مصطفى فودة - قراءة فى قصة نظارة شمس للأستاذ سمير الفيل

قصة فنية بديعة ، كان الحوار رائعا ومعبرا عن الشخصيات والحدث ومحركا له ، أعجبتنى عبارة انقطع التيار الكهربى فغرق المكان فى ظلام لها دلالة بارعة على انعدام التفاهم والصلة بين لبيبة وأخيها كامل ، كما حفلت القصة بعبارة غاية فى الروعة بعد احتدام النقاش بينهما وتدخله فى حياتها بصور منفرة " وراحت تهش بيدها ذبابة لحوحة كانت تطير لتحط على طرف أنفها " مستخدما الذبابة اللحوحة وكأنها معادل موضوعى لأخيها كامل وتدخله الصارخ وأسئلته اللحوحة المنفرة فكانت الذبابة اللحوحة تعبيرا فنيا رائعا عن سلوك ذلك الأخ تجاه أخته رغم عدم فعلها ما يشين ورغم رجائها بعدم افشاء سرها لأبيه ورغم ذلك كان كالذبابة التى تنتقل من مكان الى مكان ناشرة ما يؤذى الآخرين ، تعاطفت كثيرا مع لبيبة من الحوار فى حقها فى البحث عن حقها فى الارتباط بشاب تحبه وتحترمه وشعرت بالأسى نحو ظروفها المادية الصعبة وشعرت بالنفور نحو أخيها كامل الذى كان فظا غليظا مع أخته لبيبة رغم صراحتها معه وازداد شعورى بالنفور تجاهه عندما أسر لأبيه ما حدث مع أخته ، وكان الأب فظًا أيضا عندما لطم إبنته دون أن يفهم منها ويقربها اليه وينصحها وإن كان يعبر عن بيئته وطبقته الاجتماعية فهو نجار يتصرف تبعا لبيئته ، ومن مآثر القصة انها لم تلجأ الى الصفات الجاهزة التقريرية ولكن عن طريق الحوار فمثلا رأينا فظاظة أخيها وعدم نبله عن طريق الحوار وسلوكه وكذلك رأينا فظاظة الاب من سلوكه مع ابنته كذلك الحوار بين لبيبة وأخيها شاهدنا من خلاله شخصيتها عندما سألها أخوها : ماذا يعمل هذا الولد - أجابت / ليس ولدا إنه شاب ناجح حاصل على دبلوم تجارة ، شاهدنا قوة شخصيتها وإحترامها لمن تنوى الارتباط به دون صفات تقريرية ولكن عن طريق الحوار وهذا من سمات الفن الناضج عند الأستاذ سمير الفيل ، وأخيرا كان عنوان القصة نظارة شمس مدخلا موفقا الى القصة فهى تشير الى مهنة من اختارته لبيبة زوجا لها فهو بائع نظارات شمس كما انها لها دلالة على حماية عينيها من اشعة الشمس الحارقة التى ربما تمثل حياتها فهو عنوان موفق للدخول فى القصة وإشارة إلى حبيب بطلتها ، القصة بديعة من واقع الحياة ولكنها ترنو الى ما فوق الواقع بفضل الفن والحوار الرائع .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى