يوسف قيس - وطأتَ، وحقِّ قافيتي، السماءَ

وطئتَ، وحقِّ قافيتي، السماءَ
وكنتَ على الورى قمرًا أضاءَ

وللقرّاءِ "سَبْعًا مِنْ مَثَانٍ"
تلَوْا من آيِها "لَيْسُوا سَوَاءَ"

كأنّكَ للنَّزِيفِ رَحِيقُ خَتْمٍ
تَجرَّعَ بعدهُ ماءً فـ(ماءَ)

يسيرُ بكأسِهِ النَّشْوانُ يَهْذِي
ويعجزُ أنْ يَبُو مِن حيثُ جاءَ

ونامَ فلم ينَمْ من فرطِ سُكْرٍ
وغنَّتْ فيكَ غانيةٌ غِناءَ

يرى الظّمآنُ غيرَك مِن بعيدٍ
(سَرَابًا يَحْسَبُ الظّمْآنُ مَاءَ)

ولَمَّا أنْ تقدَّمَ لم يَجِدْهُ
كشيءٍ كان من ظَمَإٍ شِفاءَ

وإنّكَ قِبلةُ الشّفَتينِ لَمَّا الْـ
ـتقَى المعشوقَ عاشقُهُ الْتِقاءَ

فدامَ تماذُجُ الأرْياقِ حتّى
كأنّ لبعضِها عنها غَناءَ

وخالَطَ تِلْكُمُ القُبلاتِ شيْءٌ
منَ التّشْمِيمِ، حيثُ الشّوقُ شاءَ

تراني مُعجَبًا بكَ بَيْدَ أنِّي
إخالُكَ مثلَ (جـاريةٍ) بَهاءَ

وليلى في لَذَاذةِ صوتِها، إذْ
سرَتْ سِنَةُ الكرى فيها عِشاءَ

فكنتَ تميلُ مَيْلَتَها ولَمَّا
يرَ الشُّعراءُ بينكما إخاءَ

ألا يا شِعْرُ إنّكَ أيُّ شيْءٍ
صدَقتُ له، منَ القلبِ، الوَلاءَ

وإنّكَ في الحقيقةِ خيرُ طِبّ
شفَى تِرْياقُهُ، يا شِعرُ، داءَ

يوسف قيس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى