تدخل منزلك متعباً كأنّك قد ضاجعت كلّ الهواء ليكرهك بهذه الشدّة فيمنعك عن إلتقاط أنفاسك بسيطرة و راحة، ضيق في صدرك و خطوات متراصفة مكتظّة ترتجف كلّما إقتربت من غرفتك تجعلك تحاول صنع مأذنة جديدة في حوض إستحمامك محاولاً إعادة السيطرة لجسدك تحت سلطة الدعاء و الدّين، تنزع كلّ شيء عن جسدك وأنت تتعرّق بغزارة، كمّية السوائل التي يلفظها جسدك خارجاً تجعلك تظنّ أنّ محيطاً من البله و السخافة يعيش داخلك، تركض نحو حمّامك ببطء و لهفة، تضع شبح جسدك وسط مياه حوض الإستحمام التي أصبحت تابوتاً يحمل كلّ هلوساتك و إضطراباتك المخزيّة.
بعد أن تترك بصرك يُهروّل بعيداً في لحظة إسترخاء مثاليّة تشعر بقدمٍ تنزلق في الجانب المقابل للحوض مع قطرات ماء صامتة ساقطة ولشدّة إسترخائك يمتنع بصرك عن العودة بينما تتحول تلك القدم إلى ذراع تلتف حول خصرك لتعتصره بقوّة مؤلمة، تبدأ حبالك الصوتيّة بإنتاج نغمة الصراخ الذي يتوجّه نحو فمك الذي يأمره بالعودة ليدفن رأسه في جوف تلك الحبال، تتعرّف على كلّ العلامات و التفاصيل الصغيرة التي شعرت بها في هذه اللحظة فتبتسم بحزن للترحيب بصديقك القديم المظلم، الصمت، ليس الأمر كما قالوا لك يا زربائيل بأنّ الصمت آلة مسرطنة لكلّ عضوٍ تمرّ به فأنت يا زربائيل قد وجدّت في إعتناق خُلّة الصمت شفاءً من كلٍ الملوّثات العقيمة التي إجتاحت حياتك طوال الثمان و العشرين عام الماضيّة، كأنّك يا عزيزي قد صنعت عقيدتك الحديثة حول مأذنة حمّامك و دين الصمت الحنيف.
تخرج من حوض الإستحمام فتبدأ قطرات الماء تسقط من أشجار صدرك نحو سهل بطنك لتجرف في طريقها قطرات أُخرى منتصبة على جحور أجزائك السفليّة، تتنازل عن المنشفة إستحياءً من رفيقك الذي كان يحتضنك بقوّة خشيّة أن تهرب منه نحو فراغ الصراخ المعتم فتعود نحو فراشك، ذلك الصمت يا زربائيل الذي شقّ الوجود حولك لنصفين، ذلك النور الذي بزغ وسطهما قد إبتلعك نحو العدم، نحو هدوء صامت مغرٍ يجعلك تختاره دائماً لأنّه سيكون دائما أفضل من كلّ أُوكسجين الكون، أنت تتنفس أُحادي الصمت المهيب، تلك المادة التي صنعت ظلاماً منيراً يجعلك تؤمن بحتميّة الأشياء كلّها معترفاً بطريقة قتله لك تدريجيّا فعليك يا زربائيل أن تخترق الوجود و الربّانيّة لتُحبّ بينما لازال ينبض قلبك لتُقبّل بينما لازلت تشعر بشفتيك لتُدخن سجائرك بإحترام بينما لازلت تستطيع الإحتراق داخلياً.
هل شعرت يوماً بأنّك قد إجتزت محطة موتك بينما كنت مشغولاً بتدخين سيجارة؟، هل أحسسّت بأنّك قد بدأت تأكل أياماً زائدة ليست لك؟، هذا هو يا عزيزي شبح الصمت الذي أنقذك مرات عديدة، ذلك الإيمان العتيد قد جعله يعتنقك كعبدٍ له فصمّك عنّ أعين جنود الموت فلم يلاحظوك، لكنّك شبح الآن، أنت شبح يا زربائيل تعيث في نفسك غباءً، كلّ تنقلاتك و تقلّباتك قد جعلتك في موضعٍ غير موضعك، قد جعلتك هامشاً للخطأ يحاول الجميع إيجاده و التخلّص منه، كيف إذا وجدوك جميعهم في لحظة واحدة؟، تخيّل أن يأتيك كلّ القتلة الصامتين دفعة واحدة بينما يتركك معبودك الأبدي عندما تشعر بأنّك قد إخترت إلهاً زائفاً، عندما تدرك إنّ إيمانك لا أصل له، لقد كان كلّ الوجود كذبة، كلّ حقيقتك كذبة وأنت لازلت تنزف من رسغك في حوض إستحمامك، لازلت تموت وحيداً في مكانك المفضّل، هذا حالك يا زربائيل، هذه نهاية كلّ من يخدع الموت بطرقٍ ملتويّة، سيموت وحيداً في لحظة صامتة.
بعد أن تترك بصرك يُهروّل بعيداً في لحظة إسترخاء مثاليّة تشعر بقدمٍ تنزلق في الجانب المقابل للحوض مع قطرات ماء صامتة ساقطة ولشدّة إسترخائك يمتنع بصرك عن العودة بينما تتحول تلك القدم إلى ذراع تلتف حول خصرك لتعتصره بقوّة مؤلمة، تبدأ حبالك الصوتيّة بإنتاج نغمة الصراخ الذي يتوجّه نحو فمك الذي يأمره بالعودة ليدفن رأسه في جوف تلك الحبال، تتعرّف على كلّ العلامات و التفاصيل الصغيرة التي شعرت بها في هذه اللحظة فتبتسم بحزن للترحيب بصديقك القديم المظلم، الصمت، ليس الأمر كما قالوا لك يا زربائيل بأنّ الصمت آلة مسرطنة لكلّ عضوٍ تمرّ به فأنت يا زربائيل قد وجدّت في إعتناق خُلّة الصمت شفاءً من كلٍ الملوّثات العقيمة التي إجتاحت حياتك طوال الثمان و العشرين عام الماضيّة، كأنّك يا عزيزي قد صنعت عقيدتك الحديثة حول مأذنة حمّامك و دين الصمت الحنيف.
تخرج من حوض الإستحمام فتبدأ قطرات الماء تسقط من أشجار صدرك نحو سهل بطنك لتجرف في طريقها قطرات أُخرى منتصبة على جحور أجزائك السفليّة، تتنازل عن المنشفة إستحياءً من رفيقك الذي كان يحتضنك بقوّة خشيّة أن تهرب منه نحو فراغ الصراخ المعتم فتعود نحو فراشك، ذلك الصمت يا زربائيل الذي شقّ الوجود حولك لنصفين، ذلك النور الذي بزغ وسطهما قد إبتلعك نحو العدم، نحو هدوء صامت مغرٍ يجعلك تختاره دائماً لأنّه سيكون دائما أفضل من كلّ أُوكسجين الكون، أنت تتنفس أُحادي الصمت المهيب، تلك المادة التي صنعت ظلاماً منيراً يجعلك تؤمن بحتميّة الأشياء كلّها معترفاً بطريقة قتله لك تدريجيّا فعليك يا زربائيل أن تخترق الوجود و الربّانيّة لتُحبّ بينما لازال ينبض قلبك لتُقبّل بينما لازلت تشعر بشفتيك لتُدخن سجائرك بإحترام بينما لازلت تستطيع الإحتراق داخلياً.
هل شعرت يوماً بأنّك قد إجتزت محطة موتك بينما كنت مشغولاً بتدخين سيجارة؟، هل أحسسّت بأنّك قد بدأت تأكل أياماً زائدة ليست لك؟، هذا هو يا عزيزي شبح الصمت الذي أنقذك مرات عديدة، ذلك الإيمان العتيد قد جعله يعتنقك كعبدٍ له فصمّك عنّ أعين جنود الموت فلم يلاحظوك، لكنّك شبح الآن، أنت شبح يا زربائيل تعيث في نفسك غباءً، كلّ تنقلاتك و تقلّباتك قد جعلتك في موضعٍ غير موضعك، قد جعلتك هامشاً للخطأ يحاول الجميع إيجاده و التخلّص منه، كيف إذا وجدوك جميعهم في لحظة واحدة؟، تخيّل أن يأتيك كلّ القتلة الصامتين دفعة واحدة بينما يتركك معبودك الأبدي عندما تشعر بأنّك قد إخترت إلهاً زائفاً، عندما تدرك إنّ إيمانك لا أصل له، لقد كان كلّ الوجود كذبة، كلّ حقيقتك كذبة وأنت لازلت تنزف من رسغك في حوض إستحمامك، لازلت تموت وحيداً في مكانك المفضّل، هذا حالك يا زربائيل، هذه نهاية كلّ من يخدع الموت بطرقٍ ملتويّة، سيموت وحيداً في لحظة صامتة.