حميد العنبر الخويلدي - للنّصِّ إمْرَةٌ على المتلقّي ، تشدْهُ إليه

نص للشاعر ماجد عبدالامير
من العراق

تختبئين تحت ذراعي ‏
فأضحك وأنت ‏
تداعبين حافة معطفي ‏
‏ تطلقين عليّ لقب
‏ سيد المطر
‏ أي مطر ؟ ‏
لا أشعر بالعالم ‏
وانا أتلمسك كثلج يحرق قلبي ‏
فتذوبين في قوالبي المرمرية
‏ دعي السماء تمطر دائما ‏
حتى تتشكلين قطعة مني
‏ على ضفاف المدى ‏
زوارق الدنيا ‏
لا تحمل الا جزءا ضئيلا ‏
من شوقي اليك ،،

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

للنص إمْرَةٌ على المتلقْي ، تشُدُّهُ اليه
==================. نص نقدي مقابل
لو سال سائل هنا ، وعلى هامش نص /سيد المطر /كما وصّف الشاعر الامير ماجد ، والعبارة له ،. او قل هو اقتباس عنونة من قبل الناقد الان اثناء تلقيه ، فماكانت القصيدة اسمها سيد المطر ، انما كانت مسطّرات عِدّةٌ،، /وهذا نسجّله مثلباً على الفنان ،، لان كل مخلوق لابد من اسم له يميْزه ويُعَرّف به ، فنصوص شاعرنا اغلبها دون اسماء ،/
،،
والشي المهم لدينا ، انَّ المقطعَ اللفظي حَلا ، بعيون النقد واشتمل على الصورة اللطيفة اللائقة والتحليلية مع النتاج ،،
والسؤال عند ذي بدء ، اين يكمن جمال النص ،،،، ؟

هناك مايشدُّكَ في البُنية وما لاتستطيع لَمّه في الحين ،
وهناك لذة وامتاع استشعاري يتغلغل لفرائصك النفسية والجسدية ، وانت تتابع ، تثير فيك مالا تعرفه ، او تفكّر بالامر الشعري مليْاً مثلاً ، فيدفعك ذلك الى ان تستنسخ سؤالاً اخر تتبعيْاً على ذات القرار والمنوال ،
لِمَ إلْتَذَذْنا هنا وقد مانكون نلتذ في نتاجات كثيرة لشعراء كتبوا ،،،؟
نعم انها الجِّدَّةُ والحداثةُ والندرةُ في الاقتباس ، او جَنى الخامة النفيسة ، التي تتوزع في مفاصل الصورة الخلّاقة ،،
فضلاً عن متابعتنا لتجربة الشاعر ، والتي نعتبرها شدّاً عفوياً اينما نجد له نتاجا تلقائياً نقرأْهُ ،
فلعلَّ للنتاج إمْرةً على المتلقي او سلطة ، منها إثارة رغبة في نفسه ، كالمتشهّي اكلاً هنا ، طبعاً يستأثر على الغريزة بالتذكّر الشَّرْطي ايهما ذو النكهة والزكاوة والصفات ، عندها يتم اختياره ، لما املاه شرط التجربة والخبرة والالتذاذ ،
الشاعر اودع في انفسنا انه مجدد ومثير وصانع لنفسه صفات متميّزة لتجربته ،بدأت تزحف لتؤسس دائرة او حزمة سطوع لماجد حداثية في الاذهان ،،
( تختبئين تحت ذراعي ،
فاضحك وانت تداعبين حافة معطفي
تطلقين عليَّ لقب /سيد المطر
اي مطر ،،)
هذي الصورة اول الفرض الاستشعاري والمُؤانساتي النافذ
للنفس ، كرائحة العطر نشعره ولا نستطيع تحديد جهته ،
انه غزو جمال الصورة او مقابسة الاعتبار المستتر فيها وهو ملازم لذاتك المتلقية
او قل تفعيل الترابط بينك وبين النص ، اذا ما قلنا انها البوادر البِكْر ،
ثم لاتنس بساطة وطراوة المادة المغمّسة بالهجس الطفولي ، والتدلل الغنجي المثار من عيون الالفاظ وفاعليتها الشعرية ،
( تداعبين حافة معطفي ) براءة ما بعدها براءة ابدا ، كانّكَ ترى عيون طفل لَدْنٍ كالغصن تحت ابط وكنف هذا العاشق
المُوَصّف ،
( تطلقين عليَّ لقب
سيّد المطر )
هنا وكما اطلق النقاد والمعنيين وقالوا عن معادلة البراءة والنضج ،،ولكي نحفظ جهد الاخرين ، فنذكره
( براءة ونضج )
سيد المطر ، قد تكون قيلت كثيراً بتعابير الشعر والشعراء ، لكنما ماجاءت كمثل هذي الجيئة المحظوظة ، في هذا النص والمكان ،
من حسنى حظ المبدع ان تنحدر انسكاباته النادرة وهي تحمل حظ التميّز ، ايْ حاملةً التفرّد في طبيعتها عن التشابهي والتناسخي المكرور من عوالم المبدعين ،
فانهم ايْ المبدعون كحيتان البحور ، بعضهم ياكل بعضا او يطمسه يمحوه ،
الماجدي في بساطة وجمال نصه وجديده الطري في راينا حمل او حصل على اشارة التميّز ،
وحصّن صوره بمقتبس من المناعة حصين ،،يصد ويدفع عن التخاطري الوافد من الوجودات المحيطة
غايتنا في هذا التعليق والتخادم في الفكرة ، ان نبيّن ضرورة فك اسارير واسرار الصورة المؤثّرة والتي هي محط شحن توزّع البُنى وعبر لدخيلة الاخر ، وهذا عمق غاية اخرى مهمة،
ان كيف تعبر صفات النص للاخر فينجذب ،

حرفية نقد اعتباري
ا٠حميد. العنبر الخويلدي ،، العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى