محمد الكلابي - انعكاسات الوعي في سلوك الفرد العراقي

يتشكل الوعي لدى الانسان نتيجة عوامل عديدة تؤثر عليه ، كما ان الظروف التي يمر بها الانسان تساهم بشكل فعال في تكوين الوعي وانعكاساته على سلوك الاشخاص
فكلما ازداد مستوى الوعي انخفضت قدرة الاخر على تمرير الالاعيب والاستغفال.
لذا ما يشغل الخصوم هو ابقاء الشارع غارق في الجهل والتخلف ليسهل السيطرة عليه .
لذا تتنوع الحروب في استهداف الوعي ، مرة بتكريس الخرافة واخرى بالدين المزيف وثالثة بالشعارات الماضوية وتتعدد الاسباب والنتيجة خسائر بشرية جمه.
فمن اخطر الحروب التي تمارس ضد المجتمعات هي حرب التجهيل .
ولنا ان نطرح سؤالاً في غاية الاهمية ، وهو كيف يشن الاخرون حرب التجهيل ؟؟

ينفذ هؤلاء من ثغرات قد توجد في جميع المجتمعات ولكن من يمهد لهم الطريق هو تدني مستوى الوعي لدى المجتمع .
فمثلاً المجتمع العراقي متعدد الطوائف والعرقيات والاديان ، فكلما مان نستوى الوعي منخفض كلما تمكن الخصوم سواء في الداخل او الدول المحيطة في هذا البلد من الولوج من خلال هذه التعددية وتحويلها الى حالات سلبية و مساحات خلاف وتناحر من خلال اثارة النعرات الطائفية والدينية والقومية.
ولعل ما حصل في عامي 2006-2007 خير دليل على ذلك.

إن حرب التجهيل التي تمارس ضد مجتمعنا من قبل الدول البعيدة والقريبة هي من اخطر الحروب واشدها فتكاً بنا نحن العراقيين .

لقد ساهمت التكنولوجيا والماكنة الاعلامية الضخمة والموجهة ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبيرفي تسطيح العقل العراقي وساهمت هذه الوسائل على استسهال الحصول على المعلومة وبالتالي تمكن المخططون لاتجعل ان يمرروا الكثير من المعلومات الكاذبة والمزيفة .
لذلك اصبح المجتمع يفتقر للثقافة و الوعي بنسبة كبيرة وازدادت نسبة البسطاء والسطحين فيه ، منا جعلهم يصدقون كلما ينشر من خرافات ودجل ووهم ، واصلح بيع الوهم والتجار بالموتى مهنة مربحة تدر على اصحابها الملايين وانتشر الدجالون والمشعوذون واصبح لهم مكاتب وقنوات فضائية وسماسرة .

لقد مرت على العراق مراحل تاريخية كثيرة واثبت فيها العراقيون بانهم شعب قادر على تخطي الصعاب واجتياز المحن ونفض غبار الجهل ،
فهم يحملون ارثاً تاريخياً عظيماً منذ حمورابي ونبوخذنصر مروراً بالعصر العباسي وحتى ثورة العشرين والاحتلال وحرب داعش الاخيرة.
ففي كل مرة ينتصرون على الظروف ويتحدون الزمن ، وهذه الحرة وان كانت الحرب الفكرية شرسة الا ان هناك اصرار كبير على النصر ودحر الجهل والرجوع الى ما يصبو اليه العراقيون .
ان تحفيز العقل باتجاه الوعي سينعكس بشكل او باخر على سلوك الفرد .
وحينما يكون الوعي مستقلاً دون تأثير سينعكس ذلك هلى فعل الفرد ، اما اذا كان الوعي الذي يحرمه العقل الباطن مرتبط بعامل خارجي فهذا يعني ان سلوك الفرد لن يكون مستقلاً بل مُحرَكا وهنا تكمن الكارثة . فالتأثير المباشر لحركة الوعي تنعكس على السلوك العام للافراد .
لذا المطلوب من المثقف هو تصحيح حركة الوعي باتجاه الحالة الوطنية وكذلك التثقيف نحو استقلالية الوعي ورفض التبعية .
حينها سيكون الوطن هو البوصلة .
  • Like
التفاعلات: دنيا بن توتة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى