أنا ياسر عرفات:
وما صلبوه ُ،
ولكنه شُبّه فوقَ ذاكَ الصليبِ لهمْ .
انظروا : يدُهُ لا تزالُ على حائطِ البيتِ تحمي قميصي الذي قُدّ من دُبرٍ بدم ٍكذب ٍ.
انظروا : صوتُهُ لا يزالُ ، على عهدِهِ ، صارخاً في البٓرِيّة : لا إخوتي ، إنه الذئبُ ، يا أبتي .
انظروا : ظلّهُ صاعداً حجراً يتشبّثُ مثلي بمعراجِهِ بين مئذنةِ القدسِ والأديِرة ْ.
وما قتلُوه ُ،
ولكنّه هاء ٓ، أو هكذا شاء ٓبين حصارٍوحرب ٍعليه ، لهمْ
قدْ غفا بين حربينِ لم تبدآ تحتَ زيتونة ٍ في الطريقِ إلى ديرِ ياسينَ
حتى يُذكّرنا بالذي لا يزالُ يُؤرّق ُ قتلاهُ في سيرةٍ المجزرة ْ.
لا قتيلاً
ولكنْ ،
شهيدٌ
يقولُ لقاتلِهِ : ما لمثلي إذنْ أن يموتَ على جنَباتِ الأسِرّة ِ
ليسَ لعينيّ أن تُغمضا قبل أن أطمئن ّعلى الماءِ في البئر ِ،
والبئرِ في البيت ِ،
والبيتِ بين طريقينِ آمنتين ِتطِلّان مثلي على ظلّ أيقونة ٍ
تحرسُ الأبديةٓ في الناصرة ْ .
لا قتيلا ًأعود ُ
يقولُ لقاتلِهِ : سأظلُّ أزوركَ في الليلِ ،
أُفسِد ُغفوة ٓأحفادك ٓالنائدين ٓعلى حائطٍ لا يُذكّرُ إلا بما سوّلتْ لي دموعُكٓ
مذْ جئتٓ أرضي لأرثيكٓ بي .
يا غريب ُ
الحجارةُ ليست تشيرُ على أثرٍ ضائع ٍلظلالكَ من ألفِ عام ٍ،
وتسندُ حلمي الذي خصّني خالقي أن ألوّح ٓ لي فأعود إلى جسدي فاتناً بي ،
الهواء ُالذي لم يعدْ طازجاً مذْ أتيتٓ إلى حيّنا لايزالُ
يدل ّعلى زفَراتِ زهور ِالحواكيرِ في رئتي ّ
وأنفاس ِعشب ِالحقولِ التي ذبُلتْ من خطاك َالثقيلةِ ،
والماءُ في البئرِ
والبئرُ في البيت ِ
والبيتُ في الارض ِ
والأرضُ لي
يا غريبُ
فعُدْ مثلما كنت َمن حيث ُجئتَ
أعزلَ مني بخبز عشائي الأخير ِالذي سرقَتْه ُلتطعم كلبك َزوجُك
عدْ . لمْ تكنْ بيننا في المرايا سوى جثةٍ عابرةْ .
بلْ
شهيد ٌ .
أعود ُ
يقولُ لقاتلِهِ : لا أصدّقُ غيري . أنا الحي ّ، أُرزقُ في الملكوتِ مع الأنبياءِ الذين قتلتٓ ،
أطوف ُمع الشهداءِ الحواري القديمةَ في القدسِ كي نكلأ الأبديةٓ مما تكيدُ يداكَ ،
ونحرسُ في بحر غزّة َخوفَ النوارس ِمن نظراتِك َ،
عمياء تعبر خائفةً بين أجسادِنا طائراتُك ٓ
أعمى بأسلحةٍ ، وأصابع عمياء كنت تحاصرُ ظلّي على بُعد ِحربين ِ مني .
وحريّتي فكرتي . فكرتي وطني . وطني جسدي . جسدي في مراياك َ أجملُ منكَ .
وما صلبوه ُ، ولكنه شُبّه لكٓ ،
تلك القيامةُ حريتي الهادرةْ.
يعبرونَ البلادَ جميلينَ بي . في يدٍ غصن ُزيتونة ، زيتُها يوقظُ الغدَ في ليل صبرا فتصحو شاتيلا لتدلق َحبرَ الرواة ِعلى هدهدٍ في مزاميرِ قاتلها . لا أصدق ُانك تقتل أطفالنا بخناجرِ رب ّجنودك َحتى تعودَ الى أحفادِك َالمستريحين في بيتنا بدُماهم وحلوى نخبّئُ تحت الوسائدِ للعيدِ.
قالت لقاتِلها ومضتْ بي إلى غدِها .
ويريدون أن يحلموا بحياة تليق بهمْ مثل كلّ الطيورِ .
ويعيشون مثل السواقي على أرضِهمْ دون أن تقتلوهم عليها ، ومن أجلِها في الأراضي الشقيقة .
أيلول ما زال يأوي حزيناً إلى صحُفِ الشهداءِ ، ويقرأ فوق الشواهدِ أسماءَهم واحداًواحداً .
بينما لا يزالُ يراودُنا خلسةً عن يدينا تلّ زعترِنا راعفاً يتخبّط بين المخيّم ِوالمقبرة ْ.
وتجيء فلسطينُ كاملةً دون سوءٍ بهم . تصعدُ المنبر المرمري ّوتُلقي بأحسنَ منه سلاماً على أممٍ حين نحلم تندم، أو تشتكي غَدها حين نروي الى أمسِها . لم نجئ لنرى دمنا يتأوّهُ في نخبِ أعدائنا ، أو نفاوضَ سارقَ مشكاتِنا العبثي ّعلى قبَسِ الزيتِ في غصنِ زيتونةٍ في يدينا التي لم تزلْ تُشتهى بالرضى ، بل لنذكُرَ ما لم تقلهُ الضحيّةُ للطعنةِ الغادرةْ .
وأجيءُ بهم مثلما كنتُ من ألف عام : بكوفّيتي وخريطتيَ المُشتهاة ْ
انا ياسر
عرفاتْ
وما صلبوه ُ،
ولكنه شُبّه فوقَ ذاكَ الصليبِ لهمْ .
انظروا : يدُهُ لا تزالُ على حائطِ البيتِ تحمي قميصي الذي قُدّ من دُبرٍ بدم ٍكذب ٍ.
انظروا : صوتُهُ لا يزالُ ، على عهدِهِ ، صارخاً في البٓرِيّة : لا إخوتي ، إنه الذئبُ ، يا أبتي .
انظروا : ظلّهُ صاعداً حجراً يتشبّثُ مثلي بمعراجِهِ بين مئذنةِ القدسِ والأديِرة ْ.
وما قتلُوه ُ،
ولكنّه هاء ٓ، أو هكذا شاء ٓبين حصارٍوحرب ٍعليه ، لهمْ
قدْ غفا بين حربينِ لم تبدآ تحتَ زيتونة ٍ في الطريقِ إلى ديرِ ياسينَ
حتى يُذكّرنا بالذي لا يزالُ يُؤرّق ُ قتلاهُ في سيرةٍ المجزرة ْ.
لا قتيلاً
ولكنْ ،
شهيدٌ
يقولُ لقاتلِهِ : ما لمثلي إذنْ أن يموتَ على جنَباتِ الأسِرّة ِ
ليسَ لعينيّ أن تُغمضا قبل أن أطمئن ّعلى الماءِ في البئر ِ،
والبئرِ في البيت ِ،
والبيتِ بين طريقينِ آمنتين ِتطِلّان مثلي على ظلّ أيقونة ٍ
تحرسُ الأبديةٓ في الناصرة ْ .
لا قتيلا ًأعود ُ
يقولُ لقاتلِهِ : سأظلُّ أزوركَ في الليلِ ،
أُفسِد ُغفوة ٓأحفادك ٓالنائدين ٓعلى حائطٍ لا يُذكّرُ إلا بما سوّلتْ لي دموعُكٓ
مذْ جئتٓ أرضي لأرثيكٓ بي .
يا غريب ُ
الحجارةُ ليست تشيرُ على أثرٍ ضائع ٍلظلالكَ من ألفِ عام ٍ،
وتسندُ حلمي الذي خصّني خالقي أن ألوّح ٓ لي فأعود إلى جسدي فاتناً بي ،
الهواء ُالذي لم يعدْ طازجاً مذْ أتيتٓ إلى حيّنا لايزالُ
يدل ّعلى زفَراتِ زهور ِالحواكيرِ في رئتي ّ
وأنفاس ِعشب ِالحقولِ التي ذبُلتْ من خطاك َالثقيلةِ ،
والماءُ في البئرِ
والبئرُ في البيت ِ
والبيتُ في الارض ِ
والأرضُ لي
يا غريبُ
فعُدْ مثلما كنت َمن حيث ُجئتَ
أعزلَ مني بخبز عشائي الأخير ِالذي سرقَتْه ُلتطعم كلبك َزوجُك
عدْ . لمْ تكنْ بيننا في المرايا سوى جثةٍ عابرةْ .
بلْ
شهيد ٌ .
أعود ُ
يقولُ لقاتلِهِ : لا أصدّقُ غيري . أنا الحي ّ، أُرزقُ في الملكوتِ مع الأنبياءِ الذين قتلتٓ ،
أطوف ُمع الشهداءِ الحواري القديمةَ في القدسِ كي نكلأ الأبديةٓ مما تكيدُ يداكَ ،
ونحرسُ في بحر غزّة َخوفَ النوارس ِمن نظراتِك َ،
عمياء تعبر خائفةً بين أجسادِنا طائراتُك ٓ
أعمى بأسلحةٍ ، وأصابع عمياء كنت تحاصرُ ظلّي على بُعد ِحربين ِ مني .
وحريّتي فكرتي . فكرتي وطني . وطني جسدي . جسدي في مراياك َ أجملُ منكَ .
وما صلبوه ُ، ولكنه شُبّه لكٓ ،
تلك القيامةُ حريتي الهادرةْ.
يعبرونَ البلادَ جميلينَ بي . في يدٍ غصن ُزيتونة ، زيتُها يوقظُ الغدَ في ليل صبرا فتصحو شاتيلا لتدلق َحبرَ الرواة ِعلى هدهدٍ في مزاميرِ قاتلها . لا أصدق ُانك تقتل أطفالنا بخناجرِ رب ّجنودك َحتى تعودَ الى أحفادِك َالمستريحين في بيتنا بدُماهم وحلوى نخبّئُ تحت الوسائدِ للعيدِ.
قالت لقاتِلها ومضتْ بي إلى غدِها .
ويريدون أن يحلموا بحياة تليق بهمْ مثل كلّ الطيورِ .
ويعيشون مثل السواقي على أرضِهمْ دون أن تقتلوهم عليها ، ومن أجلِها في الأراضي الشقيقة .
أيلول ما زال يأوي حزيناً إلى صحُفِ الشهداءِ ، ويقرأ فوق الشواهدِ أسماءَهم واحداًواحداً .
بينما لا يزالُ يراودُنا خلسةً عن يدينا تلّ زعترِنا راعفاً يتخبّط بين المخيّم ِوالمقبرة ْ.
وتجيء فلسطينُ كاملةً دون سوءٍ بهم . تصعدُ المنبر المرمري ّوتُلقي بأحسنَ منه سلاماً على أممٍ حين نحلم تندم، أو تشتكي غَدها حين نروي الى أمسِها . لم نجئ لنرى دمنا يتأوّهُ في نخبِ أعدائنا ، أو نفاوضَ سارقَ مشكاتِنا العبثي ّعلى قبَسِ الزيتِ في غصنِ زيتونةٍ في يدينا التي لم تزلْ تُشتهى بالرضى ، بل لنذكُرَ ما لم تقلهُ الضحيّةُ للطعنةِ الغادرةْ .
وأجيءُ بهم مثلما كنتُ من ألف عام : بكوفّيتي وخريطتيَ المُشتهاة ْ
انا ياسر
عرفاتْ