رسالة إليكترونية طويلة بعض الشيء , هو أمر لم أعتده منها , فتحتها , قرأتها سريعًا , فتساقطت معاني أو لم أدركها جيدًا , فأعدت القراءة بتؤدة , بعد أن ركنت سيارتي جوار سور مدرسة , كعادتها بدأت رسالتها بسلام مقتضب : ما اخبارك ؟
ثم انهمر سيل الكلام في صورة أحرف انتظمت مطبوعة على شاشة هاتفي فكانت :
-لا تغضب بعد قراءة هذه الرسالة, فالحقيقة أنك تحاصرني من كل جانب , أشعر باختناق كلما رأيتك تُمطرني بمشاعرك , بتُّ أضيق ذرعًا من همساتك في أذني كلما هاتفتني بكلمة تفتتح بها الحوار بيننا وتُنهيه بكلمة: " وحشتيني " ثم تأخذني لأودية وشعاب كثيرة من الموضوعات , جميعها يبدأ من هناك أو من نقطة تدريها أنت , ثم تنتهي عندي بين يديّ , فأصبح بين ثانية وأخرى محور اهتمامك , قضيّتك الرئيسة.
ألا تدري يا سيدي أنني امرأة , قاربت على عقد من الزمان لا رفيق لها سوى وحدة أحبّتها واختارتها طواعية وفضّلتها على الكون , ثم وطاولة وحيدة تتوسط مقهى يطل على زُرقه مياه البحر , ألجأ إليها , أبثها نجواي.
حتى ظهرتَ أنت , فأربكت كل حساباتي , كلما عزمت أن أضعك حيث وضعت جيش جرّار من الرجال في زاوية ضيقة لا يرون منّي سوى رمش يرفق كلما جنّ جنونهم , أجد قلبي يحنّ إليك , فأزعم أنك صديق لا أكثر , ثم أقرر من جديد ألاّ أهاتفك , لكن طيفك لا يزال يخايلني , يصحبني كظلي , فهل أنت تطاردني حقًا, أم أنا من تهفو إليك , ثم تتصنّع بكبرياء قديم لديها أنها في شًغل عنك وعن العالمين!!
-أتعرف ؟! أدري أنك في شغف لسماع ما سأقوله لك , فهذا حدس الأنثى الذي لا يخطئ أبدأ !
أتعرف! بالأمس القريب , قطعت مسافة كبيرة سافرت إلى "الأسكندرية " تركت وخلفي كل خيط يربطني بحاضري , آثرت أن أرتد بضع ساعات إلى ماضٍ جميل فقدته ,وأحنّ إليه كلما ارتفع الموج وكاد يغرقني .
هُرعت لمكاني الأثير , بمقهاي المحببّ إلىّ من زمن , أغلقت هاتفي , أمسكت كتابًا , بدأت في قراءته من ستة أشهر , منذ أن عرفتك , لكنّي لم أكمله بعد , إذ توقفت عند مقدمته , عند السطر الخامس منها و بعد ذلك تراوغني الحروف, ترهقني الكلمات, فيرتفع بين جنبات نفسي مستوى الضجر لأعلى علّيين , فأتوقف حيث أنا , أصدقَك القول أنّي لم أبارح مكاني منذ نصف عام , كفتاة تلهو بأرجوحة لأول مرة بحياتها , هل تتصوّر كيف أصبح حالي بوجودك ؟ , لكن هل ثمة وجود سابق كي أقيس عليه الآن!
ذلك اليوم , فتحت كتابي , على السطر الخامس , فوجدتك تنسلّ من بين المعاني , تطاردني عيناك حيثما قرأت , يبدو أن الأمر اختلط عليّ , فلم أع كم مكثت من وقت؟! حتى سمعت ارتطام الموج بصخرة كبيرة على الشاطئ, كأن البحر يعلن عن غضبه أو رفضه لحديثي . ثم جاءني صوت " النادل " يقول : أي خدمة يا هانم؟
رفعت رأسي إليه , أقسم بمن خلق السماوات والأرض, أنّي رأيتك فيه, ببسمتك , بضحتك القصيرة الغامضة, بتلك النظرة التي تفيض بحنان أفتقده من سنين, وأخشى مذ عرفتك أن أضعف أمامه . فأغلقت كتابي عند مقدمته بسطره الخامس , التفتُّ إلى الرجل وكدت أهمِّ به لولا أن ......
ثم انهمر سيل الكلام في صورة أحرف انتظمت مطبوعة على شاشة هاتفي فكانت :
-لا تغضب بعد قراءة هذه الرسالة, فالحقيقة أنك تحاصرني من كل جانب , أشعر باختناق كلما رأيتك تُمطرني بمشاعرك , بتُّ أضيق ذرعًا من همساتك في أذني كلما هاتفتني بكلمة تفتتح بها الحوار بيننا وتُنهيه بكلمة: " وحشتيني " ثم تأخذني لأودية وشعاب كثيرة من الموضوعات , جميعها يبدأ من هناك أو من نقطة تدريها أنت , ثم تنتهي عندي بين يديّ , فأصبح بين ثانية وأخرى محور اهتمامك , قضيّتك الرئيسة.
ألا تدري يا سيدي أنني امرأة , قاربت على عقد من الزمان لا رفيق لها سوى وحدة أحبّتها واختارتها طواعية وفضّلتها على الكون , ثم وطاولة وحيدة تتوسط مقهى يطل على زُرقه مياه البحر , ألجأ إليها , أبثها نجواي.
حتى ظهرتَ أنت , فأربكت كل حساباتي , كلما عزمت أن أضعك حيث وضعت جيش جرّار من الرجال في زاوية ضيقة لا يرون منّي سوى رمش يرفق كلما جنّ جنونهم , أجد قلبي يحنّ إليك , فأزعم أنك صديق لا أكثر , ثم أقرر من جديد ألاّ أهاتفك , لكن طيفك لا يزال يخايلني , يصحبني كظلي , فهل أنت تطاردني حقًا, أم أنا من تهفو إليك , ثم تتصنّع بكبرياء قديم لديها أنها في شًغل عنك وعن العالمين!!
-أتعرف ؟! أدري أنك في شغف لسماع ما سأقوله لك , فهذا حدس الأنثى الذي لا يخطئ أبدأ !
أتعرف! بالأمس القريب , قطعت مسافة كبيرة سافرت إلى "الأسكندرية " تركت وخلفي كل خيط يربطني بحاضري , آثرت أن أرتد بضع ساعات إلى ماضٍ جميل فقدته ,وأحنّ إليه كلما ارتفع الموج وكاد يغرقني .
هُرعت لمكاني الأثير , بمقهاي المحببّ إلىّ من زمن , أغلقت هاتفي , أمسكت كتابًا , بدأت في قراءته من ستة أشهر , منذ أن عرفتك , لكنّي لم أكمله بعد , إذ توقفت عند مقدمته , عند السطر الخامس منها و بعد ذلك تراوغني الحروف, ترهقني الكلمات, فيرتفع بين جنبات نفسي مستوى الضجر لأعلى علّيين , فأتوقف حيث أنا , أصدقَك القول أنّي لم أبارح مكاني منذ نصف عام , كفتاة تلهو بأرجوحة لأول مرة بحياتها , هل تتصوّر كيف أصبح حالي بوجودك ؟ , لكن هل ثمة وجود سابق كي أقيس عليه الآن!
ذلك اليوم , فتحت كتابي , على السطر الخامس , فوجدتك تنسلّ من بين المعاني , تطاردني عيناك حيثما قرأت , يبدو أن الأمر اختلط عليّ , فلم أع كم مكثت من وقت؟! حتى سمعت ارتطام الموج بصخرة كبيرة على الشاطئ, كأن البحر يعلن عن غضبه أو رفضه لحديثي . ثم جاءني صوت " النادل " يقول : أي خدمة يا هانم؟
رفعت رأسي إليه , أقسم بمن خلق السماوات والأرض, أنّي رأيتك فيه, ببسمتك , بضحتك القصيرة الغامضة, بتلك النظرة التي تفيض بحنان أفتقده من سنين, وأخشى مذ عرفتك أن أضعف أمامه . فأغلقت كتابي عند مقدمته بسطره الخامس , التفتُّ إلى الرجل وكدت أهمِّ به لولا أن ......