د. محمد عباس محمد عرابي مفردات الحزنكما وردت في ديوان "الاشتياق" إلى أشياء لم تكن للشاعر خالد الغامدي



(1)

إعداد /محمد عباس محمد عرابي​

صدر مؤخرا عن نادي الطائف الأدبي-دار يسطرون بجدة ديوان "الاشتياق " إلى أشياء لم تكن،والقارئ لديوان "الاشتياق " إلى أشياء لم تكن للشاعر خالد الغامدي يبدو له للوهلة الأولى انتشار ظاهرة الحزن والهم والضيق والاكتئاب والبؤس في ثنايا قصائد ديوان "الاشتياق " إلى أشياء لم تكن للشاعر خالد الغامدي، وجاءت مفردات الديوان تؤكد ذلك وإن شاء الله سنحاول الإشارة إليها في عدة مقالات،وفيما يلي بيان ذلك:

استهله بقصيدة "عاجل " وقد استهلها بمفردات كلها فيها دلالة على سقوط الأحلام والعجز والشقاء والوجع، وبؤس الحظ والإساءة واليأس،والجزع وضيق الحال والإملاق والمنع والهرب والوحشة، وختمها بمفردات النسيان والخوف والانهيار حيث يقول:

سقوط آخر أحلامي ومصرعه

عجزًا أمام شقاء ٍظل يودعه

أضحى محاولة تتلو محاولة

برجو النجاة وبؤس الحظ يقرعه

كلُّ أساء له؛ فاليأس يدفعه

والواقع النذل – بئس النذل – يصفعه

وإن أراد فرارا عنهما جزعًا

فضيقة الحال والإملاق تمنعه

وكم مضى في طريق يبتغي هربًا

ووحشة الدرب عكس الدرب ترجعه

لقد توفي غرًّا في طفولته

وصاحب الكلِّ بينا الكلَّ يخدعه .([1])

وفي قصيدة "الضنك مثلا "يبين أن الجراح والأسقام والهلاك أنفة، وأن المجد حرمان وشظف العيش ترف وأن البؤس لذة

حيث يقول:

وجراحي

واسقامي وهلاكي

أنفة

إنما المجد

هو الحرمان أن أعتسفه

أنا أرى في شظف العيش جليا ترفه

وذلة البؤس أمامي

لذة مختلفة

كاد –لو يسطيع أن ينطق –

بيدي أسفه ([2])

وفي قصيدة "عوالم "تجلت المفردات الدالة على مشاعر الحزن والخوف والمجهول والغموض والصمت والغربة حيث يقول:

أغانٍ

وشعرٌ

قرب منتصف الليل

برؤيا مع الظلماء للعالم الكلي

على نقطة في مسلك الوقت

حرة

أعاين ما بعدي

يصالح ما قبلي

أمانُ بشكل الخوف

حين تصافحت

يدا العالم العلوي

بالعالم السفلي

تغادرني في حالة الصمت غربتي ([3])

وها هو الأمل والتفاؤل يبدد الأحزان وصمت الغربة حيث يقول شاعرنا:

ويبدو برئيامشهد الكون من حولي

أليف هو المجهول

رغم غموضه

يشي وحيه بالحسن

نام على مهل

ونجوى من الأيام في ومضاته

ووشوشة قمراء

طيبة الفأل

طمأنينة ممدودة

وسكينة من الغيب تجري

في تسلسلها السهل

تكشف الأبعاد معنى وجوهرا

وبانت في حيال العين في وضعها الأصلي

لها حين أرنو مطرقًا

جاذبية

تشف عن الإغراء

في الكنه

والشكل ِ([4])

ويخلص الباحث إلى سيطرة مشاعر الحزن في قصائد الديوان التي تم الاستشهاد فيها، ومحاولة الشاعر التغلب عليها من خلال التفاؤل والأمل





المراجع

خالد الغامدي،ديوان "الاشتياق " إلى أشياء لم تكن "، ط1،الطائف، نادي الطائف الأدبي-دار يسطرون بجدة ،1445هـ/2023م


[HR][/HR]
([1])خالدالغامدي،ديوان "الاشتياق " إلى أشياء لم تكن، قصيدة((عاجل) ) ، ص7-9
([2])خالدالغامدي،ديوان "الاشتياق " إلى أشياء لم تكن، قصيدة(الضنك مثلا) ) ، ص10-11
([3])خالدالغامدي،ديوان "الاشتياق " إلى أشياء لم تكن، قصيدة(عوالم)، ص12
([4])نفسه، قصيدة(عوالم)، ص13

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى