يظل أقل خطرا من المشكلات الصحية التى قد يجلبها عدم ممارسة المشى والحركة». كما يصف طريقة المشى قائلا: «إن المشى السريع يؤدى إلى إنتاج المزيد من الخلايا الطبيعية القاتلة التى تشكل جزءا هاما من جهازنا المناعى بوصفها خط دفاع أول ضد الأجسام الغريبة والفيروسات التى تنفذ إلى أجسادنا عبر الفم أو الأنف».. وفى منتصف العمر يصبح المشى خيارا ضروريا لا غنى عنه للتعامل مع التوتر وأمراض ضغط الدم والسكرى وتصلب الشرايين والتى غالبا ما تظهر فى هذه المرحلة من العمر.. وميزة المشى أنه لا يسبب أضرارا للجهاز الحركى أو ضغطا على المفاصل كما قد يفعل الجرى مثلا... ولعلنا نستبشر خيرا بالممشى الذى يعد على النيل ويكون فاتحة خير على محبى رياضة المشى ومنفذا لهم عوضا عن الأرصفة التى تم اختفاؤها.
الثلاثاء:
«الرجال أحباب الله»
أظن أن من أشار على الرجال بضرورة «كنس عتبات السيدة» على صنف النسا لاستعادة أمجادهم الزائلة يستحق منا كل الرثاء.. فلا يمكن للمقولات الرنانة المتحسرة على عصر سى السيد ولا «كنس عتبات السيدة» أن تغير ما فعله الزمن وتطور المجتمعات.. والتعامل مع ما طرأ على المجتمع الذكورى لا يأتى بالتباكى على ما فات من مجدٍ ولا بما يؤكده البعضُ من أن قانون «الخلع» كان السبب.. فقد منح «الخلع» -كما يرى الكثيرون- حقوقًا للنساء كانت حكرًا ومرتعًا للرجال يُمارسون فيه ذكورتهم ويُحققون فيه ذاتيتهم وما ظنوه تميزًا ذكوريًّا بالميلاد.. ولا أرى ضرورةً للجمعيات والروابط التى أقيمت على عجل لمساندة ومناصرة الرجال لما آل إليه حالهم، مثل جمعية: «المخلوعين فى الأرض»، وجمعية: «ارحموا عزيز قوم ذل».. وجمعية «الرجال أحباب الله».. كل تلك الجمعيات تبحثُ عن ملاذٍ آمنٍ للرجل بعدما تعرَّض لهجماتٍ متتاليةٍ من حواء، وكأنها تأخذُ بالثأر منه ردًّا على ما فعله طوال تاريخه معها.
وربما نجدُ مبررًا لا بأس به للانزعاج الشديد الذى أصاب المجتمع الذكورى من دراسةٍ قام بها المركز القومى للبحوث الاجتماعية من فترة وقد رصدت الحالة الذكورية وما طرأ على المجتمع وتبدل الحال إلى حالٍ آخر.. وتوصلت إلى أن 40٪ من الرجال المصريين «الأزواج» يتعرضون للضرب من الزوجات..!
ولكن للحقيقة تظهر الدراسة أن ضرب الزوجات لأزواجهن له مبررٌ منطقي.. فهى محاولةٌ بريئةٌ لتأديبهم وتبصيرهم بالعيب، وبأن الحكاية مش سايبة.. كما توصلت الدراسة التى نُشرت فى العديد من وسائل الإعلام أن المرأة المصرية توسَّعت فى «خلع» الرجال «الأزواج» لأتفه الأسباب منذ صدور القانون الخاص عام 2000 مما يعنى تبدل الحال، وأن المجتمع النسائى زهق من سيطرة الرجل ومن نعيمه، وعلى استعدادٍ دائمٍ لترك كل غالٍ ورخيصٍ فى سبيل الفرار من سيطرة الرجل وعنفه القديم.. سبحان الذى يُغير ولا يتغيَّر.. حال الرجالة يصعب على الكافر.. ولا أعتقد أن جمعياتهم المتتالية، وعلى رأسها جمعية الرفق بالرجال، يمكن أن تُعيد تراث الماضى البعيد.. ولا مجال أمامهم سوى العيش بسلام ووئام مع متغيرات العولمة.
من عجائبنا:
• 16 عاما منذ قدومه من الهند ويعيث فينا فسادا ولا رُخص ولا نِمَر ولا يدفع ضرائب.. «التوك توك».
• إذاعة المترو تحذر من الموجة الرابعة لكورونا وضرورة ارتداء الكمامة، وتقريبا الكل خلع الكمامة.
• مهرجان من الباعة الجائلين والتكاتك وكل من فى نفسه حاجة يعملها أمام منافذ خروج ودخول المترو.
• ميكروباصات وبائعو ملابس مستعملة وأحذية يبتلعون شارع الصحافة ويحاصرون «مستشفى الجلاء للولادة».
• برنامج العباقرة يسأل الطلاب عن أسماء الافلام والتمثيليات وأين تقع مدغشقر.. هى «دى العبقرية»؟!


د.محمود عطية السبت، 06 نوفمبر 2021 -





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى