عمر حمداوي - قراءة مقتضبة في شعر : صبري قنديل

صبري قنديل

النص


علمهم •••!
------▪
قال الفتي بعدما عاش و راى ..
ماذا ساعلم اولادى ؟
قلت له علمهم ان الوطن قبضة جمر ؛
فان اطبقوا عليه توحدوا ،
و صاروا هداة امنين .
قال ..
هات ما عندك هات ،
قلت ..
و ان يكن السجن احب اليهم
من كل ما يدعون اليه لان يكونوا امعات ؛
علمهم درس يوسف يا فتي
ياتيهم المولي حكما و علما ،
و كذلك يجزى الله الشاكرين .

القراءة

*******

القصيدة تدعو إلى قول الحق بشجاعة كاملة وتحببه في قلوب الناس وهذا فعل إيجابي مهم إذ انه يمثل درجة من الوعي كبيرة وحقا لا مناص من الإعتقاد الذي يكون حياة بمعنى الكلمة أما النفاق والظلم فهما خلافا لذلك وبسببهما صار حجم المعاناة مضاعفا كانت نتيجته خراب أوطان بكاملها إن التغيير لابد منه فهو الظاهرة الحقيقية التي يجب أن ينتصر لها أهل العلم والحكمة وعلى الجميع ان ينساقوا وفق هذا التيار الذي وقع عليه اختيار الأمة ومن عاب ذلك وعمل بما يخالفه فستكون له عواقب وخيمة وقد كانت بالفعل إن الفساد المعلن على ما يبدو جاء نتيجة فساد كبير
ظهرت نتائجه على الواقع فهدت كل بنيان
لأن الإفراط مقصود به نهب حق الشعوب واستغلالها وتعريضها إلى المجهول
و القصيدة تأبى هذا الإعتداء وترفضه وتحذر منه وتقترح البديل الذي ترى فيه السلامة وتجد فيه معاني التحرر والتقدم والإزدهار إن الشعر يمجد العزة وكرامة الإنسان لذلك استحق اعتباره درسا مهما
لمن يتمسك به فإنه يقوده نحو ما يرضى من الحياة
بعكس كل منقاد لخطط تدمير الإرادة الذين لاهم لهم سوى الإستغلال ومحاولة فرض الهيمنة بأي وسيلة للبقاء في الحكم أطول مدة ممكنة والاستمرار في الإستماتة دفاعا عن مناصب لم يمنحها لهم الدستور ولا موافقة الشعب الذي يرزح تحت السيطرة وقد استهدف في كل شيء يخصه وانتقلت حياته إلى جحيم لا يطاق
الشعر يقول كلمته ويدلي برأيه بكل شجاعة ونفاذ بصيرة
لأنه تمتع بدرجة عالية من الصدق جعلته يقدم كرسالة اجتماعية توضيحية في فترة حاسمة لا يقوى على المشاركة فيها إلا من كانت له قضية يؤمن بها الى حد التضحية وهذا يعتبر شهيدا عند كل الأعراف البشيرية وصبري قنديل برع في أداء دور البطولة كما ينبغي ولم يكن في الجهاد بالكلمة الحرة من الزاهدين وقد ضرب للأمة المثل في شعره وحسه الطاهر من قصة النبي يوسف عليه السلام فكان اقتباسه لهذه الحكمة ناجحا في توظيفها واستشهد من القرآن الحكيم بالآية الكريمة ( وسيجزي الله الشاكرين )
ليؤكد أنه لا بد أن ينتصر الحق و الخلق الفاضل .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى