عمر حمداوي - قراءة مقتضبة في شعر : مصطفى غانم

مصطفى غانم

النص :

********

كانت حياتى رحله المسافات البعيده
ترافقنى كل يوم
أنباء جديده
ووجوه جديده
ورياح تزحف على ضفاف نافذتى
تذبحنى بهدوء
وتخلفنى قصيده

القراءة :

********

قصيدة قصيرة لكنها مثل حياة طويلة جدا حياة محملة بالآهات فربما أغلب الشعر وأجمله وأرقاه يكون مظهرا ممتلئا بنغمة مصدرها يأتي من جهة الأحزان الصلبة والقوية
أو هكذا يحسها قلب الشاعرالفنان فيعبر بدموعه وبكل ذرة من فكره المتعذب إن الشعر إنفجار وجرح عظيم وبه يكتب العشاق في جميع الأزمنة ولأنه ليس من السهل الوصول إلى نبعه ومصدره فالمعاناة الشاقة هي التي تلهم من يقصد إلى محبة الشعر ورغم كل مايجده الشاعر في طريقه من آلآم فإنه يظل يقاوم بنظرة شاعرية تفلسف كل شيئ في هذا الوجود الذي لا يهادن مريدي نصرة الحب والسلام والخير فالشر بالمرصاد لأحلام وآمال وطموحات النفس الشاعرية التي تتفاعل بسبب حسها الرقيق وبسبب طبعها الملائكي مع كل جديد يطرأ على تجربتها في هذه الحياة الدنيا الشاقة والقاسية ويحرك فيها جذوة الرفض و الممانعة لذلك تسمع الوجدان ينطق بما يحتويه في أعماقه من نصوص تضطرم مثل أمواج البحر حين يغتاظ من أمر ما فيتحرك غيرة على قيمته وطهارته
يتحرك من داخله بكل أهواله التي يريد أن يغمر بها الأرض ولو كان يستطيع ماتردد وما تأخر ولو كان يستطيع لفعل فهو البحر الذي لا يقبل ضيما من أي منافس منغص ومنقص من جبروته
( كانت حياتى رحله المسافات البعيده )

وأنا أقول :

لم تكن ذاتا مهادنة
ولم تكن تعيش في سلام
ولم تكن جامدة
بل كانت واقفة تحت العواصف
يحرقها لهيب حر الصيف
وتذيبها سياط الغرباء
حين يلتقون بها في واقع ٠٠
دوامة الأحلام
القليلة ٠٠والكثيرة
مثل الموت وغبن الندامات
ورياح سموم من عهد قديم
وأمطار طوفانية من عهد قديم
ولا وجود لسفينة نوح
في زمن يعشق الهدم
بيد ياجوج وماجوج
الذين خرجوا من كل حدب
ينسلون ٠

وها أنا أصغي لقول الشاعر وهو يحاول أن يتم قصيدته العريقة في قراءة تجارب الحياة وكأنه يخرج حكما خالدة من اللوح الذي يحمله في صدره مثل أوراق التاريخ
الصامدة في وجه الزمن المتعفن

و أقول :

( ١ )

( ترافقنى كل يوم
أنباء جديده ٠
وأغلب هذه الأنباء لا تسر

( ٢ )

ووجوه جديده
وأغلبها هذه الوجوه منافقة وناكرة للجميل
بلا مودة صادقة

( ٣ )

ورياح تزحف على ضفاف نافذتى
تذبحنى بهدوء
رياح تسري مع رتابة الأيام يبعثها الشعر
الباحث عن نشوة الخلود الطاهرة
المدركة
لإرادة الحب والإيمان الصافي

( ٤ )

وتخلفنى قصيده
نعم هذه هي إنسانيتي التي أمجد فيها حقيقتي
أنا المصنوع من حروف لغوية أخطأها الوحي
وأضاعت علي إرتقائي
ونشوة تواجدي رفقة الملإ الأعلى
بكل حدسي الذي تدركه روحي الشاعرة.

قصيدة أراها تصور ما تبقى راسخا في ذاكرة الشاعر التي تستغل منها مادتها لتروي كل ماجرى في نصوص شعرية كثيرة متعددة ومتنوعة ومستمرة ما استمر الزمن حيا نابضا مع بقاء الوعي الذي يفلسف كل شيئ بتفصيل تقوم اللغة بترتيبه على حسب مزاج النفس المتلقية والعارضة للحوادث التي تأثرت بها على مر العصور فأرخت لها انتصارا للحقيقة كما هي في مرافقتها له كل يوم
وفق الشاعر في و صف الشعور الممتدة والمتواصل والغير منقطع وجعل منه حياة معاشة وملموسة بمقدورها أن تستوعب التجربة وتعبر عنها بأدق وأرق الكلمات الممتزجة بالروح العظيمة المحركة للإرادة الفاعلة والمتفاعلة من الذات
التي تلتذ و تتألم من خلال ما تفكر فيه أو من خلال ما يستدفها و يصيبها مباشرة .
Écrire à Omar Hamdaoui
Aa



النص :

********

كانت حياتى رحله المسافات البعيده
ترافقنى كل يوم
أنباء جديده
ووجوه جديده
ورياح تزحف على ضفاف نافذتى
تذبحنى بهدوء
وتخلفنى قصيده

القراءة :

********

قصيدة قصيرة لكنها مثل حياة طويلة جدا حياة محملة بالآهات فربما أغلب الشعر وأجمله وأرقاه يكون مظهرا ممتلئا بنغمة مصدرها يأتي من جهة الأحزان الصلبة والقوية
أو هكذا يحسها قلب الشاعرالفنان فيعبر بدموعه وبكل ذرة من فكره المتعذب إن الشعر إنفجار وجرح عظيم وبه يكتب العشاق في جميع الأزمنة ولأنه ليس من السهل الوصول إلى نبعه ومصدره فالمعاناة الشاقة هي التي تلهم من يقصد إلى محبة الشعر ورغم كل مايجده الشاعر في طريقه من آلآم فإنه يظل يقاوم بنظرة شاعرية تفلسف كل شيئ في هذا الوجود الذي لا يهادن مريدي نصرة الحب والسلام والخير فالشر بالمرصاد لأحلام وآمال وطموحات النفس الشاعرية التي تتفاعل بسبب حسها الرقيق وبسبب طبعها الملائكي مع كل جديد يطرأ على تجربتها في هذه الحياة الدنيا الشاقة والقاسية ويحرك فيها جذوة الرفض و الممانعة لذلك تسمع الوجدان ينطق بما يحتويه في أعماقه من نصوص تضطرم مثل أمواج البحر حين يغتاظ من أمر ما فيتحرك غيرة على قيمته وطهارته
يتحرك من داخله بكل أهواله التي يريد أن يغمر بها الأرض ولو كان يستطيع ماتردد وما تأخر ولو كان يستطيع لفعل فهو البحر الذي لا يقبل ضيما من أي منافس منغص ومنقص من جبروته
( كانت حياتى رحله المسافات البعيده )

وأنا أقول :

لم تكن ذاتا مهادنة
ولم تكن تعيش في سلام
ولم تكن جامدة
بل كانت واقفة تحت العواصف
يحرقها لهيب حر الصيف
وتذيبها سياط الغرباء
حين يلتقون بها في واقع ٠٠
دوامة الأحلام
القليلة ٠٠والكثيرة
مثل الموت وغبن الندامات
ورياح سموم من عهد قديم
وأمطار طوفانية من عهد قديم
ولا وجود لسفينة نوح
في زمن يعشق الهدم
بيد ياجوج وماجوج
الذين خرجوا من كل حدب
ينسلون ٠

وها أنا أصغي لقول الشاعر وهو يحاول أن يتم قصيدته العريقة في قراءة تجارب الحياة وكأنه يخرج حكما خالدة من اللوح الذي يحمله في صدره مثل أوراق التاريخ
الصامدة في وجه الزمن المتعفن

و أقول :

( ١ )

( ترافقنى كل يوم
أنباء جديده ٠
وأغلب هذه الأنباء لا تسر

( ٢ )

ووجوه جديده
وأغلبها هذه الوجوه منافقة وناكرة للجميل
بلا مودة صادقة

( ٣ )

ورياح تزحف على ضفاف نافذتى
تذبحنى بهدوء
رياح تسري مع رتابة الأيام يبعثها الشعر
الباحث عن نشوة الخلود الطاهرة
المدركة
لإرادة الحب والإيمان الصافي

( ٤ )

وتخلفنى قصيده
نعم هذه هي إنسانيتي التي أمجد فيها حقيقتي
أنا المصنوع من حروف لغوية أخطأها الوحي
وأضاعت علي إرتقائي
ونشوة تواجدي رفقة الملإ الأعلى
بكل حدسي الذي تدركه روحي الشاعرة.

قصيدة أراها تصور ما تبقى راسخا في ذاكرة الشاعر التي تستغل منها مادتها لتروي كل ماجرى في نصوص شعرية كثيرة متعددة ومتنوعة ومستمرة ما استمر الزمن حيا نابضا مع بقاء الوعي الذي يفلسف كل شيئ بتفصيل تقوم اللغة بترتيبه على حسب مزاج النفس المتلقية والعارضة للحوادث التي تأثرت بها على مر العصور فأرخت لها انتصارا للحقيقة كما هي في مرافقتها له كل يوم
وفق الشاعر في و صف الشعور الممتدة والمتواصل وغير المنقطع وجعل منه حياة معاشة وملموسة بمقدورها أن تستوعب التجربة وتعبر عنها بأدق وأرق الكلمات الممتزجة بالروح العظيمة المحركة للإرادة الفاعلة والمتفاعلة من الذات التي تلتذ و تتألم من خلال ما تفكر فيه أو من خلال ما يستدفها و يصيبها مباشرة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى