عماد الدين التونسي - لَيْلُ الْهَوَاجِسِ

يَا مَنْ بَدَأْتِ إِيثَارَتِي وَ هُيَامِي
وَ كَسَرْتِ صَمْتِي بَعْدَ طُولِ مَنَامِي

وَ جَعَلْتِنِي أَصْبُو إِلَى دُنْيَا هَوًا
مَازَالَ ذِكْرُهُ يَسْتَثِيرُ سِهَامِي

عِطْرُ الْكَلاَمِ وَ ثَرْثَرَاتُ فُرَاتِهَا
سَكَبَتْ عَلَى رُوحِي نَزِيفَ خِتَامِي

فَاِسْتَلْهَبَتْ لُبِّي جِمَارَ صَبَابَةٍ
فَيَضَانُ تَوْقِي وَ اِسْتِعَارُ غَرَامِي

أَرْنُو إِلَى عَيْنَيْكِ ظِلُّ مَسَافَةٍ
وَ أَطِيرُ شَجْوِيَّ كَيْ أُزِيلَ سِقَامِي

وَ سَأْزْرَعُ الْكَلِمَاتَ فِي تَغْرِيدَةٍ
لِأَفِيضَ بُسْتَانًا مَعَ الْأَيَّامِ

إِنِّي عَرَفْتُكِ مِثْلَ طَيْفٍ عَاشِقٍ
يَا حُلْمَ قَافِيَتِي وَ أُنْسَ قِيَامِي

يَا لَيْتَ مَنْ أَهْوَى كَنَجْمَةِ غَيْهَبٍ
بَزَغَتْ وَ فِي إِطْلَالِهَا أَحْلَامِي

وَ عَكَفْتُ بِالْأَطْلَالِ أَحْتَضِنُ الْوَرَا
فَرَشَفْتُ مِنْ جَلَسَاتِكِ اِسْتِلْهَامِي

ﻭَ نَظَمْتُ ﻣِﻦْ إِجْلَالِ نُورِكِ جَنَّةً
أَبْرَأْتُ فِيهَا صَبْوَتِي وَ ضِرَامِي

فَانْسَابَتِ الْأَلْحَانُ ﻣِﻦْ وَتْرِ الضَّنَى
غَنَّتْ مَشَاعِرَ تَائِقٍ لِوِئَامِ

وَاِجْتَاحَ قَلْبِي فِي سَمَاكِ هَوَاجِسًا
طَفَحَتَ كَرُؤْيَا حَالِمَا بِمُدَامِي

غَنَّيْتُ مَوَالَ الْمَوَاجِعِ يَا نَدًا
شَغَلَ الْفُؤَادَ وَ فَاحَ فِي أَنْسَامِي

وَ رَسَمْتُ أَشْوَاقِي إِلَيْكِ تَوَهُّجًا
وَ خَتَمْتُهَا حَرْفًا كليلٍ دامِ

عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِيُّ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى