طارق حرب - المسرح ببغداد بدابة القرن العشرين بين الفرق المصريه كشكش بيگ وجورج أبيض وفاطمه رشدي وبين الفرق البغداديه التفيض والجعفريه ومدرسة البنات و

المسرح ببغداد بدابة القرن العشرين بين الفرق المصريه كشكش بيگ وجورج أبيض وفاطمه رشدي وبين الفرق البغداديه التفيض والجعفريه ومدرسة البنات وحقي الشبلي وبين أول الممثلات البغداديات مديحه ونزيهه وحوريه



بدأ التمثيل المسرحي ببغداد في عشرينات القرن العشرين وبعد فترة من بداياته في مدينة الموصل انتقل الى بغداد عندما انتقل ابرز وجوه الموصل المسرحيه الى بغداد وهو يحيى قاف العبد الواحد الرائد والموءلف والمخرج والممثل المعروف الذي يعود اليه والى عدد من زملائه في انعاش الحركه المسرحيه وتطورها في بغداد ورافق ذلك تقديم نشاطات مسرحية عربيه ببغداد من الفرق المسرحيه العربيه حيث قدمت عروضاً مسرحيه ذات مستوى عال واستطاعت المدرسه الجعفريه التي توجد فيها صالة عرض مسرحي ممتازه حيث عرضت عليها مسرحية فتح الاندلس سنة ١٩٢١ وفي السنه التاليه أسس خالص الملا حمادي فرقة مسرحية تمثيليه اطلقوا عليها الفرقه العربيه للتمثيل أستقطبت تطلعات الشباب حيث حققت نجاحاً فنياً في بغداد وخارجها حيث قامت بتقديم اعمالها للمدن التي زارتها وقد وصلت الى الصداره سنة ١٩٢٤ ولكنها توقفت لأسباب ماديه وفي سنة ١٩٢٣ تأسست فرقه تمثيليه في مدرسة التفيض التي كانت تعد من المدارس النموذجيه مع المدرسه الجعفريه ومدرسة الاليانس اليهوديه وهي مدارس اهليه وجاء ذلك التأسيس بفضل حماس اساتذة مدرسة التفيض وطلابها وبعض الشخصيات الوطنيه وقدمت الفرقه عروضاً مسرحيه منها في سبيل التاج وجزاء الشهاده كما رافق ذلك تقديم عروضاً خارج بغداد وفي سنة ١٩٢٤ تأسست فرقة مكتبة التقدم التمثيليه غير انها لم تعمر طويلاً وفي سنة ١٩٢٥ أقدمت مدرسة البنات المركزيه على تقديم مسرحية الفتاة العراقيه لموءلفها محمود نديم وتدور حول تحرير المرأه وفي سنة ١٩٢٦ شهدت بغداد فرقة مسرحيه جديده أسسها وترأسها الصحفي الساخر نوري ثابت صاحب جريدة حبز بوز وهي فرقة دار المعلمين التمثيليه التي قدمت عروضاً على مسرح الثانويه المركزيه وبسبب نجاحها اعيد تقديمها على مسرح سينما رويال والنادي العسكري.
وبعد الاقبال الجماهيري على مشاهدة المسرحيات توافدت الفرق المسرحيه المصريه الى بغداد حيث قدمت فرقة عبد النبي كشكش بيگ وفرقة البدري وفرقة ابراهيم سامي وقدمت عروضاً مسرحيه وتأثر نوري ثابت حبزبور فأسس فرقته التي ذكرناها ثم تأسست الفرقه الوطنيه للتمثيل التي أسسها رائد المسرح البغدادي حقي الشبلي وأدى احتكاك بين الفنانيين البغداديين والعرب الى مزيد من الأحاطه بأسرار المسرح ومن الفرق المسرحيه المصريه التي زارت بغداد سنة ١٩٢٦ الفرقه المصريه الكبرى التي يرأسها الفنان الكبير جورج أبيض حيث قدمت حفلات في بغداد والبصره بحيث كانت النواة التي تبلورت حولها حركه مسرحيه نشطه اذ كان لفرقة جورج ابيض بما تضم من فنانين لامعين الأثر الفعال في وضع الأسس الفنيه الاولى للمسرح في بغداد وقد استطاع حقي الشبلي ان يندمج مع هذه الفرقه وان يمثل في احدى مسرحياتهم التي قدمت في سينما الوطني ببغداد وشجعه نجاحه معهم على تأسيس الفرقه الوطنيه للتمثيل حيث قدم سنة ١٩٢٧ طلباً الى وزارة الداخليه للموافقه موقعاً منه ومن عدد آخر منهم فوزي الامين وعباس بهرام وسليم بطي وأحمد حقي الحلي وذكر في الطلب ان غاية الجمعيه تعضيد المنافع الخيريه ورقي هذا الفن الجليل ليعرض للشعب اجمل الروايات الأخلاقيه والادبيه التي تبث فيه الاخلاص وارفق مع الطلب النظام الاساسي ويتألف من سبع مواد حيث تضمن اسم الجمعيه وغايتها والعضويه وتكوينها من الهيئه العامه والاداريه وتعديل النظام وبراءة الفرقه من أي نشاط ديني او سياسي ذلك ان قانون الجمعيات لسنة ١٩٢٢ كان يشترط ذلك ووافقت الوزاره على الطلب على ان تكون بصفة الفرقه الطلابيه لأن اعضاء الفرقه كلهم من الطلاب وقد سمح للفرقه بالتمثيل خارج المدرسه وانضم الى فرقة حقي الشبلي عدد من الفنانيين العرب منهم بشاره واكيم ومحمد المغربي وزوجته ونور الدين المصري وكانت اول مسرحيات الفرقه مسرحية جزاء الشهامه التي اخرجها ومثل الدور الرئيس فيها حقي الشبلي واشتركت في التمثيل مديحه سعيد وهي البغدادية الاولى التي تمثل في المسرح وتم تقديم المسرحيه سنة ١٩٢٧ في سينما رويال وكان الاقبال عليها شديداً واستمرت هذه الفرقه في تقديم عروضها بعد أن بنت مسرحاً خاصاً بها حتى بلغ انتاج هذه الفرقه لغاية سنة ١٩٢٩ عشرين مسرحيه منها صلاح الدين الأيوبي وفي سبيل التاج ووحيده التي ألفها بأسم مستعار موسى الشابندر ووقع عليها( علوان أبو شراره) وكانت المسرحيه باللهجه البغداديه العاميه. وتحسن وضع المكياج بالغرفه بفضل مواد التجميل التي اهداها جورج ابيض وانتماء الفنان التشكيلي فائق حسن وحافظ الدروبي كما تحسنت ديكورات الفرقه واستطاع الفرقه ان تعالج النقص في النساء حيث انضمت اليها مديحه سعيد فكانت الانثى الاولى التي تعمل في المسرح ببغداد ثم تبعتها نزهت الجميله وهي مطربه ذات صوت رخيم وجميل وسرعان ما أنتمت الى الفرقه انثى ثالثه هي( حوريه) وفي سنة ١٩٢٩ جاءت الى بغداد فرقة فاطمه رشدي المصريه وزوجها المخرج عزيز عيد وقدمت عروضها المسرحيه وقدمت عرضاً خاصاً في البلاط الملكي حضره الملك فيصل الاول وعدد من الوزراء وقد تبرع الملك الى حقي شبلي فيما يتعلق بسفره الى مصر لدراسة المسرح واستمرت الفرقه التمثيليه الوطنيه بالتمثيل فقد أقامت في سينما سنترال حفله برعاية رئيس الوزراء عبد المحسن السعدون قدمت فيها مسرحية شهداء الوطنيه وبعد العرض فقد هنأ رئيس الوزراء حقي الشبلي على النجاح وأردف لوالد الشبلي قائلاً( حجي ابنك سيصبح له شأن في التمثيل) وبعدها سافر الشبلي برفقة فرقة فاطمه رشدي الى القاهره ليبدأ مرحلة دراسه المسرح وبعد سنه عاد من القاهره ليجد ان فرقته المسرحيه قد أنقسمت الى قسمين هما الفرقه الفرقه العصريه للتمثيل يديرها محي الدين محمد والفرقه الوطنيه للتمثيل بأدارة عزيز علي فألتحق الشبلي بالفرقه العصريه وطلب من اعضاء فرقته السابقين في الفرقه الاصليه الأنضمام الى الفرقه العصريه وبعدها شكل حقي الشبلي فرقة مسرحية جديده اطلق عليها اسمه فرقة( حقي الشبلي) سنة ١٩٣١م


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى