حمدي العطار - استطلاع ثقافي وتاريخي وسياحي عن مدينة السليمانية عاصمة الاقليم الثقافية مواقف قبل الوصول الى معرض الكتاب بدورته الثانية

السليمانية- حمدي العطار

اختلطت رحلتنا الى السليمانية بين الثقافة (معرض السليمانية للكتاب) وبين السياحة التاريخية (المدرجات الرومانية) وبين الاوضاع الاقتصادية (السوق الكبير – مولوي) و(شارع سالم سهولكه) ومتاعب السفر بالكروبات السياحية واوضاع الفنادق التي تحتاج الى المتابعة والتفتيش ، ومواقف خيالية وواقعية سيتناولها الاستطلاع.
بين الحلم والواقع المتردي
" انا شنو اسوي؟" كأنه يوجه هذا الكلام لي ؟ اعقبه صوت آخر كأنه ليس من داخل السيارة (سد الباب الخلفي) يا الله هل هي عملية (خطف)!؟ صوت مرعب وشكل اكثر رعبا جعلني اصحو فزعا من النوم القلق والمضطرب وانا اختار السفر مع الكروب السياحي للوصول الى معرض الكتاب بالسليمانية! ما زاد خوفي هو ليس هذ الصوت وذاك الشكل بل لأن السيارة كانت متوقفة في المكان الموحش قبل الوصول الى طوزخورماتو !- والتي تعني (خورما – تي) وخورما تعني التمر بالكردي وبالتركماني تعني التوت ومن اجل التوافق صار المعنى الاجمالي (التوت بحجم التمر) اذ كانت هذه المنطقة تشتهر بزراعة التوت ايام زمان، ولكن الاختلاف ضعف وليس قوة في العراق، فجاء المعنى من التركمان ليقول معناها (ملح وتمر) لأنه يطلقون على (طوز) لفظ (دوز) اي الملح وخورما متفق عليها تمر وهي مدينة اشكالية تابعة اداريا الى محافظة صلاح الدين وجغرافيا تطالب بها كركوك!-صديقي كفاح امين الباحث والكاتب علق قائلا على اصل كلمة طوزخورماتو قائلا "حول تسمية طوز حورماتو فأن الأصل في التسمية هي من الخوريون الذين حكموا كركوك ومناطق أخرى وهم أقوام كردية سكنت اعالي الجبال في الالف الثاني قبل الميلاد والحقت بها (ماتوا) وتعني (المدينة) وبالتالي حورماتو تعني مدينة الخورين، وبمرور الزمن أضيف لها كلمة (دوز) وهي الاسم الاصلي الذي اطلقه الخوريون على هذه المدينة، ومن ثم حرفت الكلمة لتكون بين (نوز) (توز) والتي تعني بالكوردية التراب وهكذا تكون التسمية تراب أو بقايا مدينة الخوريين " اما صديقي كامل مجيد فعلق قائلا :"طوز كانت تابعة لكركوك سلخها والصقها بتكريت- صلاح الدين- كما سلخ ايضا كفري والحقها بديالى وسلخ جمجمال والحقها بالسليمانية –ازاد- ازادي- هي كوردية وفارسية وفي لغة البشتو والاوردو ايضا نفس المعنى (الحرية).
كان الوقت يلقي بظلاله على المشهد فالساعة تشير الى الثالثة ليلا، سوف اترك هذا المشهد المثير لأتكلم عن الذات المضطربة والقلقة لأن العوامل الذاتية اهم بكثير من الظروف الموضوعية (عبارة كانت تردد دائما في ادبيات الحزب الشيوعي الذي يعقد الان في بغداد مؤتمره الحادي عشر ونتمنى له النجاح والتوفيق بالاعتماد على العامل الذاتي لان العوامل الموضوعية لو انتظرنا إلى يوم القبامة سوف لا تكن ملاءمة) انا شعرت بالتعاطف مع المهاجرين في بيلاروسيا وما يتعرضون له من نصب واحتيال وابتزاز، اذا كنت انا خبيرا بالرحلات قد حجزت مع شركة واتصلت بي شركة ثانية لتحديد الموعد وسافرت مع شركة ثالثة ! فكيف الحال مع هؤلاء المهاجرين على حدود بيلاوسيا وبولندة غايتهم اللجوء الى المانيا في ظل الظروف المناخية القاسية! انا كنت في اول كروب سياحي سافر الى بيلاوسيا،عند السماح العراقيين بالسياحة تعذبنا كثيرا في المطار للحصول على الفيزا، كانت امرأة تهمس في أذن زوجها الذي يبدو عليه التذمر والكراهية من الشيوعية وانعكست على هذا البلد الذي كان رقم 2 بعد الاتحاد السوفيتي في تطبيق الشيوعية بتعصب! قالت له: خلي نشوف هذا البلد قبل ما يمنعون العراقيين من السفر اليه كما حدث مع (جورجيا)! نرجع الى صاحب الموقف العنيف، تخيلت هذا الكائن- الله لا يسامحه- وهو في اوضاع مختلفة ، اصابع يديه خشنة يفتح الاشياء بلحظة ، لا يعرف الابتسامة كيف يمارس الرومانسية يا ترى ؟ وهل لديه لحظات حميمية ! لا اظن ذلك؟ بعد سماعي الصوت الآخر (سد الباب الخلفي) تصورت اننا وقعنا في كمين ارهابي ! لكن الرجل كان من (شهربان) وتعني بالفارسية (مدينة الأميرة) التي تشتهر بنوع فاخر من البرتقال والرمان (سابقا) الا تلاحظون دائما نقول ايام زمان وسابقا!؟ ويعمل في السليمانية صاحب محل! المهم هو بدون قصد افزعني، والحفر المنتشرة على طول الشارع كسرت ضلوعنا حتى وصلنا فجرا الى مطعم (آزادي) بالدوز (يعني الحرية بالفارسية)
اغاني هابطة
العراقيون وهم نائمون اكثر ارتياحا ، نهض الجميع من النوم وبدأت الاغاني الهابطة تسيطر على اجواء الرحلة وانا لست ضد الاغاني الهابطة التي يطلقون عليها اخوننا المصريون مصطلح (أغاني المهرجانات) بل انا اعاني من الصوت العالي الذي يصر اصحاب الذوق الرفيع على أن السماع والرقص لا يحلو الا بالصوت المزعج، في الفندق، تورطت بالاستحمام بالماء البارد على امل ان يتحول بقدرة السخان إلى دافئ، لكن للفندق سياسة اخرى !قالوا نحن نفتح السخان الساعة الثالثة عصرا – عند خروج الكروبات السياحية - ولمدة 3 ساعات ومن ثم نغلق السخان ونعاود فتحه الساعة التاسعة مساء ومعه التدفئة لأن الليل برودته قاسية وعلى المسافر السباحة بالليل فقط ، واذا فتحنا التدفئة نخشى ان تتعرضون الى المرض لفارق درجات الحارة بين الغرفة والشارع!.
كان يوما صعبا انتهى بزيارة احدى الحدائق ،و بالبرد لا تكون الحدائق مناسبة للترفيه ، اجبرونا على البقاء لمدة ساعتين ومثلها في مول فاملي ، وهكذا تكون الرحلات الرخيصة تخضع الى مزاج وصفقات شركات السياحة واصحاب المراكز السياحية، ساعد الله المهجرين العالقين في حدود بيلاوسيا!
مع الوقاية نرافق الكتب
للفترة من 18-27\11\2021 برعاية شركة أطلس الأصيل للتجارة العامة وتنظيم المؤتمرات والمعارض التجارية وبالتنسيق مع الشركة العامة للمعارض والخدمات التجارية العراقية يقام معرض السليمانية الدولي للكتاب على أرض معرض السليمانية الدولي،المدينة التي اعدتها اليونسكو من المدن الثقافية لحيويتها ومساهمتها في النشاطات الثقافية ، بمشاركة 300 دار نشر من 17 دولة عربية وأجنبية ويستمر المعرض 10 أيام ، تحت شعار (مع الوقاية نرافق الكتب) ويتضمن المعرض فعاليات وندوات وأمسيات ثقافية وأدبية وفنية. واقامة المعرض في هذا الوقت هو بحد ذاته تحد لكل الظروف الصحية والاقتصادية والسياسية.
افتتح المعرض يوم 18\11 وحضر محافظ السليمانية "هفال أبو بكر" وممثلون عن وزارة الثقافة والفنون في الأقليم وممثلو البعثات الدبلوماسية وممثلو عن مؤسسات المحافظة وجمهور غفير من المهتمين بالثقافة .
* دور النشر الكردية
على الرغم من مشاركة دور نشر عراقية وعربية وأجنبية ، لكن أجنحة المعرض يغلب عليها دور النشر الكردية، فنجد عناوين المكتبات ومؤسسات النشر الكردية هي المسيطرة على المعرض، ويقول المنظمون "أن المعرض يؤدي دورا في تعريف القراء بالقضية الكردية مع أتساع دائرة الاهتمام بها من السياسة والاجتماع الى روايات الحب والحرب وقصصها". ولفت نظري هذه العبارة عن القراءة (القراءة هي رسالة عظيمة لأن عظمة الشعوب بمدى المعرفة بقدرتهم على الفهم، وكسب المعرفة ، وكيف لنا ذلك من غير القراءة، والتعلم، فالقراءة من الاشياء التي تفيدنا كثيرا في حياتنا، وتعطينا الدافع الجميل لفعل كثير من الأمور، لذا هنا نجد عبارات جميلة عن القراءة :- "القراءة تمنحنا مكانا اخر نذهب إليه عندما نضطر للبقاء في أمكاننا" – ماسون كولي- "القراءة مثل التنفس، إنها وظيفة حيوية أساسية"- ألبرتو مانغويل- "علمتني القراءة حب الهدوء والتواضع الشديد في حضرة الذين يعرفون أكثر، ويقولون أجمل وأطول وأعم"- أنيس منصور- "الكتاب نافذة نتطلع من خلالها إلى العالم"- مثل صيني- "قيل لأرسطو: كيف تحكم على إنسان؟ فأجاب: أساله كم كتابا يقرأ وماذا يقرأ؟" " الكتب هي ثروة العالم المخزونة وأفضل إرث للأجيال والأمم"- هنري ديفد ثورو- "الكتب هي الآثار الأكثر بقاء على الزمن"- إمرسون- "عندما نجمع الكتب نجمع السعادة" – فنسنت ستاريت-
*تحدي كورونا والاوضاع الاقتصادية
يعد اقامة معرض للكتاب تحد لجائحة كورونا التي تسجل نسبة اصابات كبيرة في محافظة السليمانية لذلك رسميا تفرض بعض الاجراءات الوقائية من لبس الكمامة عند بوابة الدخول لكن من الصعوبة منع التقارب والازحام في ظل وجود اقبال جماهيري كبير جدا لا سيما وان المعرض يستقبل يوميا رحلات مدرسية من مختلف الاعمار ، بينما طالبت بعض دور النشر العراقية على ضرورة تنظيم رحلات لطلبة الجامعات لأنهم من يقرأ اكثر من الصبية والاطفال، تتحدى السليمانية الاوضاع الاقتصادية الصعبة مع كورونا وعقدت هذا المعرض الذي يقول عنه المشاركون العرب من مصر وسوريا وحتى الاجانب (كل معارض الكتب في بغداد والبصرة وحتى النجف حققت نجاحا في بيع الكتب والاقبال الشديد، لان الشعب العراقي قارئا جيدا ،وكذلك مدن اقليم كردستان فالتجربة بالدورة الاولى التي عقدت معرضا للكتاب عام 2019 في السليمانية كانت ناجحة وهي التي اعطت الثقة بالسليمانية لنكون من المشاركين في هذا المعرض بدورته الثانية ) وكانت دور نشر اوربية من (بلجيكا والدنمارك ) وكندا وكذلك دول أفريقية ، وايران وتركيا ، ودول عربية (الامارات والسعودية وسوريا ومصر ولبنان) وتعرض اكثر من 3000 عنوانا .وتلمسنا الاقبال الكبير على وسائل التعليم والالعاب التي تخص الاطفال!
ترى الزحام ولا عائدات ربحية
التقينا بمسؤول جناح شركة وجوه للنشر والتوزيع السعودية فقال عن المعرض قائلا" اقدم لكم نفسي ضياء جمعة باحث اكاديمي ،عراقي الهوى، موصلي الهوية، يقال عني كاتب طبع لي الإصدارات الاتية: العرجون القديم – نمارق مصفوفة- مما قل ودل- كيف تكتب بحثا أكاديميا ، وكل هذه الاصدارات في شركة وجوه السعودية مشكورة.
شاركنا في معرض السليمانية الدولي للكتاب، والمعرض من حيث العموم جميل، ومفيد، والادارة جيدة والشيء الذي يميزه عن غيره أنه جمع كل الدور في خيمة واحدة وقاعة موحدة، ولكننا نواجه مشكلة في التواصل مع أهالي السليمانية لأنهم لا يتقنون إلا اللغة الكردية، وغالب الدور عربية مما أثر سلبا على حجم القدرة الشرائية ، فأنت ترى الزحام، ولكن دون عائدات ربحية للدور، وربما يعود السبب أيضا إلى الوضع الاقتصادي الذي يعيشه البلد، وكل هذه الأجواء تؤثر سلبا على الجو الثقافي، وبالتالي لن يكون العراق بيئة جاذبة بل ربما يتحول لا قدر الله إلى بيئة طاردة للثقافة لأن دور النشر كلما شاركت تسببت لها تلك المشاركات بخسائر مادية، وهي بطبيعة الحال تبحث عن موارد ، وأرباح مع نشر الثقافة وهذا حقها الطبيعي. أقترح على كل إدارات المعارض العراقية أن تروج للمعارض التي تقيمها، وتعمل على تخفيض إيجار الجناح، وتجهز تسهيلات مشجعة لكل دار تشارك حتى نكون ملتقى الثقافة والعلم والمعرفة كما كنا سابقا ..والله المستعان"
اما القاص عباس الحداد فعلق بخصوص اقتصار المعرض على اللغة الكردية قائلا " من ملاحظاتي للمعرض في السنة الاولى والثانية لم أر كلمة عربية تساعد الزائر العربي على الدخول الى القاعة بالرغم من أنني التقيت أحد منظمي المعرض وقلت له بالحرف :يا اخي عندك ضيوف من دور النشر العربية، وهناك الكثير من العرب يأتون لزيارة المعرض، حبذا لو تكتبون في الفولدر الذي تقدمونه تعرفا بالعربي بالاضافة الى اللغة الانجليزية والكوردية، ابتسم على مضض وقال (هذا معرض للتعريف باللغة الكردية وتاريخها)
كروبات سياحية
ولاحظنا وجود كروبات سياحية من محافظات العراق لزيارة المعرض، وقمنا بالعديد من اللقاءات للوقوف على انطباعات دور النشر المشاركة بالمعرض وشملت ( دار الرافدين – مكتبة الامين- ومكتبة زيتون- شركة وجوه للنشر والتوزيع السعودية- ودار نينوى السورية – ودار العارف للمطبوعات – ودار الكتب العلمية) وتنوعت اجاباتهم بخصوص المعرض والاقبال الكبير لزيارته فالبعض اوضح ان اكثر زوار المعرض لا يعرفون اللغة العربية لذلك يسألون عن الاصدارات الكردية ويشترونها! كما ان جميع الفعاليات والجلسات الثقافية والنقدية هي باللغة الكردية فقط! كما كان يتمنى اصحاب دور النشر الاهتمام بوجود دور نشر عربية وعمل زيارة لطلبة جامعة السليمانية، ودعوة كتاب عرب وعراقيين لتوقيع كتبهم في المعرض ، ولم يكن وجود العطلة لمدة اسبوع بسبب التظاهرات هي التي جعلت طلبة الجامعات يعزفون عن زيارة المعرض ! فالمعرض قد بدأ قبل التظاهرات والعطلة!
المدينة التي تجيد التقليد
منذ ان صار عندي وعيا سياسيا وانا لا احب السلطة واميل الى المعارضة، فالمعارضة محبوبة وفيها كاريزما على عكس رجال السلطة دمهم ثقيل ومكروهين ومغروررين ويتصفون بالكذب والعنف والاستحواذ على ثروات البلد! لا اعلم هل انا مكشوف (كمعارض) الى هذا الحد، فكل من يلتقي بي يبدأ بسب الحكومة ولا يخاف مني! وحدث هذا في كل الازمنة والانظمة!
عندما اردت الذهاب الى معرض الكتاب في السليمانية استأجرت سيارة تكسي ، وكالعادة انت منين ؟ هذا السؤال مفتاح للثرثرة والتوقعات وجس النبض، من بغداد/ لا يكف مثل هذه الاجابة المقتضبة، من اين في بغداد؟ - الكرادة، قال وهو ينظر الي (صفح) انه من (شيخ عمر) وانتقلت الى السليمانية لأنهم – يقصد الارهابيون او عصابات الجريمة المنظمة- كادوا يقتلوني بثلاث محاولات! وسرد علي تلك المحاولات وجميعها تخلص منها لوجود شخص يعرفه معهم! ثم بدأ يتطرق الى الفوارق الطبقية قائلا انت تفاصلني على الاجرة بمقدار الف دينار واكو ناس تصرف باليوم ملايين/ قلت له / بالعافية؟ رد بعصبية بالعافية ما دام الدجاجة حافية! واشار لي على طابور طويل للسيارات بأنتظار شراء البنزين ، قائلا : يكلي بالعافية عمي كون سم وزقنبوت كول ان شاء الله !هكذا هم الناس البسطاء يشعرون بالظلم وعدم المساواة لكنهم يقتنعون اخيرا بالقسمة والنصيب، وتبقى السلطة تتنعم بالخيرات والناس تتلكا الكفخات!
*سوق مولوي
اشهر اسواق مدينة السليمانية هو سوق مولوي وسيمون (السوق الكبير) لأتساعه وتنوع المحال فيه وتشعب الاسواق ، عندما قررت الذهاب اليه لشراء بعض الحلويات والكرزات والملابس – على فكرة هذا السوق متعدد المحال وتستطيع شراء اي سلعة او حاجة منه وبسعر رخيص ولا تستغرب حينما تجد محل لبيع اللحم (القصاب) وبجانبه محل لبيع الهواتف النقالة، وبجنبهم محل لبيع الفواكه والخضروات وغير بعيد عنهم محل لبيع المشروبات الكحولية، وهناك تجد العسل الاصلي والمزيف وسوق لبيع الطيور، والعطاريات، والاقمشة والملابس، كل شيء، حينما سألت عن اصل اسم (مولوي) قالوا بالصوفية يطلق هذا اللقب على الشيوخ المتصوفة، ويبدو ان الشاعر الكردي القادم من حلبجة واسمه (عبد الرحيم بن الملا سعيد) وهو من مواليد 1806 قد حصل على هذا اللقب عندما تزوج من فتاة افغانية تدعى (عنبر خاتون) واكتسب زوجها هذا اللقب من الافغان! صاحب التكسي قال لي امام سوق مولوي تظاهرات الطلبة يمكن اوصلك الى مكان قريب من السوق، لكن عندما وصلنا الى سوق مولوي كانت القوات الامنية منتشرة ولم نر المتظاهرين وتعجبت من شدة الازدحام في السوق بسبب اننا في يوم الجمعة وينتشر الباعة المجولين في السوق حتى يصعب علينا المرور!
*شارع سالم سهولكة
وهو يضاهي في شهرته سوق مولوي، وهذا الشارع (ليلي) اي الحركة فيه بالنهار اعتيادية لكن ما ان تغرب الشمس حتى يبدأ البيع بالعربات وينادون على المارة لشراء الوجبات السريعة (كبدة – لبلبي- كنافة- لحم مثروم- عصائر- فلافل- العاب اطفال- بقلاوة - مقاهي على الرصيف – عازفون لالات موسيقية من اجل الرزق،) جلست في احدى المقاهي وجذبني شكل حديدي يشبه القلب وضعت عليه اقفال حديدية بلا مفاتيح، وهذا يذكرني بحديد جسر (بونت دزأرت) او جسر الفنون الشهير على نهر السين بفرنسا، حيث يقوم العشاق بوضع الاقفال والقاء المفاتيح في نهر السين بعد ان يكتب على الاقفال اسماء العشاق، سألت صاحب المقهى عن هذه الاقفال اجابني بأن العشاق يقفوان قلوبهم على حبيب واحد فقط.
المدرج الكولوسيوم الروماني
اهل السليمانية يجيدون التقليد لتعتقد بإنه الاصل، هذا ما شعرت به وانا ازور المدرج الروماني في متنزه هواري وهو نسخة مطابقة للكولوسيوم الروماني على غرار مدرج موجود في روما ، لكنه مهملا وقد يستخدم فقط للمناسبات والكروبات تزور هذا المكان للالتقاط الصور وسط مجموعة من الكلاب الجائعة لكنها مسالمة!
وعلق الكاتب والباحث "زهير معروف" عن اصالة مدينة السليمانية قائلا"السليمانية مدينة الرجال الابطال الاصلاء الاجاويد ، مدينة التحرر والتجديد والاباء ، مدينة الانتفاضات والثورات ، شعبها يأبى الضيم والاستعباد ، مدينة ملك كوردستان الشيخ محمود الحفيد الذي حارب الانجليز سنوات طوال واسس أول دولة كوردية في العشرينات من القرن الماضي عاصمتها السليمانية وهو أول من التحم في ثورة العشرين وساندة شيوخ الفرات الاوسط وارسل قربة الف مسلح الى الشعيبة في البصرة لمقاومة الجيش الانجليزي مع المجاهدين العرب.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى