سعيد كنيش - البيان الصادر عن "حركة المسار الثوري الفلسطيني البديل"

في إطار التعريف بقوى الشعب الفلسطيني المناضلة والمتجددة أقترح على الاصدقاء والصديقات المهتمين البيان الصادر عن "حركة المسار الثوري الفلسطيني البديل" بعد انتهاء أشغال المؤتمر الذي عقدته الحركة في بعض بلدان اللجوء بيروت، مدريد، ساوباولو؛ وذلك بقصد المناقشة والنقد وليس التبني الاعمى.
حركة المسار الثوري الفلسطيني البديل وكما تعرف نفسها هي تكثل من الفعاليات الفلسطينية والعربية، عملت على تأسيس إطار عملي معارض لنهج أوسلو، وأجرت اتصالات فيما بينها، وأسست لخطوة أولى نجم منها مؤتمر عقد بالتزامن في كل من بيروت، ومدريد – التي استضافت الاجتماعات الأولى للاتفاق المستهدف- وساوباولو في البرازيل. من الهيئات الأساسية الداعية للمؤتمر، والمشاركة فيه "النادي الثقافي الفلسطيني العربي"، بحضور قوى شبابية وطلابية ومنظمات نسوية وجمعيات يهودية مناهضة للصهيونية، و تشارك "شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى" و"رابطة فلسطين ستتنصر"، و"حركة نساء فلسطين – الكرامة"، و"حراك حيفا" في تنظيم المؤتمر لإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة المحاصر، ونضالات الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني.
مناسبة انعقاد هذا المؤتمر كما صرح منظميه، يأتي تزامناً مع مرور 30 عاماً على "مؤتمر مدريد للسلام" الذي "كرّس نهج الاستسلام، ومسار التصفية السرية، والعلنية لحقوق الشعب الفلسطيني، كما صادر حقوق وصوت اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، ودمر مؤسساتهم الشعبية والنقابية. والهدف كما يقول المنظمين هو تصعيد المواجهة ضد الامبريالية، والحركة الصهيونية، ومخططاتها، ومن أجل تعزيز دور الشعب الفلسطيني في الشتات في دعم نضال جماهير الأرض المحتلة، ومواجهة المرحلة الممتدة منذ ثلاثة عقود، ونتائجها الكارثية على وحدة الشعب الفلسطيني، ومحاولات تصفية حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، وديارهم التي شردوا منها قسراً.


نص البيان

نحن المشاركين/ات في مؤتمر المسار الفلسطيني البديل، المُنعقد برعاية شعبنا الفلسطيني وتحت رايته الوطنيّة في بيروت ومدريد وساو باولو، بين 30 أكتوبر / تشرين الأول – 2 نوفمبر / تشرين الثاني 2021 وبعد التحيّة لأرواح الشهداء وتضحيات الجرحى ونضالات الحركة الأسيرة الفلسطينيّة، نُعلن عن القرارات والمواقف الآتية:
أولاً: يُعلن المؤتمر انطلاقة «حركة المسار الثوري الفلسطيني البديل» حركة شعبيّة جذريّة تأسَّست بإرادة فلسطينية وعربية وأممية حُرّة في يوم الأول مِن نوفمبر 2021 لتكون إطاراً سيّاسياً مَفتوحاً، وتيّاراً شَعبياً واسعاً يجمع كل المؤمنين بعدالة قضيتنا لمواجهة الاستعمار الصهيوني ومشروع التصفية والاستسلام. وحركة لتنظيم الجماهير من أجل الدفاع عن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب العربي الفلسطيني وضد قوى الإمبريالية والصهيونية والرجعية، وللمشاركة إلى جانب أبناء وبنات شعبنا في مَسيرة النضال التحرري الوطني والاجتماعي من أجل العودة والتحرير.
ثانياً: تفعيل وتطوير العمل الطالبي الفلسطيني ودعمه سياسياً واجتماعياً وفكرياً ومادياً، وعليه فقد تَقرر تنظيم المؤتمر الطالبي الفلسطيني في عام 2022 من أجل استنهاض وإسناد الحركة الطالبية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، ندعو طلبة فلسطين إلى التعاون والتكاتف من أجل تحرير أنفسهم من سطوة الهيمنة الفكرية والابتزاز المادي، كما ندعوهم إلى النضال من أجل تحقيق وحدة حركتنا الطالبية وتطوير دورها المركزي والقيادي باعتبارها أحد أعمدة العمل الثوري الفلسطيني وقاعدة شعبية أساسيّة مُتقدمة من قواعد وروافع حركة التحرر الفلسطينية والعربية والأممية.
ثالثاً: تنظيم وإقامة المخيمات الشبابيّة السنويّة وفق برامج نضاليّة وتثقيفيّة وعلميّة ورياضيّة، والعمل على تطوير خطاب ثوري جديد يُحاكي قضايا الشباب. والعمل على تعزيز النضال المشترك بين مختلف الحركات الشبابيّة والطالبية والنسوية في عموم مناطق الشتات. إن هذه المخيمات والمعسكرات الصيفية تشكل أندية للحوار الشعبي ومدرسة للكادر الثوري الجديد.
رابعاً: تنظيم حملة وطنية وشعبية لإسقاط مشروع «الحكم الذاتي/ السلطة الفلسطينية» والعمل على تحرير مؤسَّسات شعبنا الفلسطيني من قبضة طبقة الأقلية المهيمنة على القرار السياسي الفلسطيني.
إن مؤتمرنا يعتبر «منظمة التحرير الفلسطينية» مؤسَّسة مُصادرة ومُختطفة، تُهيمن على قرارها شريحة طبقية فاسدة، وكيلة للاستعمار الصهيوني، وقيادة هزيلة وفاقدة للشرعية الثورية والشعبية والقانونية. وعلى هذا الأساس، نعتبر بأن المنظمة وقيادتها، في شكلها الراهن، لا تُمثلنا ولا يمكن أن تُمثّل نضالات وحقوق شعبنا.
كما يدعو المؤتمر كلّ القوى والجمعيات والمنظّمات الشعبية المنضوية في «حركة المسار الثوري الفلسطيني» إلى تصعيد وتيرة النضال الجماهيري داخل وخارج فلسطين المحتلة، والعمل على مواجهة مشروع الحكم الإداري الذاتي التصفوي على طريق عزله وإسقاطه.
خامساً: دعم المؤسَّسات الوطنية الشعبية والمستقلة، وتمكينها من محاربة التمويل المشروط والمشبوه، وتأسيس" شَبكة مراكز فلسطين" في عدد من المدن والمخيمات والعواصم العربية والعالمية، وتحديداً في المناطق والدول التي لا يوجد فيها مراكز وأندية للمشاركين في إطار المسار البديل.
هذه المراكز الجديدة سيُعلن عنها تباعاً، وإنجازها بالتدرّج ضمن خطة الخمس سنوات الأولى (2022 – 2027) التي أقرها مؤتمرنا. وسيكون «مركز فلسطين» في كل دولة مقراً للعمل الشعبي الفلسطيني والتنظيم النقابي الثوري الديمقراطي، ومظلة قانونية للمؤسَّسات والجمعيات المنضوية في إطار حركة المسار الثوري البديل.
سادساً: اعتبار يوم 15 مايو/ أيار من كل عام يوماً لتصعيد النضال الوطني والعربي والأممي من أجل العودة والتحرير. إن تأسيس الكيان الصهيوني في فلسطين جريمة كبرى مستمرة شاركت فيها قوى دولية واستعمارية لم تدفع ثمن جريمتها بعد. إن بريطانيا ترفض حتى اللحظة تقديم الاعتذار لشعبنا عن وعد بلفور المشؤوم الذي يصادف تاريخه اليوم 2 نوفمبر 2021 وترفض تحمّل مسؤوليتها التاريخية والسياسية والأخلاقية، والاعتراف بما ارتكبته من جرائم دموية موثّقة بدأت في عام 1917 وأسَّست لنكبة شعبنا المستمرة منذ عام 1948.
إن يوم 15 أيار هو يوم للنضال الوطني والأممي، ومحطة لحشد التضامن العالمي مع حقوقنا المشروعة غير القابلة للتصرف، ومع نضالنا المستمر من أجل تحقيق مشروع شعبنا في التحرير والعودة.
سابعاً: اعتبار يوم 1 نوفمبر من كل عام يوماً لتجديد الانطلاقة المجيدة لمسارنا الثوري ومحطة دورية للتقويم والنقد والتطوير والتصويب، ومناسبة لاستخلاص الدروس من خلال خوض التجارب العملية والممارسة النضالية في الميدان.
إنّ انطلاقة المسار الثوري الفلسطيني البديل تأتي متزامنة مع ذكرى انطلاقة ثورة الجزائر التحريرية التي انتصرت على الاستعمار الفرنسي بعد 132 عاماً من القتال والصبر، هذه الثورة المجيدة الخالدة التي تجدّدت وانطلقت يوم الأول من نوفمبر 1954 تشكل بالنسبة إلينا نموذجاً وهادياً في مواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري حتى تحقيق أهداف شعبنا وطموحاته الوطنية كافة.
ثامناً: البدء الفوري في تنظيم جولات ميدانية مفتوحة للتواصل المباشر مع كلّ تجمعات شعبنا الفلسطيني في القارات الخمس، وذلك من خلال زيارات وفعاليات وطنية ومتابعة تطبيق قرارات مؤتمرنا وتعزيز الحضور الفلسطيني على المستويين العربي والأمميّ.
تاسعاً: تطوير حركة المقاطعة السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة للكيان الصهيوني، ومحاربة التطبيع ومن يدعو له، وممارسة كلّ أشكال الضغط الشعبي على سفارات الأنظمة والدول المطبّعة حول العالم. وفي الوقت الذي ندعو فيه إلى المقاطعة الشاملة، ونلتزم فيه بمواجهة نهج التطبيع مع مؤسسات وكيان العدوّ، فاننا نؤكد على تعزيز العلاقات النضالية والإنسانية مع مختلف القوى والشخصيات المعادية للصهيونية والعنصرية والكولنيالية، على اختلاف انتماءاتها العرقية والدينية، الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة وغير القابلة للتصرف وفي مقدمها حق العودة وحق تقرير المصير على كامل التراب الوطني الفلسطيني من أجل إقامة المجتمع الديمقراطي القائم على العدل والمساواة، الخالي من الاستغلال الطبقي ومن العنصرية والصهيونية.
عاشراً: التأكيد الدائم على حق العودة للاجئين الفلسطينيين باعتباره جوهر قضية شعبنا وخيار الشعب الفلسطيني، والعمل على نقله من حيز الشعار السياسي إلى ميادين العمل والنضال وتثبيته كأولوية نضالية على برنامج حركات المقاطعة العربية والدولية وقوى التضامن مع الشعب الفلسطيني. وفي هذا الإطار، ندعو إلى ممارسة الضغط على وكالة الغوث (الأونروا) وعدم الاستجابة أو التكيّف مع سياسات ومواقف بعض المموّلين التي تنافي الحقوق الوطنية الأصيلة لشعبنا.
* حركة المسار الثوري الفلسطيني البديل
2 نوفمبر / تشرين الثاني 2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى