محمد فائد البكري - هذه الجغرافيا من نسل الحروب!

يا الله
يا إله الوطنيين جدا!
يا إله همزة الوصل!
يا إله حروف التسويف!
يا إله أمي وجدتي!
وإله أبي أيضا.
يا إله المغلوبين على أمرهم
أمي ليست وحدها المسؤولة عن هذا الخراب،
هذه الكلمة التي يسمونها أمي ؛
لم تولد من الأسى دفعةً واحدة ؛
ولم تغدُ قاسية الخيال دفعةً واحدة،
شيءٌ ما حدث يا الله
لتكبر أمي خارج قلبها كعوسجةٍ في مهب السراب،
أمي التي ما تزالُ تقاتلُ الشيخوخة بالذكريات الحزينة
وتقلّب جثث أحلامها
وتصب الدموع
أمي التي ما تزالُ تعيشُ مأزق حبها لأبي؛
وتبكي ما مات من عمرها
توقف بها الزمنُ هناك!
هناك حيث علَّمها الحب أن تكون زوجة الانتظار ،
هناك حيث لم تحاول يا الله أن تنظر إليها بعين الرأفة
ولم تنصف حزنها العريق!
يا الله كم هي القسوة أن يولد الإنسان بلا وطن
وتمر سنوات عمره بلا وطن
ويشيخ كل شيءٍ فيه وهو بلا وطن!
يا الله
يا إله المنفى
هل خلقت هذه الجغرافيا من نسل الطين
أم من رماد الحروب؟!
هل خلقت لنا وطنا أم ساحة حرب؟!
هل خلقت أمي لتعيش
أم خلقتها لتجسيد البكاء؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى